السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تماهي

7 أكتوبر 2016 22:10
موضوعات كثيرة تثار وتناقش لفترات طويلة ثم تغيب وتختفي لتطفو على السطح مرة أخرى، ويعاد النقاش حولها كموضوع التماهي الثقافي إن جاز التعبير. في هذه الأثناء يطرح هذا الموضوع للنقاش حوله في الصحافة الثقافية الغربية باعتباره ظاهرة، والسؤال حوله هو.. أنت كمؤلف ما مدى ما يمكنك أن تكتبه من وجهة نظر الآخر؟ وبالطبع فإن السؤال هنا يشمل كل أشكال الكتابة الإبداعية، وعلى رأسها الشعر والرواية. التماهي، ويمكن أن يسمى أحياناً الاستعارة، ظاهرة قديمة ولها جذور في الأدب العالمي والعربي، وإن كان في عالمنا العربي بنسبة أقل، ومعظم ما تتمحور حوله هو استعارة صوت المرأة، ومن منا لا يعرف شاعرنا الكبير «نزار قباني» وقصائده المؤثرة أو ما كتبه روائيون عرب على لسان المرأة لعل أشهرهم «يوسف السباعي» مؤلف روايات «نادية» و» إني راحلة» وما أكثر معجبيهم، وفي الوقت ذاته ما أثير من نقاش حول هذا النوع من الإبداع. نهايته، أن الكتابة عن المرأة بمعنى أن يستعير الرجل صوت المرأة فيكتب من وجهة نظرها وبأحاسيسها شيء نعرفه لكن الاستعارة لا تقف عنده، ففي وقت من الأوقات برزت في الغرب كتابات تجاوزت هذا الحد إلى استعارة أصوات ثقافات أخرى متخطية هذه الصورة التقليدية التي يستعير فيها الرجل صوت المرأة، أو تستعير فيها المرأة صوت الرجل. هنالك من يستعير موضوعات من مجتمعات أخرى فينقل همومها كشيء إنساني، هموم منها مشكلات إثنية أو دينية أو سياسية أو.. أو كما يلاحظ كثيراً لدى الكتاب البريطانيين الجدد موضوعات غريبة، وبينما يعتبره البعض أمراً عادياً ينظر له آخرون كإشكالية تم التعبير عنها من خلال السؤال.. ومن يكتب عن بريطانيا؟ مسألة لا يمكن حسمها ببساطة. بالعودة إلى هذا الموضوع تجد أن الاستعارة الثقافية على الرغم من فائدتها وجودة المنتج المقدم أحياناً، وعلى الرغم من كونها مبادرة لتحطيم الحدود التي تعيق العبور والاقتراب من الآخر. وعلى الرغم من أن حرية الإبداع واختيار الموضوعات لا حدود لها. وعلى الرغم من أنها حالة إنسانية ومنه لا يجوز الحجر على حرية اختيار الكاتب أو ممارسة دور الرقيب المقيت، إلا أنها تبقى حالة جدلية، وتظل شيئاً مشروطاً. ولأنها أصبحت ظاهرة «خطيرة» في أدبهم المعاصر يعلق الروائي البريطاني « هاري كنزرو» في تعبير عن رأيه في هذه الظاهرة بالسؤال.. هل يمضي الكاتب في استعارته بلا تحفظ؟ أما نحن فلا نتمنى لها أن تتحول إلى نمط استهلاكي في الكتابة الإبداعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©