الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ريتشارد الثالث» تفوز بجائزة سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي

«ريتشارد الثالث» تفوز بجائزة سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي
19 يناير 2014 11:44
بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اختتمت مساء أمس فعاليات الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح خلال الفترة من العاشر وحتى السادس عشر من الشهر الجاري في الشارقة بمشاركة إحدى عشرة فرقة مسرحية، تنافست ست منها على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل عربي (خلال العام 2013 ). وقد أعلنت لجنة التحكيم التي يترأسها الدكتور خالد أمين عن فوز مسرحية « رتشارد الثالث» من تونس تأليف محفوظ غزال وإخراج جعفر القاسمي بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي (خلال العام 2013 ). وثمنت لجنة التحكيم دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لدعمه للمسرح العربي وتطويره. كما جاء في بيان لجنة التحكيم أن الجائزة ترشح إليها من خلال المسابقة التي شهدت تسعة عروض مسرحيات: «نهارات علول» من الإمارات و«عربانة» من العراق و«ريتشارد الثالث» من تونس، حيث حاز العرض التونسي على الجائزة بإجماع لجنة التحكيم. وجاء كذلك في ملاحظات لجنة التحكيم، المساهمة الافتة للمرأة في العروض وفي عدة تخصصات مسرحية في الكتابة والإخراج والتمثيل وإدارة التقنيات والمؤثرات البصرية والسمعية. كما لاحظة اللجنة تنوع المناهج والمدارس والتيارات المسرحية التي أدت إلى إثراء العروض المشاركة وإضفاء نوع من الحساسية الجديدة، خاصة في التقنية المسرحية الحديثة، وتعاطي معظم العروض مع الهموم المعاشة في الوطن العربي؛ وكذلك رأت اللجنة ضرورة إلاء أهمية كبيرة للغة العربية الفصحى في الدورات القادمة من المهرجان وإعداد الممثل بحيث تتكامل عناصر التمثيل نطقاً ولغة وأداءً، وثمنت اللجنة أيضاً مشروع الهيئة العربية للمسرح في إقامة دورات مسرحية تخصصية وتوصي بإقامة مشروع التدريب في الشارقة لما فيها من مناخات محفزة للإبداع. واقترحت اللجنة مشاركة العرض الفائز «رتشارد الثالث» وكذلك العرضين اللذين رشحا إلى الجائزة «نهارت علول» و«عربانة» في المهرجانات العالمية. وشهد حفل الختام تكريم صاحب السمو حاكم الشارقة لفريق المسرحية الفائزة «رتشارد الثالث» وكذلك تكريم سموه لاثنين وعشرين مثقفاً ومبدعاً مسرحياً عربياً، من بينهم إماراتيان هما: ناجي الحاي، وعبد الرحمن الصالح، والآخرون هم: جبريل الشيخ من الأردن وحمدنا الله عبد القادر من السودان وحميدة عيّاشي من الجزائر وخليفة العريفي من البحرين، وسلمان ناطور من فلسطين وعادل كاظم من العراق وعبد الكريم برشيد ومن المغرب وعبد الرحمن المناعي من قطر وعبد العزيز السريع من الكويت وعز الدين المدني ومحمد العوني من تونس، وعلي موسى الفلاح من ليبيا وفرحان بلب وعبد الفتاح قلعه جي من سوريا وفلاح شاكر من العراق ولينين الرّملي ومحفوظ عبد الرحمن ومحمد أبو العلا السلاموني ويسري الجندي من مصر ومنير أبو دبس من لبنان. وشهد الحفل كذلك عرض فيلم تسجيلي وثق لمختلف نشاطات المهرجان من إنتاج تلفزيون الشارقة وألقى إسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة العربية للمسرح خلال الحفل كلمة أكد فيها على أن الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي التي أقيمت في الشارقة هي جزء من عمل شاق لتطوير مسيرة المسرح في البلدان العربية، وتدخل ضمن رؤية استراتيجية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأب الروحي للمسرحيين في الإمارات والخليج والوطن العربي، موضحا أن رؤية سموه تتضمن التأهيل و التدريب، في التوثيق والتأريخ و البحث، مع فتح الأبواب المشرعة على الآخر دون خوف وتردد. وقال: «نقف اليوم على عتبة وداع الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي، بعد أسبوع من انطلاقته بكل العنفوان و الشباب و الجمال، أسبوع شغل المسرح فيه جنبات الشارقة، و نال من دفئ حناياها، ما منح كل الفعاليات صفة الإدهاش و التجلي». وأكد عبدالله على أن المسرح هو مكون أصيل لعصر التنوير وصدّ الزحف الظلامي الذي لا يفوت فرصة للانقضاض على كل ما هو جميل، وهو فعل ثقافي مضيء يبرهن على مقولة حاكم الشارقة حين ربط بين سوء استخدام المسرح و خفوت الحس الوطني لدى الجمهور و انصرافه للتلهيات، وأضاف بأن سلطان القاسمي عمل ليجعل من شارقته، شارقة تسمح للطلائع المختلفة من الفرق المسرحية بالالتقاء و التعارف على أرضها، حيث تختلط كل أنواع الفنون، فهي المدينة – المنارة؛ مركز الذوق الفني، ومكان للتعبير عن المقاومة التي تبديها الأفكار التنويرية ضد الأفكار الظلامية. وقال: «يريد سلطان أن يدرأ العنف بالحب، والظلمة بالنور، والانغلاق بالخيال، والموت بالحياة، والرهان كما يراه بعين البصيرة يكمن في تسليح الأطفال بالمعرفة المسرحية ليكونوا رجال التنوير في غد طوفاني لا عاصم فيه للإنسان سوى الحب، فيطلق مشروعه لاستنبات و تنمية المسرح المدرسي على امتداد الوطن العربي، من أجل صناعة جيل التنوير، فالإنسان الذواق للمسرح، لا يمكن أن يكون عصبياً أو منغلقاً، أو انعزالياً». وأضاف عبدالله في كلمته : «مهرجان المسرح العربي في دورته السادسة، كما لو كان فاصلة بين نبضتي قلب المحب، مسرح كما لو أنه كائن من غيم، و إليه نسرع الخطى، نتلقفه ويتلقانا، بلهفة المشتاق الذي لم يبارح عشقه، وكأنما الآن سنبدأ، وليست الخواتيم، فمنها سنمضي إلى القادم الأجمل» واختتم عبدالله كلمته قائلا :« لننطلق جميعاً رسلاً للمسرح في كل بقعة من المعمورة، فخورين بمكوننا الحضاري، و بهويتنا الحضارية، منصتين لذواتنا و حياتنا، متفهمين للآخر الذي نتقاسم معه الحياة على الأرض، في مساحة هي الأكثر ديمقراطية و حرية، في مساحة يجتمع الكون منذ بدء الخليقة فيها بإشارة من مسرحي، في مساحة تتجاوز الحدود و الحواجز، تسبر أغوار النفس الإنسانية، تكشف القلب و لا تجرحه، تعري الروح و لا تكسرها». يشار إلى أن الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي في الشارقة شهدت حضور أكثر من ثلاثمائة وثلاثين مسرحياً، وأقيم على هامشه مؤتمر فكري بعنوان «المسرح والهويات الثقافية» بمشاركة دولية لباحثين من الفلبين و أوغندا و بنغلادش وبريطانيا، وقدم عشرة فنانين خبراتهم في التدريب والتأطير، بملتقى التدريب المنبثق عن المؤتمر الفكري، الذي وجد فيه المسرحيون متعتهم وفائدتهم. واشتمل المهرجان على خمس عشرة ندوة تطبيقية للعروض المشاركة بحضور كثيف لا فت يعيد للندوات التطبيقية ألقها. وصدرت خلال أيام المهرجان نشرة يومية تغطي كل جوانب الحدث، وتوثقه بالخبر و النقد والصورة، وتم أيضاً تدشين موقع إلكتروني خاص بالمهرجان، وبث كافة الفعاليات