الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيتنام تقود معركة ضد حوادث غرق الأطفال

22 مايو 2011 22:38
سقطت طالبة عمرها 17 عاما من زورق بوسط فيتنام في نهر يوم 14 مايو. وقفزت أربع من زميلاتها في محاولة لمساعدتها، غير انه تم انقاذ فتاة واحدة فقط وغرقت أربع فتيات. وهذه قصة مألوفة في فيتنام حيث أن معدل غرق الأطفال هو واحد من أعلى المعدلات في جنوب شرق آسيا، ويرجع ذلك إلى وجود عدد قليل نسبيا من الأطفال الذين يجيدون السباحة رغم الشريط الساحلي الطويل في البلاد والفيضانات الكثيرة وواسعة النطاق. ووصفت جمعية خيرية، مقرها تايلاند، وهي الائتلاف من أجل أطفال سالمين هذه الظاهرة بأنها في جانب كبير منها «وباء صامت» بسبب انعدام الوعي العام. وتجلس فوونج أنه (26 سنة) بجوار أسوار جسر لونج بين قرب هانوي لتبيع الذرة الحلوة مقابل 5000 دونج لكل قطعة (25 سنتا) لقائدي الدراجات البخارية المارين. وبجانبها ابنها هيو وعمره عامان. وقالت البائعة «نعم إنني قلقة من احتمال سقوطه من الجسر، ولكنني مضطرة لبيع الذرة». وأضافت أن العديد من السيدات اللائي يقمن ببيع السمك والخضراوات على النهر يضطررن إلى إحضار أطفالهن معهن إلى العمل عندما لا يجدن أحدا يتولى رعايتهم. والغرق يعد مشكلة محلية. وتتراوح التقديرات العالمية بين ما يقرب من 400 ألف إلى مليون ضحية من جميع الأعمار سنويا. إلا أن البحث الذي أجرته جمعية الائتلاف من أجل أطفال سالمين، أوضح أن 95% من حوادث غرق الأطفال تحدث في آسيا موطن نحو ثلثي أطفال العالم. ويتضمن هؤلاء 45% في بنجلاديش و7% في تايلاند و32% في فيتنام طبقا للجمعية الخيرية. وهذه الأرقام تضع معدل غرق الأطفال في فيتنام أعلى مرتين أو ثلاثاً من المعدل العالمي. ووفقا لوزارة الصحة، فإن معظم الأقاليم تعزو المعدلات المرتفعة إلى أحجام الأسر الكبيرة والقرب من مصادر المياه ومن بينها الفيضانات وقلة الوعي العام. ورغم أن الشريط الساحلي في فيتنام يزيد طوله على 3200 كم، ويوجد بها الكثير من البحيرات والأنهار، فإن عدد الذين يجيدون السباحة قليل، وفقا لقول نجوين ثي ثانه آن أخصائية الوقاية من إصابات الطفولة من منظمة اليونيسيف. وليست هناك إحصائيات على المستوى القومي، إلا أن دراسة محلية كشفت أن 25% فقط من السكان في ثو ثين هو وهو إقليم بوسط البلاد يواجه فيضانات شديدة يستطيعون السباحة. وقالت آن «إن الآباء مشغولون أكثرهم بسبل معيشتهم عن تعليم أطفالهم». وأضافت «بعض الآباء يعتقدون أنه إذا علموا أطفالهم السباحة فإنهم سيواجهون المزيد من المخاطر». وتقوم جمعية «هو هلب» الخيرية ومقرها ببريطانيا بتعليم حوالي 300 يتيم السباحة في إقليم ثو ثين هو كل عام. وهذا العام بدأت الجمعية الخيرية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لمدربي السباحة دورة لتدريب السباحة لعدد 30 مدرسا بالمدارس الثانوية الذين سيدربون ما إجماليه 1300 طفل سنويا. وربما تعود الزيادة الإحصائية الواضحة في غرق الأطفال من جانب إلى انخفاض في الأسباب الأخرى لوفيات الأطفال وخاصة الانخفاض على مدى الثلاثين عاما الماضية في الوفيات من الأمراض المعدية لدى الأطفال بين عام واحد وأربعة أعوام وفقا للدكتور ديفيد ميدينجز بمنظمة الصحة العالمية. لكن ميدينجز، الذي يعمل بإدارة الوقاية من العنف والإصابات في المنظمة، قال إنها لا تزال مشكلة حقيقية، وأن المانحين الدوليين يجب ألا يهملوا برامج الوقاية من الإصابات. وبالنسبة لفوونج فإن خطر الغرق هو فقط أحد المخاوف اليومية العديدة. وقالت وهي تضم طفلها في حضنها «أنا قلقة على نجلي من الغرق، ولكني قلقة أيضا بشأن كسب مال كاف لعائلتي».
المصدر: هانوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©