صدرت حديثا عن دار الآداب في بيروت للروائي والإعلامي اللبناني حسان الزين رواية جديدة بعنوان ''تلفزيون جميل''، وجاءت في 270 صفحة من القطع الصغير، وهي الرواية الثالثة لحسان بعد ''علبتي السوداء'' ،1996 و''الرفيق علي'' ·2003
تبدأ الرواية بمشهد تلفزيوني، حيث تقوم عارضة أزياء بدور مذيعة لكنها تتعثر وتبدو مثل دمية ''تحتضر بطاريتها''، فهي ''امرأة جميلة، لكنها غبية'' كما يردد المخرج الذي اختارها لتقوم بهذا الدور، وهو مقتنع تماما أن ''ما من امرأة جميلة إلا سطحية وبلا عقل''·
في البداية يتم التركيز على تعامل المخرج مع ''العارضة''، وكيف يريدها أن تظهر ''نريد نشرة أخبار طقس مثل الفيديو كليب، من يشاهدك فيها يفتح فمه ويغرم بك''، وفي فقرة تالية يكشف عن مزيد مما يريده المخرج من العارضة كأنثى ''تذكري رجلا يعجبك، ليس بالضرورة صديقك، أي رجل تريدين أن تغريه، وفجري أنوثتك أمامه، اقتحميه، احتليه''· ويذهب أكثر حين يطالبها بالمزيد ''أريدك عندما تتقدمين في اتجاه الكاميرا كأنك تدخلين غرفة حبيبك المستلقي على الكنبة أو في السرير··الخ''· ويسألها عما إذا كان ارتباكها بسبب وجود فريق العمل مؤكدا لها ''أطردهم كلهم إذا كان ذلك يريحك''·
لكن الرواية التي تبدأ بفضح جانب من العلاقة بين المخرج وفريق العمل التلفزيوني، سرعان ما تتناول جوانب كثيرة من الحياة اللبنانية، اجتماعيا وسياسيا وثقافيا، حيث يكتب حسان الزين سير أشخاص وشوارع، ساردا على طريقة تصوير المشاهد التلفزيونية أو السينمائية، متنقلا بالكلمة (الكاميرا) بين شاشة التلفزيون التي يجلس أمامها وبين العالم الخارجي ''تلتفت منى نحو الكاميرا والمشاهدين·
تقول كأنها تحكي من عينيها: تذكروا هذا التاريخ، الثلاثاء 5 تموز ''1994 وتضغط زر التفجير''، ليقول لنا كيفية تفجير مبنى سينما ريفولي، في واحد من مشاهد القتل والتدمير·
بسام وجميل وناصر وخالد وآخرون يجلسون أمام التلفاز ويتنقلون بين عدد من المسلسلات، يختلفون ويتفقون، لكنهم في حواراتهم ينقلون العالم كما يستعيدون أشرطة من الذكريات المؤلمة والحميمة، ونتعرف إلى أعماق هذه الشخصيات وعلاقاتها ضمن الظروف القائمة·
فهي رواية شظايا من البشر والوقائع المحيطة بهم، وجديرة بأكثر من هذه القراءة السريعة والمختزلة
عدد اليوم