مباشرة على الوقع، وشهد الموقع متابعة حثيثة من المسرحيين على امتداد العالم و على مدار الساعة، وتم خلال المهرجان نشر كتاب بحثي مهم حول الكتابة المسرحية في الإمارات، بالإضافة إلى نشر نصوص مسرحية للكتاب الشباب لتشجيعهم و دعم مسيرتهم. من جانب آخر أعلن إسماعيل عبدالله في ختام الحفل عن أن الدورة المقبلة ستعقد في المغرب. «ريتشارد الثالث» تقدم تجليات في بلاغة المسرح الشارقة (الاتحاد)- «كلكم ريتشارد لو اعتليتم العرش، كلكم قتلة، لو لبستم التاج، كنتم جمعاً، وكنت واحداً، ألست صنيعكم؟ ريتشارد سينتقم منكم، لذلّكم، لعاركم، لصغاركم، لخسّتكم». بهذه العبارات القاسية، يحدد الطاغية في العرض التونسي «ريتشارد الثالث» حدود الوهم والتيه في المنطقة الحائرة وسط ظلام مدنّس، ونور طاهر، وكي ينقل ذروة العرض إلى مستوى التصادم العضوي مع الأسئلة الجارحة المنطلقة كسهام شيطانية من قوس الواقع العربي، المشدود حتى آخر شهقة، وحتى النهايات القصوى للعبث والتجريد و(الفوضى الخلاقة).. كما هو دارج في أدبيات الثورة الذابلة، بكل خيباتها وحصادها المرّ. جاء عرض «ريتشارد الثالث» مساء أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة، في ختام عروض الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي، وكان بحق إضافة استثنائية في مسيرة المهرجان مقارنة بالعروض التي احتضنها في الدورة الحالية والدورات السابقة، من حيث ملامسته لسقف احترافي عال يوازي العروض العالمية المنفتحة على أفق الحداثة وما بعدها، ولمزجه بين التراث التونسي والعربي والإنساني الذي صاغه المؤلف محفوظ غزال، وبين رؤية إخراجية تتجلى فيها بلاغة العرض نحو ولادات مشهدية جديدة ومتشظية، أراد من خلالها المخرج جعفر القاسمي أن يحاكم البيئات التي تصنع الطغيان، قبل أن يحاكم الطاغية نفسه، ويفكك أبجدية الشراسة المطبوعة فيه. العرض ينطلق عرض «ريتشارد الثالث» من واقعين وزمنين منفصلين، هما الواقع الخاص بعائلة تونسية تعاني صراعاً داخلياً بعد رحيل الأب، وهنا يلجأ الكاتب للغة المحكي اليومي في صياغة الحوار، أما الواقع المقابل فيتمثل في البيئة التآمرية المحيطة بالبطل الشكسبيري المأخوذ بسحر (الأنا) والمتشكك بأقرب الناس إليه، ولكن النسخة التونسية من «ريتشارد الثالث» في هذا العرض السيميائي بامتياز، ستكون هي النسخة المصاغة بمخيلة الشعر البديل، والقصيدة التي تنطلق من قيم كلاسيكية، إلى منظور عصري، ومن خلال مسرح لا يعترف بمنهجية محددة تقيّد تأويلات النص، وتحاصر رؤية المخرج، وتكتم حرية الارتجال لدى الممثلين، وكان للتقنيات السمعية والبصرية المتطورة والذكية، دورها المهم هنا في صنع إيحاءات مشهدية لفضاء العرض، وما اعتمل فيه من توتر درامي فائض ملأ مساحة الخشبة من العمق، وحتى صالة المتفرجين. وعززت (الإضاءة) من التأثير الإيحائي الباذخ لجمالية القسوة والتي هيمنت على كامل تفاصيل العرض، فحلّت الإضاءة مكان الديكور والسينوغرافيا التقليدية، بل كان يخيّل للمتفرج، وفي فترات كثيرة، أن الإضاءة هي جزء أساسي وأصيل في المنظومة الأدائية للعرض، وكان اللعب على مناطق الظلمة والنور وما يتخللها من منطقة رمادية تجمع بين محنة العائلة التونسية ومحنة ريتشارد الثالث، هي لعبة مسكونة بالسحر والمتاهة اللذيذة عندما ينصهر الماضي في الحاضر، ويكون المستقبل ضربا من الغيب المتجسّد الذي ينقل سؤال الثورة التونسية إلى