اعترف الإسباني فرناندو هييرو لاعب ريال مدريد السابق بأن الكرة الإسبانية تعيش مرحلة صعبة في الوقت الراهن خاصة على صعيد الأندية في ظل الطفرة التي تعيشها نظيرتها الألمانية في الفترة الحالية، ولم يكن اعتراف مدافع مصارعي الثيران الوحيد الذي تحدث عنه خلال حواره الخاص لـ «الاتحاد»، حيث تطرق للعديد من الأمور التي تخص الكرة الأوروبية بشكل عام، وكما كان هييرو مدافعاً صلداً في صفوف النادي الملكي والمنتخب الإسباني كان مدافعاً لبقاً في الحديث خلال الحوار المطول حيث دافع بشراسة عن منتخب بلاده في ظل الطوفان الألماني الحالي والنقد الشديد من قبل وسائل الإعلام للغريمين التقليدين ريال مدريد وبرشلونة وانشغالهما بالصراع المحلي على حساب سمعة الكرة الإسبانية بشكل عام.
وأكد هيرو أن ما يحدث على الساحة الكروية الأوروبية حالياً أمر طبيعي في ظل اكتساح برشلونة لكافة البطولات على الصعيد القاري لمدة خمس سنوات، مشيراً إلى أن الهبوط في المستوى ليس غريباً كما هو معروف في كرة القدم فلا يمكن لفريق أن يستمر طوال مسيرته على منوال واحد من الأداء والقوة والإمتاع داخل المستطيل الأخضر، ففريق كرة القدم مكون من بشر عاديين وليسوا آلات ميكانيكية تعمل بالضغط على زر معين وتقف بالطريقة نفسها.
وأضاف: بالفعل ما حدث خلال مباراتي نصف نهائي البطولة الأوروبية أمر صعب للغاية خاصة الهزيمة الثقيلة لبرشلونة على ملعبه وبثلاثة أهداف نظيفة وقبلها في المباراة الأولى في ألمانيا برباعية نظيفة لكن ذلك لا يعني على الإطلاق انهيار الكرة الإسبانية خاصة وأننا رأينا على الجهة الأخرى ريال مدريد يقاتل بقوة خلال مباراته الثانية أمام بروسيا دورتموند، وكان قريباً جداً من الصعود لولا سوء الحظ.
وعلى الرغم من تأكيده أن الكرة الألمانية تعيش طفرة على صعيد الأندية إلا أنه أكد أن ذلك لا يعني سحب عرش الكرة العالمية من المنتخب الإسباني وفصل وجهة نظره قائلاً: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينطبق حال الأندية على المنتخبات وليس معنى تفوق أندية لمدة موسم أن يكون ذلك معياراً للقياس فنحن لا نزال في حاجة لاختبار قوة الألمان لمدة لا تقل عن ثلاث أو أربع سنوات كما حدث مع الماتادور الإسباني من قبل حيث سيطرنا على كرة القدم في العالم منذ عام 2008 وهو زمن قياسي بكل تأكيد.
وانتقد مدافع ريال مدريد السابق الآراء التي تؤكد أن زمن الإسبان قد انتهى وأكد أن عرش الكرة العالمية لا يزال تحت حكم إسبانيا والدليل النتائج الأخيرة للمنتخبات، وأكد أن ما يحدث حالياً للأندية الإسبانية يمكن تجاوزه بشكل سلس للغاية بشرط التركيز على علاج الأمور التي أدت لهذه المشاكل على رأسها حالة الإرهاق غير العادي التي لازمت عدداً كبيراً من النجوم، فضلاً عن حالة التشبع من البطولات لدى البعض الأخر الشيء الذي يعني ضرورة إعادة التأهيل من جديد.
البافاري البطل
وتوقع فرناندو هييرو أن يتوج بايرن ميونخ بلقب بطولة أوروبا للأندية الأبطال وقال: من وجهة نظري أرى الأن البايرن هو الفريق الأقوى في العالم منذ العام الماضي ويستحق اللقب عن جدارة واستحقاق لاسيما وأنه يقدم كرة قدم ممتعة للغاية.
وأكد هيرو أن المباراة النهائية سوف تكون غاية في القوة والشراسة كونها تجمع اثنين من أسرع وأقوى أندية العالم على الإطلاق في الوقت الراهن، وأبدى هيرو احترامه الشديد لفريق بروسيا دورتموند حيث أكد أنه تطور للغاية ولديه عناصر متميزة جداً لكنه لن يصمد أمام قوة البايرن الكاسحة بكل المقاييس، وتمنى أن يكون اللقب من نصيب البافاري حيث أعلن عشقه الكبير لهذا النادي العريق.
شعبية الملكي
وواصل النجم الكبير اعترافاته حيث أكد أن برشلونة الغريم التقليدي لناديه السابق استحق أن يكون الأفضل عن جدارة واستحقاق خلال السنوات الماضية في ظل تقديمه لأداء راق ناتج عن عمل جاد ومنظومة متميزة في الأداء العام، ونفى أن يكون للحظ دخل في الإنجازات التي حققها “البارسا” على مدار خمس سنوات.
