حولت ألمانيا المرشحة للفوز بكأس العالم لكرة القدم تأخرها بهدف لتتعادل 2-2 مع الكاميرون في لقاء ودي أمس الأول للنهائيات التي ستنطلق الشهر الجاري في البرازيل. وبدت ألمانيا التي ستلعب وديا مع أرمينيا في السادس من الشهر الجاري بعيدة عن مستواها، حيث تتطلع لإنهاء 18 عاماً من الغياب عن الألقاب وغاب عدة لاعبين أساسيين من بينهم القائد فيليب لام والحارس الأساسي مانويل نوير.
وأكد المدرب يواكيم أن المباراة أوضحت حجم العمل الذي لا تزال ألمانيا بحاجة إليه قبل كأس العالم. وقال لوف للصحفيين: «هذا منافس جيد واختبار صعب أمام لاعبين أقوياء من الناحية البدنية». وأضاف: «يمكن للمرء أن يرى افتقارنا لبعض النشاط، لكن هذا طبيعي بعد معسكر تدريبي لمدة عشرة أيام، لكن شاهدنا أنه لا تزال هناك بعض الأمور التي تحتاج لعمل وهذا واضح». وتابع: «لم تكن تمريراتنا جيدة وهذا أوقعنا في مأزق باستمرار، أتيحت لنا بعض الفرص لكن افتقدنا اللمسة النهائية، نحتاج لإيجاد هذه الفاعلية التي افتقدناها لبعض الوقت، حاليا نحتاج لكثير من الفرص كي نتمكن من التسجيل». وستلعب ألمانيا في المجموعة السابعة مع البرتغال وغانا والولايات المتحدة.
وشعر الألماني فولكر فينكه، مدرب الكاميرون بالرضا تجاه أداء فريقه وأكد أن ثمانية أو تسعة لاعبين من مباراة أمس الأول سيشاركون منذ البداية في اللقاء الافتتاحي بدور المجموعات أمام المكسيك. وقال فينكه: «لا تزال هناك بعض الأمور التي تحتاج لتحسن، لكن النتيجة كانت جيدة للغاية من أجل ثقتنا». كما أشار فينكه إلى أنه سعيد بمشاهدة صمويل إيتو وهو يؤدي بشكل جيد رغم إصابة في الركبة. وقال فينكه مشيراً لإيتو الذي افتتح التسجيل للفريق: «أنا سعيد لأن إيتو تمكن من اللعب بأقصى ما يمكنه الليلة». وأضاف: «سننتظر مشاهدة رد فعل ركبته بعد مباراة اليوم (أمس الأول)».
وكادت ألمانيا أن تبدأ المباراة بطريقة مثالية عندما استلم مسعود أوزيل الخالي من الرقابة الكرة أمام المرمى، لكنه سددها خارج المرمى بعد ثوان من البداية. وسدد لاعب الوسط ماريو جوتسه والذي لعب كمهاجم وحيد كرة قوية تصدى لها الحارس شارل إيتانجي لتصطدم بالقائم.
وانتظرت الكاميرون التي واجهت مشكلة في احتواء سرعة منافستها على جانبي الملعب نحو 20 دقيقة من أجل أن يسدد إيتو كرة تجاه المرمى.
وبعد سلسلة من الالتحامات القوية استطاعت الكاميرون التي تلعب في المجموعة الأولى بجانب البرازيل وكرواتيا والمكسيك أن تمسك بزمام المبادرة. وتصدى الحارس رومان فايدنفيلر لفرصة من وضع انفراد لبنيامين موكانجو بعد تمريرة من إيتو في الدقيقة 39 ثم أبعد تسديدة قوية لجويل ماتيب من مدى قريب.
وفاجأت الكاميرون المنتخب الألماني بهدف التقدم في الدقيقة 62 عندما سدد إيتو كرة متقنة تصدى لها فايدنفيلر لتعود للمهاجم المخضرم ليسكنها المرمى. لكن الكاميرون لم تهنأ كثيرا بالهدف، إذ تعادل توماس مولر لألمانيا بضربة رأس إثر تمريرة عرضية من جيروم بواتنج. ثم سجل أندريه شورله الهدف الثاني لألمانيا بعد تمريرة عرضية من البديل لوكاس بودولسكي.
