نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، عرضاً لكتاب جديد انتقد فيه مؤلفه نظريات مؤسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث سيغموند فرويد بل والمنهجية التي اتبعها الأخير في أبحاثه.
والكتاب من تأليف البروفيسور والكاتب الأميركي المرموق فريديريك كريوس وعنوانه «فرويد: صناعة الوهم».
ونشر فرويد، الطبيب النمساوي من أصل يهودي، نظريته حول «اللاوعي» ودراسات حول «الأحلام» على وجه الخصوص. وما تزال أعماله تؤثر بقوة على الخيال الغربي وحتى العالمي، وتشكيل عوالم الأدب والفن وكذلك على الطريقة التي يتم بها علاج المرضى النفسيين.
وبذلك، تركت نظريات فرويد (1856- 1939م) منذ أكثر من قرن من الزمن ظلالاً كبيرة ليس فقط على مجال التحليل النفسي ولكن على كامل الطريقة التي نفكر بها في أنفسنا كبشر.
وكتب جورج بروشنيك، الصحفي في نيويورك تايمز، أن «كريوس كان على حق في كون العديد من أفكار فرويد وجدت مسبقاً في خلاصات باحثين آخرين».
وأضاف الكاتب أنه حتى عندما كانت كتابات فرويد تنشر وكان التحليل النفسي في أوجه، فهم معظم الناس أن تلك النظريات لم تكن سوى طريقة جيدة لجني ثروة كبيرة.
وبرهن كريوس عدة مرات على أن فرويد ناقض نفسه بما يكفي في أنه لم توجد نظرية تحليلية نفسية متجانسة فيما مضى.
ولم يكتف كريوس، في كتابه الجديد، بإثارة الشكوك حول نزاهة فرويد العلمية بل شكك في جدية الأبحاث التي قام بها.
وقال كرو إن «هناك احتمالاً كبيراً أن أبحاث فرويد أثارت آمالاً كاذبة، ونشرت العار واللوم بشكل غير عادل، وأدت لتخلف البحوث المثمرة والتعليم، وتسببت في تبديد وقت المرضى وأموالهم دون داع. والواقع أن جميع هذه الآثار قد وثقت توثيقاً وافياً».
وسرد مؤلف الكتاب الجديد مجموعة من الأفكار المعروفة لدى فرويد قائلاً إنها «تشكل عريضة اتهام ليس فقط للاستنتاجات الضارة ولكن أيضاً للطريقة التعسفية والجوفاء التي تم التوصل بها» إلى تلك الأفكار.
ومعروف أن فرويد ركز في بحوثه على إبراز قيمة الغرائز الطبيعية وجعلها المؤثر الأول في سلوك الإنسان.
ورغم الانتقادات العديدة التي تعرض لها من قبل بعض من أتوا بعده بسبب تجاهله الجانب الاجتماعي وكيفية تأثيره في شخصية الإنسان، يبقى فرويد أحد أبرز علماء النفس.
عدد اليوم
