صناعة الألماس تفقد بريقها في الهند

يبدو أن عاصمة صقل الألماس العالمية، والواقعة بالهند، قد بدأت تفقد البريق، حيث تلقت لطمات عديدة مؤخراً من بينها هروب العاملين إلى مهن أخرى، وإضرابات متكررة، وأخيراً تباطؤ الاقتصاد الأميركي، حيث تعد السوق الأميركية رئيسية لهذه الصناعة· ولفترة تزيد على عقدين من الزمان ظلت مدينة سورات الساحلية في ولاية جوجرات في غرب شبه القارة الهندية تعتبر محوراً هاماً ومحطة لا يمكن تجاوزها في مسيرة تجارة الألماس العالمية· إذ أن ثماني من كل عشر قطع ألماس نهائية يتم قطعها وصقلها في هذه المدينة قبل تصديرها الى الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة، وفي فترة الذروة التي تمثلت في الأعوام الثلاثة الأخيرة تمكنت الصناعة من استدرار قيمة للصادرات بلغت 12 مليار دولار في كل عام· وفي الوقت الذي ارتفعت فيه الأجور الى مستويات غير مسبوقة في أماكن أخرى في الهند إلا أن ملاك وأصحاب الأعمال التجارية في قطع الألماس ظلوا يتمسكون بمستويات الأجور القديمة، وبشكل شجع المزيد من العمالة على الهجرة الى وظائف أكثر دخلاً· وبعد أن دخل العاملون في قطع وصقل الألماس في إضراب مفتوح في يوليو المنصرم سارع اتحاد صناعة الألماس في سورات، وهو الهيئة التي تمثل رجال الصناعة والتجار، إلى الموافقة على زيادة في الرواتب بنسبة 20 في المائة وهي الأولى طوال فترة عقد كامل من الزمان· أما الآن فقد أصبحت الصناعة تستعد لتلقي لطمة أخرى تتمثل هذه المرة في التباطؤ في الولايات المتحدة الأميركية والتي استوردت قبل عامين من الآن نصف إجمالي الألماس الذي تم صقله في سورات· والى ذلك فقد شهدت صادرات الألماس من سورات نمواً بمتوسط يزيد على 20 في المائة في كل عام من حيث قيمة الدولارات في الفـترة ما بين عامي 2002 و ·2005 أما في عام 2006 فقد تراجع هذا النمو الى معدل 6 في المائة فقط، وفي العام الذي يليه انكمشت الصادرات بمعدل 8 في المائة، ولكن الصناعة بدت وكأنها سوف تشهد الانتعاش في العام المنتهي في 31 مارس المنصرم بعد أن ارتفع نمو الصادرات بمعدل 30 في المائة، إلا أن التنفيذيين في الصناعة ذكروا بأن هذه الأعداد مضللة لأنها ارتفعت بفعل إلغاء رسوم الواردات· وكنتيجة لذلك فإن الصادرات بقيت ثابتة على حالها، كما يقول سانجاي كوثاري رئيس مجلس إدارة مجلس الترويج لصادرات المجوهرات في الهند، بيد أن هذا التراجع أخذ يمسك بخناق الصناعة حيث يقدر سي بي فاناني رئيس اتحاد صناعة الألماس أن 15 في المائة من المصانع التي يبلغ عددها 4 آلاف في سورات قد أغلقت أبوابها خلال السنوات الأخيرة· ومن جهة أخرى فقد عكف تجار الألماس في مدينة سورات على دراسة إمكانية تقليل اعتمادهم على السوق الأميركية عبر استهداف دول أخرى بما فيها الهند نفسها والعمل علي زيادة كمية الألماس والمجوهرات التي ينتجونها، ولكنه أمر لا يخلو من المصاعب والتحديات إذ يقول اجام سانجافي 24 عاماً الذي يعمل كمدير عام لمجموعة سانجافي أحد أكبر الشركات العاملة في قطع الألماس في الهند ''إن الصناعة لم تشهد إطلاقاً مثل هذه السوق منذ أن دخلنا أول مرة في الأعمال التجارية للألماس''، علماً بأن الصادرات إلى الولايات المتحدة تشكل 50 في المائة من إيرادات مجموعة سانجافي التي بلغت 400 مليون دولار في العام المنتهي في 31 مارس الماضي· ومنذ ذلك الوقت آثرت المجموعة أن تتوسع في منطقة الشرق الأوسط وفي القارة الآسيوية بهدف المساعدة على تعويض آثار التباطؤ الاقتصادي الأميركي، إلا أن الطلب الآن أصبح ينخفض حتى في هذه الأسواق الجديدة، إذ يقول آجام سانجافي ''يبدو أن هنالك أزمة في السيولة في كل مكان''! عن وول ستريت جورنال