وفيما يخص الصراع الطويل بين ريال مدريد وبرشلونة وتأثيره على أدائهما في البطولة الأوروبية، أكد هيرو أن ما يحدث أمر طبيعي وهناك أمثلة شبيهة في دوريات أخرى لكن الشعبية الجارفة للناديين هي السبب المباشر في تصعيد هذه المنافسة والصراع لتشمل عشاقهما في العالم أجمع.
فوارق فنية
وعن التراجع غير العادي للريال أمام البارسا فقال: لا يمكن لأحد أن ينكر أن برشلونة أقوى أندية العالم وقدم كرة قدم رائعة خلال خمس سنوات لكن بدون مبالغة الفوارق الفنية ليست كبيرة مع الريال لكن العنصر المؤثر دائماً هو تحقيق الانتصارات المتتالية وحصد الألقاب واحداً تلو الآخر الشيء الذي عزز من ثقة الفائز بنفسه وتراجع بثقة الخاسر كثيراً إلى الخلف.
وأشار إلى أن ناديه كان الأكثر شعبية على مستوى العالم حتى قبل خمس سنوات لكن منافسه التقليدي استطاع بما قدمه من فنون الكرة وحصده للبطولات أن يجمع حوله قاعدة جماهيرية كبيرة في مختلف أنحاء العالم لتتساوى تقريبا مع شعبية الريال الشيء الذي يعني أن جماهيرية البارسا تنامت وشعبية الريال تراجعت إلى حد ما بسبب النتائج المتميزة في طرف وسوء النتائج على الطرف الآخر وهذا حال كرة القدم دائماً، حيث إن النادي الملكي قدم أيضاً سنوات رائعة عندما امتلك الجيل الذهبي بوجود زين الدين زيدان وبيكهام ولويس فيجو وغيرهم من النجوم قبل سنوات مثلما حدث مع البارسا على مدار المواسم الخمسة الماضية.
ونفى هييرو أن يعود أداء ريال مدريد لأداء الجيل الذهبي حيث أكد أن ريال “زيزو” لن يعود ليس إلا بسبب تغير مفاهيم الكرة بعض الشيء والتكتيك والسرعة وديناميكة الأداء بشكل عام.
ورفض الحديث عن البرتغالي مورينيو مدرب النادي الملكي الحالي وقال: ليست وظيفتي تقييم “سبيشيال ون” وهناك أشخاص منوط بهم هذه المهمة داخل النادي.
«أوروبا 2002» الأغلى
أبوظبي (الاتحاد) - خاض النجم الإسباني هييرو تجربة احترافية في الملاعب الخليجية حيث انتقل لصفوف الريان القطري عقب الخروج من القلعة الملكية موسم 2003 - 2004، ولعب موسماً واحداً مع النادي القطري وفاز معه ببطولة كأس الأمير وسجل هدفاً في المباراة النهائية، وعقب التجربة القطرية انتقل للدوري الإنجليزي حيث لعب بصفوف نادي بولتون موسما واحدا وبعدها اعتزل كرة القدم نهائياً.
وأكد لاعب منتخب إسبانيا أنه يتذكر جيداً التجربة القطرية مشيراً إلى أنها زادت من خبرته وأكسبته العديد من المعلومات وتحديداً عن كرة الخليج، أما عن البطولة الأغلى على نفسه، قال: من المؤكد أنها بطولة دوري الأبطال الأوروبي التي فاز بها مع ريال مدريد عام 2002، حيث إنها كانت الأخيرة على الصعيد القاري التي حمل لقبها كقائد للنادي الملكي.
شكر لـ «أبوظبي الرياضي»
أبوظبي (الاتحاد) - وجه فرناندو هييرو الشكر لبرنامج الرعاية الرياضية التابع لمجلس أبوظبي الرياضي على دعوته للتواجد والمشاركة في ندوة “كيفية التعامل مع وكلاء اللاعبين” حيث أعرب عن سعادته بتقديم هذه الرسالة السامية للأجيال المقبلة، متمنياً دوام التوفيق والنجاح لكرة الإمارات التي تعيش طفرة حالية على صعيد المنتخب الوطني. وكان النجم الإسباني الكبير قد تحدث خلال الندوة عن تجربته الخاصة في ملاعب كرة القدم سواء على صعيد الاحتراف أو على صعيد التعامل مع وكلاء اللاعبين ووجه العديد من النصائح الهمة للاعبي الإمارات على رأسها تحدي الصعوبات والتحلي بالطموح اللازم لخوض تجربة الاحتراف الخارجي.
مسيرة مليئة بالإنجازات
أبوظبي (الاتحاد) - يعد فرناندو هييرو أحد أهم لاعبي ريال مدريد على مدار تاريخه حيث شارك معه في 596 مباراة محلية وخارجية، وحقق معه العديد من الألقاب منها أربع بطولات دوري وثلاث بطولات أوروبية، وسجل هييرو 126 هدفاً بقميص النادي الملكي على الرغم من أنه كان يلعب في خط الدفاع.
