الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

صراع الأجيال بين «الثعلب» العجوز والفتى «الذئب»

صراع الأجيال بين «الثعلب» العجوز والفتى «الذئب»
19 مايو 2012
برلين (أ ف ب) - تشهد المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم بين بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي على ستاد “اليانز ارينا” في ميونيخ صراع الأجيال بين مدربي الفريق البافاري “الثعلب العجوز” وصاحب الخبرة يوب هاينكيس، والفريق اللندني “الذئب الشاب” الايطالي دي ماتيو الذي بدأ يصنع لنفسه اسما في القارة العجوز. الخبرة: الأفضلية بدون أدنى منازع لهاينكيس المدرب العجوز “67 عاماً” الذي سبق له التتويج باللقب لاعباً ومدرباً. هذا الهداف المحنك أحرز كل الألقاب الممكنة مع بوروسيا مونشنجلادباخ والمنتخب الألماني عندما كان عمر منافسه الايطالي 5 أعوام. يملك هاينكيس الرحالة خبرة كبيرة في مسيرته التدريبية التي بدأها ببوروسيا مونشنجلادباخ مروراً باتلتيك بلباو وريال مدريد الإسبانيين وبنفيكا البرتغالي وباير ليفركوزن الألماني وصولاً إلى بايرن ميونيخ، حيث خاض 149 مباراة في الكؤوس الأوروبية أبرزها تتويجه بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد عام 1998. في المقابل، أحرز دي ماتيو بعض الألقاب بألوان تشيلسي عندما لعب في صفوفه من 1996 إلى 2002 حيث لم ينس انصار النادي اللندني حتى الآن قتالية لاعب الوسط الايطالي الذي لم يكن موفقا مع منتخب بلاده حيث لعب 34 مباراة دولية طيلة مسيرته الاحترافية. خبرته كمدرب بدأت مع ميلتون كيينيس دونس الإنجليزي من الدرجة الثالثة ثم أشرف على تدريب وست بروميتش ألبيون في “البريمير ليج” قبل أن يبرز إلى الساحة من خلال تعيينه مدرباً بالوكالة للنادي اللندني في فبراير الماضي خلفاً للبرتغالي أندري فياش بواش. تفوقه على برشلونة الاسباني حامل اللقب في دور الأربعة جعله في واجهة الساحة التدريبية. الشخصية: كلاهما قادر على التزام الهدوء في أي حالة، ويتفاديان معا التصريحات المدوية، خلافا للأسلوب الاستفزازي لمدرب النادي الملكي البرتغالي جوزيه مورينيو. مع مر السنين، محا المدرب الألماني طبعه العصبي وتحول إلى شخص هادئ وبمثابة “المدرب الأب” للفريق، والذي منذ استلامه الصيف الماضي مهام الإدارة الفنية لبايرن ميونيخ للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية، نجح في بث الثقة التي كانت تغيب عن لاعبي الفريق في الأيام الأخيرة لسلفه الهولندي لويس فان جال، ويبقى أبرز مثال المهاجم الدولي الفرنسي فرانك ريبيري الذي كان شبه غائب خلال الفترة التدريبية الأخيرة قبل أن يصبح عنصراً فعالاً في التشكيلة بقدوم هاينكيس وقدم أحد أفضل مواسمه منذ انتقاله إلى صفوفه عام 2007 قادماً من مرسيليا الفرنسي. كما يتميز هاينكيس بصفة المدرب الذي يعرف كيف يحمي لاعبيه في الأوقات الصعبة كما حصل في المشاداة بين ريبيري والمهاجم الدولي الهولندي اريين روبن الشهر الماضي. من جهته، أعاد دي ماتيو الهدوء والثقة الى غرف ملابس البلوز بعد الاضطرابات التي شهدتها إبان فترة فياش-بواش الذي كان غاضباً من مخضرمي الفريق أمثال فرانك لامبارد. ودي ماتيو متواضع بطبعه لكنه يبدي ثقة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية. فهو لا يتردد في الحسم في اختياراته الرياضية إلى حد أنها قد تعرضه إلى النقد. فخلال ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة أمام مضيفه بنفيكا البرتغالي عندما فاز 1-صفر، دفع دي ماتيو بتشكيلة غير متوقعة ضمت لاعبين نادراً ما لعبوا هذا الموسم بينهم الدولي الإيفواري سالومون كالو (مسجل هدف الفوز). وضد برشلونة، اعتمد استراتيجية دفاعية محكمة ومنضبطة على الطريقة الإيطالية بعيداً عن الاستعراض وهي الخطة التي كانت لا محالة أدت إلى السخرية والنقد لو أنها لم تؤت ثمارها. المستقبل: يمكن أن يتحدد المستقبل في المباراة النهائية خصوصا بالنسبة الى دي ماتيو. إذا كان بامكان دي ماتيو أن يفخر بمحصلة ايجابية للغاية من خلال الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي وانجاز التفوق على برشلونة في دور الأربعة، فان المدرب الايطالي فشل في تصحيح الوضع في الدوري. كان تشيلسي يحتل المركز الخامس في “البريمير ليج” لدى استلامه مهام تدريبه خلفا لفياش بواش، وهو أنهى الموسم في المركز السادس وبات مستقبله مع الفريق يتوقف على نجاحه في التتويج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا اليو. في المقابل، من غير الواضح كيف سيقرر مالك النادي اللندني الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش الانفصال عن الرجل الذي قد يحقق حلمه المتمثل في التتويج بلقب المسابقة الأوروبية العريقة. بالنسبة إلى هاينكس، سيشكل اخفاق بايرن ميونيخ في التتويج مرة جديدة ضربة نفسية أكثر منها تعاقدية. وكان هاينكس أعلن في مارس الماضي: “لدي عقد وأنا أعمل بفكرة أنني سأبقى حتى نهايته، مؤكداً أنه غير “منزعج تماماً” من الشائعات التي تتحدث عن رحيل مبكر بعد خروج الفريق خالي الوفاض من المسابقات المحلية. إضافة إلى ذلك، من الصعب تخيل أن يقوم صديقه رئيس النادي البافاري أولي هونيس بإقالته مرة أخرى، وهو الذي لا يزال يصف إقالته للمرة الأولى عام 1991 “بأكبر خطأ”. أما كارل هاينتس رومينيجيه فيكرر القول: “إذا كان يريد، يوب يمكن أن يبقى إلى ما بعد نهاية عقده الحالي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©