محمد الغانم: قطاع الاتصالات لم يتأثر بالتضخم والشركات لم تتضرر من الأزمة العالمية

أكد محمد ناصر الغانم مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات بالدولة، ان قطاع الاتصالات بالدولة لم يتأثر بالتضخم وارتفاع الاسعار خلال السنوات الاربع الماضية، وتمكن من تسجيل تخفيض في اسعار الخدمات بمعدلات تفوق 15% خصوصا بعد دخول المشغل الثاني العام الماضي· وقال لـ ''الاتحاد'' ان القطاع كان ايضا الاكثر بعدا عن التأثر بتداعيات الازمة المالية العالمية، واستطاع تحقيق معدل نمو قوي يبلغ 30%، واحتفظ بمميزاته التنافسية وتقديم خدمات بمستويات جودة عالية، كما حقق مشغلا الخدمات ''اتصالات'' و''دو'' معدلات نمو ايجابية للغاية· وأكد الغانم أن هذه النتائج تؤكد نجاح السياسة التي اتبعتها الدولة في فتح باب المنافسة التدريجية في القطاع، حيث قام المشغلان رغم طبيعة المنافسة بينهما، بالتعاون الى حد بعيد في تقديم الخدمات وتحسين نوعيتها، وهو ما انعكس بصورة ايجابية على مستخدمي الخدمات، مشيرا الى ان اسعار خدمات مثل الانترنت سجلت تراجعا بنحو 30%، فيما تجاوزت نسبة انخفاض الاسعار لإجمالي خدمات الاتصالات 15%· واضاف انه على الرغم من ان الطفرة العمرانية بالدولة وضعت قطاع الاتصالات امام تحديات ضخمة لمواكبة النمو، الا ان شركتي الاتصالات استطاعتا مواكبة هذا النمو والتوسع· وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي سجلت فيه معدلات التضخم بالامارات حوالي 11,1% العام الماضي، فيما يتوقع ان تتراجع بشكل طفيف الى 10% العام الحالي، بحسب تصريحات وزير الاقتصاد معالي سلطان سعيد المنصوري، كما يمر الاقتصاد العالمي بأزمة سيولة بدأت بمشاكل في الرهن العقاري بالولايات المتحدة وسرعان ما اثرت على القطاع المالي الاميركي وأدت الى انهيار مؤسسات مالية كبرى، قبل ان تؤثر على الاقتصاد العالمي وخصوصا في قطاعي المصارف واسواق المال· وشهد قطاع الاتصالات بالدولة نقلة نوعية العام الماضي بدخول المشغل الثاني ''دو'' التي بدأت خدماتها في فبراير من العام الماضي، وتمكنت من تحقيق أرباح مالية هي الاولى للشركة في الربع الثالث من العام الحالي وبأكثر من 30 مليون درهم، وهو ما اعتبره الغانم دليلا على سلامة قطاع الاتصالات حيث تمكنت الشركة من تحقيق ارباح في زمن قياسي فاق التوقعات· وأعلنت ''اتصالات'' الاسبوع الماضي أنها لم تتأثر بشكل مباشر نتيجة الازمة المالية العالمية، وأوضحت انها تمتلك رصيدا نقديا يبلغ 12 مليار درهم، يؤمن لها احتياجاتها القادمة ويبعد عنها أي تأثيرات اكبر نتيجة الازمة المالية العالمية· واضاف محمد الغانم ان النتائج الايجابية لشركة ''دو'' رافقتها نتائج ايجابية جدا ونمو قوي تحققه ''اتصالات''، مشيرا الى ان التنافسية والقوة الداخلية لقطاع الاتصالات ساعدت المشغلين الى حد بعيد في تحقيق هذه النتائج الايجابية· وقال: كانت هناك إجراءات ثبت انها حكيمة في طريقة ادخال المنافسة للقطاع، واصبح مثالا للعالم في تحقيق افضل نتائج ممكنة سواء للمشغلين او مستخدمي الخدمات· كما نفى وجود أي شروط تمنع شركة ''دو'' من التوسع في استثمارات خارج الدولة خلال الفترة القادمة، مشيرا الى ان مثل هذا القرار يرجع الى ادارة الشركة ويمكنها اتخاذه حين تراه مناسبا· وأوضح الغانم ان ''اتصالات'' تملك اكثر من 90% من البنية التحتية التي انجزتها خلال السنوات الماضية سواء في الخدمات الثابتة او المتحركة، مشيرا الى ان الشركة لا تزال تضخ استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية للاتصالات· وقال ''نطمح ان تكون لدينا خدمات بنفاذية اكبر في خدمات النطاق العريض والانترنت، حيث سيقدم المشغلان خدمات تكنولوجية متطورة خلال الفترة القادمة وسيقفزان بدولة الامارات الى مستويات جديدة في هذه الخدمات''