وشارك النجم الكبير في أربع بطولات لكأس العالم مرتدياً قميص منتخب إسبانيا، وظهر كأبرز مدافي العالم خلال فترة طويلة.
تجدر الإشارة إلى أن بدايات هييرو كانت بنادي بلد الوليد الذي لعب له أكثر من خمسين مباراة، وكانت الانطلاقة عام 1987 قبل أن ينتقل لصفوف الريال ليزيغ صيته على الصعيد الدولي، وولد قائد منتخب إسبانيا في الثالث والعشرين من مارس 1968 واعتزل كرة القدم وهو في سن السابعة والثلاثين.
«الليجا» الأقوى عالمياً رغم سقطة الغريمين الأوروبية
أبوظبي (الاتحاد) - تحدث فيرناندو هييرو عن الدوريات الأقوى في القارة العجوز، وقال: أعتقد أن الأداء العام للأندية في الفترة الحالية يؤكد أن هناك ثلاثة دوريات تتنافس على الأقوى هي الإسباني والألماني والإنجليزي، وأكد أن الدوري الإسباني هو الأقوى بكل المقاييس ولكن على الجميع التنبه للقوة القادمة من الدوري الألماني الذي يعد واحداً من أقوى وأسرع الدوريات التي تطورت بصورة سريعة لم يكن يتوقعها أحد على الإطلاق وفي فترة زمنية قصيرة جداً.
وأشار هييرو إلى أن المنافسة ستكون قوية في نهائيات كأس العالم المقبل في البرازيل، وقال: المنافسة سوف تكون محتدمة جداً بين العديد من المنتخبات في مقدمتها منتخب البرازيل صاحب الأرض والجمهور إضافة إلى المكينات الألمانية التي تتطور بصورة سريعة فضلاً على حامل اللقب منتخب بلاده (إسبانيا) الذي لن يتنازل عن عرشه بسهولة خصوصاً ويضم اللاعبين القادرين على تحقيق إعجاز كروي لم يتحقق من قبل بالاحتفاظ بالبطولة مرتين متتاليتين، وأعرب عن آمله في أن يتحقق ذلك منوهاً إلى أن ما يدور على الساحة حالياً حول تراجع المنتخب الإسباني كلام لا أساس له من الصحة والنتائج خير دليل على ذلك.
من حق العالم أن يحتار بين ميسي ورونالدو
أبوظبي (الاتحاد) - أشار هييرو في حديثه حول أفضل لاعب في العالم ، إلى أن من حق العالم أن يحتار بين الأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو، فكلاهما لاعبان متميزان بدرجة مذهلة.
وقال: أرى أن ميسي ورونالدو في مرتبة واحدة مع الإسباني إنييستا الذي قدم عروضاً غاية في القوة وحقق إنجازات تاريخية سواء مع ناديه أو مع المنتخب الإسباني بالحصول على ثلاث بطولات كبرى.
ضعف الطموح مشكلة اللاعب العربي
أبوظبي (الاتحاد) - بعيداً عن الشأن الأوروبي تحدث النجم الإسباني هييرو عن الدوريات العربية وأكد أنه يعرف الكثير عنها خاصة الدوريات الخليجية بعد خوضه تجربة الاحتراف في الدوري القطري، وأشار إلى أن هناك الكثير من الاعبين المتميزين بصفوف بعض الأندية وبإمكانهم التواجد بأوروربا لكن مع كل أسف لا يستطيعون فعل ذلك بسبب أوضاع كثيرة على رأسها عدم القدرة على تسويق أنفسهم لعدم ارتباطهم بوكلاء أعمال محترفين، وأيضاً عدم امتلاكهم الطموح اللازم لخوض تجربة بهذه القسوة والصعبة، والسبب الثالث والأهم الرفض التام للتنازل عن المغريات التي تقدم لهم هنا في مقابل خوض تجربة احترافية حقيقية قد تضمن لهم دخلاً أفضل لكن بعد تخطي مرحلة البداية.
وطالب هييرو اللاعبين لاعبي الإمارات بضرورة السعي نحو التعاقد مع وكلاء أعمال محترفين ومعتمدين من قبل “الفيفا” من أجل تحقيق طموحاتهم بالتواجد في القارة العجوز.
وأضاف: لقد تابعت الكثير من مباريات منتخب الإمارات خاصة تلك التي كانت في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بلندن ولاحظت أن هناك نجوما متميزين للغاية ويجب أن يحصلوا على الفرصة كاملة”
وأشاد هيرو بالإمكانيات الرائعة لأندية أبوظبي حيث أكد أنها تمتلك منشآت تضاهي ما تمتلكه الأندية الأوروبية الكبرى ويجب استغلالها بالشكل المثالي لخدمة كرة القدم على الصعيد المحلي.
عدد اليوم