حوافّ المراجعة والنقد والاختبار الفني التنبئي على خشبة المسرح، وخارجها أيضاً. يقول ريتشارد في منتصف العرض: «خلقت قبيحاً، كي أرى الوجود جميلاً»، وفي نهاية العرض يجتمع عدد من الشخوص الغامضين وقناديل خافتة تتأرجح بين أيديهم، وهم يوجهون خطابا شعريا فائضا بالإدانة نحو ريتشارد المسجى تحت أرجلهم، ويقولون: «أيها العاشق لونا أوحدا، هل ترى السفرة في الشمس علينا سرمدا، لا ولكن، كلما حان المغيب، لبست من حمرة الأرض رداء، حتى لا يولد ريتشارد جديد». ورغم أن مشهد الختام كان منفصلا نوعا ما عن الإيقاع العام للعرض، وعن مناخاته الكابوسية الضاجة بالعنف الجسدي واللفظي والإيمائي، ومن الانشقاقات الحادة في بنية العائلة التونسية، وكذلك في النوايا المسمومة لبنية العائلة الملكية المحيطة بريتشارد، إلا أن هذه الخاتمة التي شهدت محاكمة ريتشارد شعريا، جاءت لتلخص شيفرة العرض التي تنظر بعين مرعوبة لولادات ممسوخة قادمة، ومحذرة في ذات الوقت من ثورات تعمل دون وعي على ولادة دكتاتوريات جديدة، وطغاة آخرين محكومين بحقد أشدّ، وبعنف أكثر شراسة، مقارنة بمن سبقوهم من الطغاة والمعتوهين. المهرجان شهد ظواهر جمالية وفكرية الشارقة (الاتحاد)- شهدت معظم عروض الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي الذي اختتم مساء أمس، حضوراً شبابياً لافتاً في الكتابة والتمثيل والإخراج، كما اشتركت في مقاربتها لموضوعة الحرية وإن اختلفت في مداخلها وطرق تناولها لهذه الموضوعة التي يبدو أنها ستظل قابلة على الدوام للقراءة والنقاش، وكذلك بدا مشتركاً في خيارات العروض التي شهدها الجمهور سواء المتسابقة على جائزة المهرجان أو المقدمة على هامشه، الاشتغال باللغة العربية وتراجع كثيراً حضور عاميات البلدان العربية، وهو ما كان يطبع عروض مناسبات مسرحية عربية عديدة إلى وقت قريب. ومع أن فضاء الندوة النقدية الذي كان ينشط يومياً عقب تقديم العروض عرف الكثير من المداخلات والتعليقات «المجاملة» و«المستحسنة»، إما تحيزاً لبلد أو لصديق إلا أنها شهدت أيضاً تقديم أوراق علمية مهمة، قرأت العروض بحس علمي واضح بمشاركة أكاديميين من بلدان عربية عدة. عروض مثل التونسي «سيبني نحلم» والإماراتي «نهارات علول» والمصري «حلم بلاستيك» اشتركت مجتمعة في تعبيرها عن «انكسار حلم الشباب العربي»، إن جاز القول، ولنذكر هنا خصوصاً العرض التونسي «سيبني نحلم» الذي بدأ في الكلام عن ضياع الحلم منذ عنوانه وكذلك العرض الإماراتي « نهارات علول»، الذي أرانا المصير المأساوي الذي انتهى إليه علول لأنه حلم بكوخ صغير يجمعه مع حبيبته «علاية»، فيما استعرض «حلم بلاستيك» صوراً من يوميات المجتمع المصري الحديث وقد مسخها العنف والتحرش الجنسي والتطرف الديني، مبرزاً تأثيرها النفسي العميق على الشباب وطموحاتهم وأحلامهم. الأداء الجماعي وبدا طاغياً العمل بمجموعة من الممثلين بدلاً من الاقتصار على ممثلين اثنين أو أكثر قليلاً، ففي عروض مثل التونسي «ريتشارد الثالث» والجزائري «الجميلات» وفي العملين الإماراتيين «نهارات علول» و«دومينو» والمصري «حلم بلاستيك» كانت الخشبة تعج بعدد كبير من الممثلين، وهنا كانت تظهر الحلول الإخراجية التي تعتمد تكوينات حركية جماعية تشمل مناطق الخشبة المختلفة، وبدا عرض «دومينو» متميزاً لتغليبه عنصر الاستعراض الجسدي المتنقل بين الاستعراض الحر الذي يظهر طواعية في أداء المؤدي، ويعطي الإيحاء