الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى المنصوري: تصميماتي رسائل عالمية لكل الثقافات

منى المنصوري: تصميماتي رسائل عالمية لكل الثقافات
29 نوفمبر 2008 00:51
لفتت مصممة الأزياء منى المنصوري الانتباه ببراعة تصميماتها الأخّاذة في عرضها الخاص بالليلة الإماراتية التراثية في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثاني في أبوظبي مؤخراً، وكانت إبداعاتها ولمساتها الساحرة حديث الضيوف الذين أتوا من مختلف بلدان العالم وهم مبهورون بثياب ليلة الحنّاء ويوم الزفاف وبالثوب العربي والإماراتي التقليدي، وألوانه البديعة، وأضفت باختياراتها وجرأة وبساطة ووقار خطوطها بريقاً استثنائياً في عالم الأزياء والموضة· كيف كان التحول من مهندسة جيوفيزيائية إلى عالم الموضة والأزياء؟ - شغفت بالأزياء وتصميماتها الجديدة والمبتكرة منذ طفولتي المبكرة، وأتذكر أنني عندما وعيت للدنيا كانت هوايتي الأولى ''قص'' صور الموديلات والأزياء من المجلات والاحتفاظ بها في ''ألبوم''، وكثيراً ما كنت أنتقد أي موديل أو تركيبة ألوان غير مريحة بالنسبة لي، وكنت مولعة بالألوان، وعلاقاتها المتبادلة، واجتهدت أن أصمم فستاني بنفسي كما تخيلته في مخيلتي، وعندما نجحت كنت فخورة بإشادة الأهل بي وحلمت كثيراً أن أمارس هذه الهواية كنشاط خاص في المستقبل، وبعد تخرجي من كلية هندسة البترول عام 1992 عملت حوالي ست سنوات كمهندسة جيوفيزيائية بإحدى شركات النفط الشهيرة، دون أن أتخلى عن هوايتي وحلمي القديم، ولم أتردد في ترجمة الحلم إلى حقيقة رغم معارضة الأهل الشديدة، ربما لأن في ذلك الوقت لم تكتسب المهنة كل هذا الاحترام كفن راق، ونوع مختلف من الهندسة، فالتصميم والأزياء والموضة عالم يجمع كل فنون الهندسة الرفيعة المستوى، وبإرادة وتحد لذاتي عزمت على بداية هذا الطريق وكل ثقة في النجاح والتميز وأحمد الله أنني أثبت ذاتي وأثبت أن الفتاة الإماراتية قادرة على أي تحد إن توفرت أمامها مقومات النجاح· أي خبرة اكتسبتيها من مشاركاتك العالمية؟ - إن المشاركة في العروض المحلية أو الإقليمية أو العالمية خبرة لا يعادلها أي خبرة، فهناك ثقافات متباينة وهناك حركة عالمية متسارعة في فنون الموضة والأزياء، وكل يوم هناك ما هو جديد، حيث الاحتكاك بالمدارس الفنية المتعددة يكسب المصمم أو المصممة رؤى وخبرات واسعة جداً، وأظن أن عالم الأزياء والموضة أكثر الظواهر التي تنتقل عبر ثقافات مختلفة، ايضاً يمكن الجزم بأنني نقلت خبرتي وثقافتي كإماراتية أو عربية إلى الآخرين، واستطعت أن أفرض وأسهم في نشر مفاهيم وأفكار جديدة في هذا العالم لثقافتنا التي نفخر بها· كيف تترجمين أفكارك؟ - العمل الفني الإبداعي أياً كان نوعه أسير الفكرة، وأصعب مرحلة فيها كيف يخرجها في صورة جميلة ومبهرة ومبدعة، فأنا أعيش هاجس الفكرة الجديدة وتطاردني وتنهك خيالي إلى أن أستطيع ترجمتها على الورق مراراً وتكراراً وأتخيلها وأعدلها وأضيف اليها، إلى أن تكتمل تماماً، وفي كل هذه المراحل أتخيل الشكل النهائي لأي تصميم، وبأي الألوان والخامات التي يمكن تنفيذها وأي الإكسسوارات يمكن إضافتها، وكثيراً ما تداعب الفكرة خيالي وتجهض نومي وتثير قلقي، لذا فإنني أحتفظ بقلم وورق قريباً من مكان نومي لتسجيل الفكرة إن أتت بغتةً حتى لا تطير· عشق الهواية إذن تتعاملين مع الأزياء بعقلية احترافية؟ - لا·· رغم احترافي الموضة والأزياء وتصميماتها إلا أنني أعتبر نفسي لا زلت هاوية بالدرجة الأولى، وهذه الهواية تشبع جوانب كثيرة في ذاتي، فأنا أخاطب العالم، وأتحدث إلى جميع الثقافات، وأخاطب أنماطاً متباينة من الفتيات والسيدات من خلال أفكاري، يمكن القول إنني أحترف هواية أحبها وأعشقها بلا حدود· ممن تستمدين أفكارك؟ - لا أبالغ إن قلت من كل شيء حولي، ومن أي مشهد أو حدث، لكن تبقى ثقافتنا العربية والإسلامية، وتراثنا الحضاري العريق، وسمات الأصالة في تاريخنا وما تتسم هذه الثقافة من عادات وتقاليد وانفتاح على العالم في نفس الوقت، وكثيراً ما كانت أفكاري وليدة الحدث وما يجري حولنا من أحداث وظواهر، ولعل فستان ''رسالة السلام'' الذي عرضته الفنانة رغدة في بيروت ونابولي الإيطالية 2007 كانت بمثابة ترجمة لما يجري حولنا من حروب وصراعات، ولفت الانتباه إلى مخاطر التلوث والاحتباس الحراري، وسبق أن قدمت فستان ''المرثية'' الذي عرضته الفنانة آريام، وفستان السلام الذي عرضته الفنانة رغدة في بيروت، وقدمت ''عباءة العطاء'' في أسبوع الموضة الإيطالي، وجاءت عباءة ''حملة العطاء'' التي قدمتها الإعلامية لجين عمران تفاعلاً مع حملة العطاء التي تبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ولعل ما يدور في العالم الآن من دعوة عالمية للحوار بين الحضارات والأديان يتفق مع ما قصدته في ''رسالة السلام''، ومن ثم فإنني أسعى دائماً إلى تطويع الموضة لإيصال رسالة معينة، وأود أن أشير على سبيل المثال إلى اللحظة الجميلة المؤثرة التي سطعت فيها النجمة رغدة على مسرح بيروت في عرض واكب الحرب اللبنانية الأخيرة، ورافقت الموسيقى وخطواتها على ''الاستيج'' موسيقى أغنية الفنانة الرائعة فيروز'' ''بحبك يا لبنان··''، فإلى أي حد يمكن أن يُسهم تكامل وتناسق وتوافق العمل الإبداعي من فكرة وتنفيذ واستعراض بما يجري حولنا من أحداث؟ إلى أي المدارس الفنية تنتمين؟ - ''تضحك''·· أنتمي إلى مدرسة منى المنصوري·· مدرستي الخاصة التي يمكن وصفها بالاعتماد على الروح الكلاسيكية والبساطة و''الشياكة'' أو الفخامة، وأميل دائماً إلى النعومة الفائقة في ''قصة واحدة'' في الموديل، مما يظهر جمال المرأة وأنوثتها، وأسعد كثيراً عندما يتعرفون على تصميماتي من خلال بصماتي· فالتميز خليط متدرج ومتتابع ومتسق ومنسجم بين الفكرة والتصميم والاكسسوارات· والعرض، وانسجام كل هذا مع المناخ العام السائد· لماذا تخطف تصميماتك اهتمام نجوم الفن والمجتمع؟ - أولاً·· أتشرف بأي اهتمام أو إعجاب أو ميل لعرض تصميماتي واقتنائها من أي فتاة أو سيدة على الاطلاق· وثانياً أتشرف بأي نقد أو ملاحظة إيجابية في المقابل، أما وأن تصميماتي شرفت بإقبال نجمات مشهورات مثل الفنانة رغدة ومي ولطيفة الحريري وزينب العسكري ورزان مغربي وأريام وأميرة الفضل أو غيرهن، فهذا يسعدني كثيراً، وأيضاً أسعد بسيدات المجتمع الراقي، وربما كان حرصي على تقديم مستوى معين من الفخامة و''الشياكة'' جعل الكثيرين يطلقون هذه التسمية، ولعلها أجهزة الإعلام وبعض الأقلام التي تتذوق بإعجاب ما أقدم· هل تخشين الانتقادات؟ - لا·· أستفيد منها، لكنني أظل قلقة أنتظر رد فعل النقاد والجمهور بعد كل عرض جديد أقدمه، ومصمم ''الهوت كوتور'' عليه أن يعلم كل تفاصيل وثقافات عالم الأزياء، وأن يطلع باستمرار على متغيراتها، ومواكباً دقيقاً لها، ومن ثم فإن حرصي على تقديم الأفضل والمتميز سيظل هاجسي الأول· وكيف تقيّمين مشاركاتك العالمية؟ - أي مشاركة هي اكتساب خبرات كما قلت، لكنني أحرص أن تكون مشاركاتي عنواناً مشرفاً لي كإماراتية استطاعت أن تخترق عالم الأزياء والموضة في مهدها في كثير من العواصم والمدن الأوروبية مثل باريس وإيطاليا، وأيضاً كانت التصميمات العربية والشرقية لغة أصيلة، ورسالة ذات مضامين لثقافة عربية وإسلامية وإماراتية أصيلة ومشرقة، وسبّاقة أيضاً في تفاعلها مع الأحداث والثقافات والمتغيرات المتعددة· سيكولوجية المهنة إلى أي حد تتفاعلين مع الأبعاد السيكولوجية لمهنة التصميم؟ - الملابس عامة جزء أساسي من مكونات أي ثقافة ما، كنمط الحياة والمعيشة، وهي عنوان لكل الثقافات، والحالة النفسية والمزاجية ركن مهم من أركان الشخصية، بل هي عنوان لها، واختيار الألوان والموديلات وأنواع الأقمشة والاكسسوارات تخضع للحالة المزاجية والنفسية للشخص كما هي نتاج لثقافته، وبالتالي يفترض في مصمم الأزياء أن يكون ملماً بأبعاد الشخصية التي تستعمل هذا الموديل أو ذاك، ولا أبالغ إن قلت أنني أقرأ شخصية ''الزبونة'' من أول إطلاقة لها أمامي، من ملابسها وحقيبة يدها وحذائها والاكسسوارات التي تستعملها، وهذا يُسهل اختيار التصميم المناسب لها، أيضاً فنجاح أي تصميم لي يخضع في معظم الأحيان للحالة المزاجية والنفسية التتي أمر بها، ولعل ذلك سمة أي عمل إبداعي· كيف توفقين بين مسؤولياتك الأسرية كأم وبين عملك واهتماماتك؟ - الحمد لله أن منحني القدرة على تنظيم الوقت، والتنسيق الدقيق بين مسؤولياتي وعملي، ورغم أن زوجي إنسان مثقف ويتفهم تماماً طبيعة عملي، ويعد في مقدمة النقاد والمتابعين لأعمالي، إلا أنني أضع مسؤوليات الزوج والبيت والأسرة في مقدمة أولوياتي اليومية، بل وأحرص على متابعة شؤون أولادي المدرسية والحياتية بدقة، وإنما أرجو أن تسجل تقديري واعتزازي الكبير بدور زوجي وتفهمه ودعمه وتشجيعه لي في كل مراحل نجاحاتي· ألم تشعرين بالحنين إلى عملك بالهندسة؟ - ومن قال أنني تخليت عنها·· إنني أمارس هندسة التصميم، بل إنها ''هندسة الموضة والأزياء''، وليس بوسعي أن أفارقها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©