السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مارلين روبينسون: مصادري الإبداعية من الكلاسيكيات والطبيعة وذاتي

مارلين روبينسون: مصادري الإبداعية من الكلاسيكيات والطبيعة وذاتي
17 يناير 2014 00:12
استضافت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مساء أمس الأول الروائية الأميركية مارلين روبنسون، في أمسة أدبية تحدثت فيها عن تجربتها الروائية، ومكوناتها الثقافية. استهلت روبنسون حديثها في الأمسية التي حضرها لفيف من المثقفين والإعلاميين، عن مكوناتها الثقافية الأولى والمصادر الجمالية والأخلاقية في كل ما كتبت، فأشارت إلى ولعها المبكر جداً بقراءة كلاسيكيات الأدب الأميركي أمثال أمرسون، وإيمري ديركنسون، التي نشرت بحياتها سبعة قصائد فقط، ولكن بعد وفاتها أكتشف أنها كتبت ألف وثمانمئة قصيدة من أجمل ماكتب في الشعر الأميركي. وقالت روبينسون: إنها كانت مغرمة بكتاب القرن التاسع عشر دون أن تعرف السبب حينذاك، علماً أن قراءتهم كانت متعبة، وأنها كانت تحتاج إلى القواميس لفهم الكثير من المعاني التي تنطوي عليها كلماتهم، لأن عمرها حينما بدأت بالقراءات الكلاسيكية لم يكن يتجاوز العاشرة، وأن لغة أولئك الكتاب كانت عميقة برموزها ودلالاتها ومجازاتها وكناياتها واشتقاقاتها. ولاحظت إيمرسون أنه، بالإضافة إلى غرامها بالكتب والقراءات الكلاسيكية، فإن الطبيعة الجبلية الخلابة في مسقط رأسها بولاية «أيداهو»، كانت لها تأثيرات كبيرة على شخصيتها الجمالية والرومانسية، ما جعل سحرها يرافقها طوال حياتها وفي جميع الأماكن التي عاشت بها، رغم أنها غادرت ولايتها بعد المرحلة الثانوية مباشرة، ولم تعد إليها إلا لماماً، ولكن شاءت الأقدار أن تستقر في «إيوا» للتدريس في جامعتها، وهي منطقة تتميز أيضاً بالبراري الشاسعة الممتدة على امتداد النظر، وكانت لها جاذبيتها الخاصة، المختلفة عن الطبيعة في مسقط رأسها، ما أغنى وعيها بمشاعر وأحاسيس الجمال ببعده الرومانسي. وأوضحت روبينسون إن نشأتها في أسرة متماسكة تثمن العلاقات الأسرية بأخلاقها الدينية والريفية، جعلها تنفتح على شرائح العبيد، الذين كانوا يفدون هرباً من الجنوب إلى «إيوا»، وكانت الكنيسة تحتضنهم، وبعد ذلك استوطن هؤلاء، واخذوا يقيمون مساكنهم من لاشيء، مجرد جذوع أشجار مربوطة بالحبال، ومشدودة إلى بعضها البعض بطريقة هندسية بديعة. وختمت بقولها: «هذه هي المصادر الجمالية والأخلاقية والدينية، التي وسمت معظم رواياتي»، وبالأخص رواية «البيت»، التي اعتبرها النقاد تعبيراً دقيقاً لأبناء الطبقة الوسطى». وقالت روبينسون رداً على سؤال لـ«الاتحاد»،عما إذا كانت اللحظة الأولى لتخليق الشخصيات الروائية تُستوحى من الواقع أم من الخيال أم تجمع تزاوج بينهما في لحظة الولادة؟ «إن بداية تكوين الشخصية تبدأ بالخيال، فيتخلق بحساسيتي ورؤيتي للدنيا والوجود، ولكن هذا لا يعني أنه نموذج غير موجود، وإنما هو نموذج إنساني، وربما يكون موجوداً في مكان، ولكنه بالقطع هو موجود في الذاكرة والوعي كنموذج أخلاقي وإنساني جميل نتمناه ونشتهيه في هذه الأزمنة». وأضافت روبينسون رداً على سؤال، حول سبب امتناعها عن قراءة كتاب القرن العشرين من الأميركيين، بأنها تجد متعة كبيرة في الكلاسيكيين، وأنها تفضل شكسبير على جميع الكتاب المعاصرين. وتهربت بإجابة غائمة عن سؤال، عما إذا كانت اطلعت على الثقافة العربية والإسلامية، أو على الأقل على ثقافة البلد الذي يستضيفها، ويحتفي بترجمة أخر كتبها «البيت»؟ فقالت إنها تعيش في ولاية «إيوا» وهي تجمع مختلف الثقافات الإنسانية والإثنيات العرقية والدينية، وهي منفتحة عليها، وتعتز بالانتماء لها جميعاً. وأخيراً نصحت روبينسون الكتاب بعدم التوقف عن الكتابة تحت أية ظروف أو أسباب، لأن الكتابة هي طريقة للخلاص من الكثير من القباحات والموبقات. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما منح الروائية مارلين روبينسون قلادة العلوم الإنسانية الوطنية تقديرا «لجمال وذكاء أسلوبها في الكتابة» خلال حفل تكريمي في البيت الأبيض العام الماضي. وقد أثنها بيان الجائزة الممنوحة من البيت الأبيض على كتابات روبنسون لتميزها بالشجاعة الأخلاقية وجماليات الكتابة، وأضاف بيان الجائزة: إن مؤلفات الدكتورة روبنسون الروائية وغير الروائية نجحت في اقتفاء أثر الروابط الأخلاقية التي تجمعنا بالآخرين، إضافة إلى استكشاف العالم الذي نسكنه وتعريف الحقائق الكونية عن الإنسان. يشار إلى أن مارلين روبنسون روائية أميركية ولدت عام 1943 بمدينة ساندبوينت في ولاية أيداهو الأميركية من مؤلفاتها روايات: «التدبير المنزلي» عام 1981، و«جلعاد» عام 2004، بالإضافة للكتب غير الروائية مثل «البلد الأم» عام 1989، و«وفاة آدم» عام 1998، وقد بدأت حياتها العلمية كأستاذة لمادة الكتابة الإبداعية في ورش عمل الكتاب بجامعة أيوا الأميركية، والتي ما زالت تدرس بها حتى اليوم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©