حوار: أحمد عبدالعزيز
تبدأ ثلاثة مستشفيات كورية جديدة تقديم الرعاية الصحية في الإمارات نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل، فيما استحدثت السفارة الكورية، ملحقية للصحة لتسهيل إجراءات وفود الأطباء الكوريين الزائرين لدولة الإمارات والتواصل مع الجهات المعنية بقطاع الصحة في الإمارات العربية.
وقال بارك كانج هو سفير كوريا الجنوبية لدى الدولة، في حوار مع «الاتحاد» بمناسبة العيد الوطني لبلاده، إن إجمالي عدد الإماراتيين الذين يتلقون العلاج في مختلف التخصصات الطبية في كوريا وصل إلى 3000 شخص، والتعاون بين البلدين في مجال الصحة امتد وتوسع، ولدينا أربعة مستشفيات تعمل في الإمارات الآن، وهناك ثلاثة مستشفيات جديدة ستقدم خدماتها الطبية، حيث يفتتح مستشفى «رويال» في الشارقة نهاية العام الجاري، كما سيتم افتتاح مستشفيي «بوباس» و»تشايل» دبي خلال 2017، مشيراً إلى وجود 200 من أكفأ الأطباء الكوريين يعملون في الإمارات.
وحول استحداث السفارة ملحقية صحية قال: تنامي التعاون مع الإمارات في قطاع الصحة، أدى لاتخاذ قرار بوجود «الملحق الصحي» الذي يعمل على توفير عدة خدمات تعنى بتسهيل زيارات الأطباء ونقل خبرات وتجربة كوريا في نظام التأمين الصحي، بحيث يقوم على تقديم خدمات متميزة وبتكلفة معقولة، مشيراً إلى أنه قام بالفعل بمناقشة هذا التعاون مع مسؤولي هيئة الصحة في أبوظبي.
وأعرب السفير عن سعادته بتوقيع اتفاق بين وزارتي الخارجية في البلدين لمنح المواطنين الإماراتيين الإعفاء من التأشيرة، حيث إنها خطوة مهمة تعكس متانة العلاقات بين كوريا والإمارات، موضحاً أن الإماراتيين يمكنهم دخول كوريا من دون تأشيرة والبقاء 90 يوماً وفي الحالات العلاجية يتم إصدار تأشيرة علاج للبقاء مدد أطول من ثلاثة أشهر ولا يتطلب الأمر منهم المغادرة والعودة مرة أخرى.
وأكد أن كوريا الجنوبية تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة «الشريك الاستراتيجي» الأول في منطقة الشرق الأوسط، وتاريخ العلاقات بين البلدين يمكن اعتباره أساساً لهذه الشراكة»، لافتاً إلى أن علاقات التعاون بين البلدين ممتدة في مختلف المجالات، مشيداً بدور الإمارات المهم في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والعنيف من خلال مركزي «صواب» و»هداية».
وأضاف: «علاقات التعاون بين كوريا والإمارات، تتركز في قطاع الطاقة والبناء ويتوقع تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات السلكية واللاسلكية، والتعليم، والرعاية الصحية، والتمويل، والطاقة النووية وتكنولوجيا الفضاء في المستقبل.
العلاقات السياسية
وأضاف: الجزء الأكثر أهمية في العلاقات السياسية مع دولة الإمارات هو الحفاظ على التعاون وتقويته في مختلف المجالات والتركيز على الجهود الدبلوماسية والأمن، حيث إن حكومة كوريا الجنوبية تقدر مشاركة الإمارات الفاعلة في الجهود الدولية لمنع استخدام كوريا الشمالية الأسلحة النووية، مضيفاً أن علاقة بلاده بدولة الإمارات لا تتوقف عند العلاقات الثنائية فقط بل تمتد إلى أبعد من ذلك، حيث التعاون الوثيق على الصعيد الدولي في العديد من القضايا مثل التنمية والتغير المناخي وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.
وعن الجالية الكورية في الإمارات، قال بارك: «إن عدد الكوريين الذين يعيشون في الإمارات يصل إلى 13 ألف شخص، والعدد يزيد بشكل كبير منذ بدء مشروع المفاعل النووي في 2009، وكل عام يزور الإمارات نحو 70 ألف كوري للسياحة وفي المقابل يزور نحو 10 آلاف إماراتي بلادنا»، متوقعاً زيادة أعداد الزائرين للبلدين في ظل العلاقات القوية بينهما».
التجارة والاستثمار
ووفق الإحصاءات الرسمية الكورية، أوضح السفير كانج هو أن عدد الشركات الكورية التي تستثمر في الإمارات بلغ نحو 200 شركة الآن، كما أن حجم الاستثمارات بلغ 1.8 مليار دولار ، مشيراً إلى أن الاستثمارات في الـ25 سنة الماضية ضعيفة، إلا أن الزيادة باتت واضحة وكبيرة منذ العام 2006، وبلغ المعدل السنوي للاستثمارات الكورية خلال العشر سنوات الماضية 104.6 مليون دولار سنوياً، لافتاً إلى أن الاستثمارات الكورية هذا العام لم تكن بالشكل الكبير إلا أننا نسعى ونتطلع في العام القادم لأن تتحسن خاصة بعد وجود عدد من المناقشات حول استثمارات تجري الآن وفي الطريق لإتمامها.
وأضاف: في العام 2016، بلغ إجمالي مبالغ الاستثمار الأجنبي الإماراتي المباشر في كوريا الجنوبية، 449 مليون دولار، في 89 مشروعاً، والعام الماضي حصلت مؤسسة دبي للاستثمار على حصة استحواذ في سانج يونج الهندسية وشركة الإنشاءات، وتمت الصفقة بمبلغ 667.7 مليون درهم.
وأشار إلى أنه بجانب الاستثمار المباشر، تعد دولة الإمارات أحد أهم الدول الشريكة في سوق الأوراق المالية الكورية وفي نهاية يوليو العام الجاري وتم تسجيل مبلغ 5.6 مليار دولار أميركي لمستثمرين إماراتيين في سوق الأوراق المالية الكورية، ما جعل الإمارات ثاني أكبر مستثمر من الشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية.
الطاقة النووية
أكد السفير الكوري بارك كانج هو، التعاون مع الإمارات في مجال الطاقة النووية، مشيراً إلى أن عدد الخبراء الكوريين الذين يعملون في مجال الطاقة النووية في الدولة بلغ 200 خبير، وسيتضاعف عددهم خلال السنوات العشر التي يتم فيها تشغيل المفاعل بالتعاون مع عشرات الخبراء الإماراتيين الذين تلقوا تدريبات عملية وتقنية في كوريا،. وأضاف أن متدربين إماراتيين يرسلون سنوياً للتدرب على تشغيل المفاعلات النووية، لافتاً إلى أن بلاده مهتمة بالطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
مكافحة الإرهاب
قال السفير الكوري: «تم توقيع اتفاقية تفاهم مع الإمارات وقعها رئيس الوكالة الكورية للشرطة الوطنية خلال زيارة وفد منها في فبراير 2016، إضافة إلى التعاون في مجال التدريب الشرطي وجرائم الإنترنت والشبكات والمتفجرات ومكافحة الإرهاب».
عدد اليوم
