الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حروف الضباب جديد الجزائري الخير شوار

28 نوفمبر 2008 02:50
صدر مؤخراً للأديب الجزائري الخيَّر شوار روايةٌ بعنوان ''حروف الضباب'' وتقع في 140 صفحة· ويأتي هذالإصدار كأول تعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بدبي وهي الجهة الداعمة للإصدار ومنشورات ''الاختلاف'' بالجزائر و''الدار العربية للعلوم'' ببيروت· وتحمل الرواية عنوانا أدبيا مكثفا هو ''حروف الضباب'' مع عنوان ثان تراثي وهو ''قول الراوي في محنة الزواوي''، وقد كتبها الأديبُ الشاب بأسلوب بسيط اعتمد فيه طريقة سردٍ مُستمدة من عالم ''ألف ليلة وليلة'' وكتبِ السِّير الشعبية المعروفة، لكنها اقتربت أكثر من العربية الفصحى، وابتعدت عن الأساليب المكررة في كتابة الرواية النمطية في العالم العربي· ولئن تعددت شخصيات الرواية وامتدت أزمانها إلى مئات السنين، فإن الاسم الذي يتكرر أكثر من غيره طيلة الأحداث هو ''الزواوي'' وهو بالمناسبة يُنسب إلى بعض القبائل الأمازيغية في الجزائر، ولا يوجد ''زواوي'' واحد في الرواية بل إن هناك ثلاثة أشخاص من أزمنةٍ مختلفة يحملون الاسم نفسه، وهم مجانينُ عشقِ نساء يحملن نفس الاسم وهو ''الياقوت''، ومع اختلاف الأزمنة فإن الذي يجمعهم هو المكان الواحد، ومن هنا تنشأ المفارقة التي تجعل الزمن يمتدُّ إلى المئات من السنين دون أن ينقطع ذكر الزواوي وحكايته مع المعشوقة الياقوت· ومثلما ورد في العنوان فإن الأحداث تبدأ في أيامنا هذه انطلاقا من قرية صغيرة تحمل اسم ''عين المعقال'' حيث يختفي شاب اسمه الزواوي في ظروف غامضة، وسرعان ما يتولى الراوي دفة السرد وهو شخص غير معروف وكأنه جاء من كتب السيّر الشعبية المعروفة التي كانت تقول ''قال الراوي يا سادة يا كرام''، وحتى يجيب على سؤال الطفل ''النوري'' لأبيه: ''لماذا سُميت قريتنا عين المعقال؟''، يعيد الحكاية إلى بدايتها الأولى وتنتقل بين العصور وبين الشخصيات التي يربطها رابطٌ واحد هو العشق العذري في أجمل تجلياته ومحنة الفراق، وعلى طريقة سرد ألف ليلة وليلة يمكن أن تقسم الرواية إلى عدد من الحكايات كل واحدة منها تحيل إلى الأخرى، وما إن ننغمس في حكاية جديدة حتى نكاد ننسى الحكاية التي سبقتها لكنها مرتبطة بها أشد الارتباط وسرعان ما نستعيد الحكاية الأولى التي انطلقت من سؤال الطفل البريء الذي أحال على الكثير من الأحداث والتفاصيل غير البريئة بالضرورة، ومجموع الدوائر-الحكايات في النهاية يشكِّل الحكايةَ الواحدة التي تجمع كل تلك الخيوط، ولا عجب إن انتهت الرواية باختفاء الفتى الزواوي المعاصر الذي يقول الراوي في النهاية أنه غاب ''في عتمة الضباب''· ولئن بدا واضحاً الاهتمامُ بالموروث الشعبي المحلي في الرواية إلا أن كاتبها يعتبرها معاصرة، لأنها تنطلق من الواقع ومن قرية صغيرة في شمال أفريقيا، لكنها تذهب بعد ذلك لتغوص في التاريخ وفي الجغرافيا لتمتد إلى مدينة ''تمبكتو'' في الصحراء الأفريقية جنوبا وإلى مدينة نيسابور في بلاد فارس، أما في التاريخ فهي تذهب إلى يوم الفتنة الكبرى في ''موقعة صفين''، وتذهب بعيدا وهي تغوص في بعض الكتب المعروفة وبعض الكتب التي اخترعها الكاتب مثلما اخترع كتّابها من أجل تمرير بعض الحِيل الفنية، وكان هاجسُه هو أن يقدم للقارئ البسيط حكايةً بسيطة لكنها معقدة في بساطتها، ومن جهة أخرى يعيد للحب العذري هيبته وحضوره بعد أن كاد يغيب على ساحة الكتابة، في عالم مزقته الحروب والفتن وأصبح فيه العاشق يخجل من حبه، ومع بساطة الأسلوب جاءت كثافة الأحداث، وبرغم كل تلك الأحداث
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©