ورفضت الكاميرون الاستسلام وأثبت إيريك مكسيم شوبو موتنج مستواه الممتاز هذا الموسم مع ماينز عندما استلم الكرة خارج منطقة الجزاء قبل ان يسدد بقدمه اليسرى في مرمى فايدنفيلر في الدقيقة 78.
وقال مولر: «لم نلعب جيداً للغاية، جعلنا الأمور صعبة على أنفسنا، كان من المفترض أن نتقدم مبكراً، كما تراجعت سرعتنا قرب نهاية اللقاء». وأضاف: «لم يكن هذا جيداً لأنه في كأس العالم يجب أن نحتفظ بتركيزنا طوال 90 دقيقة، لا يزال أمامنا الكثير من العمل».
واصلت الولايات المتحدة الاستعداد القوي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بفوزها 2-1 على تركيا في لقاء ودي أمس الأول لترفع مستوى التوقعات لما يمكنها تحقيقه في البرازيل. وتبادل المدافع فابيان جونسون الكرة مع مايكل برادلي ليفتتح التسجيل بطريقة رائعة في الشوط الأول قبل أن يضاعف زميله كلينت ديمسي تقدم الفريق الأميركي في بداية الشوط الثاني. وقلصت تركيا التي فشلت في التأهل لكأس العالم الفارق عن طريق سيلجوك إينان من ركلة جزاء بعد لمسة يد من جيف كاميرون داخل منطقة الجزاء.
وقال الألماني يورجن كلينسمان، مدرب المنتخب الأميركي: «أعتقد أن المباراة كانت جيدة ومفتوحة بشكل عام». وأضاف: «أعتقد من الناحية الدفاعية وخاصة في الشوط الأول كنا بحاجة لإصلاح بعض الأخطاء بين الشوطين، نحتاج لتقليص الفراغات بشكل أفضل قليلا ولا يزال أمامنا بعض العمل». وتابع: «لكن بشكل عام كانت مباراة من الجيد مشاهدتها ويمكنكم القول إن الجميع يشعرون بحماس متزايد بشأن كأس العالم». وعاند الحظ تركيا في التسجيل قبل ذلك حين رد القائم محاولة للقائد نوري شاهين في الشوط الأول، لكنها وجدت صعوبة في احتواء خطورة الفريق الأميركي.
وفي ستاد امتلأ عن آخره في نيوجيرزي عانت الولايات المتحدة بعض الشيء في الدفاع وسمحت لضيفتها باختراق خط الظهر أكثر من مرة لكنها صمدت وبدت قوية في الهجوم. وقال كلينسمان: «هذا طبيعي وكل هذا جزء من العملية، نشعر براحة في كل مركز، لأننا نملك لاعبين لديهم المهارات لانجاز المهمة». وأضاف: «عنصر صقل الأداء يتحسن، لم نصل إلى هذا بعد لكن نعمل على ذلك».
وألغى الحكم هدفا للأميركي جوزي التيدور في بداية المباراة بعد احتكاك مع الحارس التركي أونور رجب كيفراك قبل أن يمنح جونسون التقدم لأصحاب الأرض بهدف رائع في الدقيقة 26. ومرر برادلي الذي يمثل القلب النابض للفريق الأميركي الكرة بسلاسة من فوق المدافعين لتصل إلى جونسون الذي سددها بقدمه اليسرى ليحرز هدفه الدولي الأول. وضاعف ديمسي تقدم المنتخب الأميركي في الدقيقة 52 عندما حول الكرة داخل الشباك بعد فشل كيفراك في التعامل مع تمريرة عرضية لتيمي تشاندلر.
وسجلت تركيا هدفها في اللحظات الأخيرة بعد ارتباك في الدفاع الأميركي. وسبق للولايات المتحدة التغلب على أذربيجان 2- صفر في سان فرانسيسكو قبل أيام ولا تزال أمامها مباراة ودية أخرى ضد نيجيريا في فلوريدا يوم السبت المقبل قبل سفر الفريق إلى البرازيل.
وفي النهائيات ستلعب الولايات المتحدة ضمن المجموعة السابعة مع ألمانيا والبرتغال وغانا. وقال فاتح تريم مدرب تركيا عبر مترجم: «أعتقد أن المنتخب الأميركي يمكنه تقديم أداء جيد للغاية في كأس العالم». وأضاف: «المنتخب الأميركي فريق قوي ويملك لاعبين جيدين وأنا أثق في يورجن كلينسمان كثيراً». (مونشنجلادباخ، هاريسون- رويترز)
عدد اليوم