بمهارته العالية وثمة استعراضات حاولت موازاة الحوار الملفوظ. لكن عروض الأداء التمثيلي الجماعي كانت جماعية في ما رسمته من حركات وتشكيلات، فيما أصواتها بدت دائماً أحادية ومنظورها إلى الأشياء هو ذاته، لا اختلافات أو خلافات.. الجميع يتكلم بلسان واحد، في أغلب الأحوال. الاقتباس والتأليف وباستثناء العرضين التونسيين «الدرس» وهو معد عن نص بالعنوان نفسه ليوجين يونسكو و«ريتشارد الثالث» وهم مستلهم من نص بالعنوان ذاته لوليام شكسبير، إضافة إلى العرض السوري «ليلي داخلي» المعد عن نص بعنوان «خطبة لاذعة ضد رجل جالس» لماركيز، والعرض البحريني «عندما صمت عبدالله الحكواتي» الذي جرى إعداده بالاستناد إلى ثلاثة نصوص سردية هي رواية «حكواتي الليل» لرفيق شامي، ورواية «أهل البياض» لمبارك ربيع، وقصة الدرويش الثالث من «ألف ليلة وليلة»، باستثناء هذه العروض نجد أن أغلب الأعمال الأخرى اعتمدت تأليفاً خالصاً، وبمراجعة سريعة للعروض وكتّابها، نجد حضوراً ملحوظاً للمؤلفين المحليين. أزمنة العروض وعلى الرغم من مراوحة معظم العروض بين الزمنين «الماضي والحاضر»، إلا أن العودة من الماضي إلى الحاضر أو الانتقال من الثاني إلى الأول، توسطت بحلول وحيل متباينة بين العروض المشاركة، ففيما نجد أن العرضين الإماراتيين اللذين تكلما بالفصحى اختارا اللعب في «زمكانية» فنتازية، من خلال الضوء والأزياء، لا يمكن الإمساك بها أو تحديدها في نطاق معين، نجد أن العرض التونسي «ريتشارد الثالث» فرز بين الماضي والحاضر باستخدام الفصحى في الأول والعامية في الثاني زيادة على استعانته بالإضاءة أيضاً، أما العرض التونسي الآخر «الدرس» فغمس نفسه في الحاضر عبر جدار غرافيتي انتشرت على سطحه عبارات ثورية وعاطفية معاصرة، وهو استعاد الماضي عبر الأغنيات ومشهـديات فيلميـة وغير ذلك. ولم نلحظ حضوراً لـ«فيسبوك» و«توتير» وسواهما من وسائل التواصل الاجتماعي التي تميز زماننا هذا، سوى في العرض السوري « ليلي داخلي» فيما حضرت الصحف ونشرات الأخبار التلفزية في العديد من العروض وتحديداً العرض العراقي «عربانة». وقلّت كثيراً الإسقاطات الجنسية والسياسية المباشرة والفجة التي ارتبطت بالعرض المسرحي العربي دائماً ولكنها لم تغب تماماً، ولعل من المهم هنا أن نذكر أن الشخصية التي اشتركت معظم العروض في الاشتغال عليها، كانت شخصية «الديكتاتور» أو «المتسلط» كما في عروض مثل «دومينو»، و«نهارات علول» و«ريتشارد الثاني» و«حلم بلاستيك». وفيما شاركت الإمارات بعرضين نجد أن تونس حضرت بثلاثة عروض، ولكن إدارة المهرجان اختارت عرضاً تونسياً واحداً للمنافسة على الجائزة وهو «ريتشارد الثالث». ويمكن القول إن المهرجان شهد حضوراً لافتاً للعنصر النسوي على مستوى العروض، فالعرض الجزائري ضم فريقا نسائيا إخراجا وتأليفا وتمثيلا، وكذلك اللبناني «80 درجة»، ولكن حضور المرأة بدا أقلّ على مستوى الندوات النقدية والمحاضرات والورش وكذلك في قائمة الضيوف الشرفية. بالمجمل، مضت أيام المهرجان عامرة بأشكال مختلفة من التواصلات بين الضيوف العرب، كما عرفت دينامية عالية من فرق العمل التقنية والفنية التي استعانت بها إدارة المهرجان، لتجهيز فضاءات العروض والندوات وإقامات الضيوف على نحو يؤشر على القدرة العالية للشارقة، على تنظيم الفعاليات الدولية الحاشدة والعامرة بالعديد من الأنشطة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©