الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول مشروع أوروبي للاتصال بالحضارات الكونية البعيدة

أول مشروع أوروبي للاتصال بالحضارات الكونية البعيدة
29 نوفمبر 2008 00:54
يوشك فريق مختلط من علماء الفلك الأوروبيين على زرع سلسلة من أطباق استقبال الموجات اللاسلكية التي سيتم توزيعها في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا والسويد، في إطار بناء تلسكوب إشعاعي radio telescope قيل إنه يبلغ درجة من الدقة لا يمكن لتلسكوب عادي بلوغها حتى لو كان بحجم القارة الأوروبية كلها· ويعتقد الفلكيون أن في وسع التلسكوب المركّب الجديد اكتشاف موجات الراديو الصادرة عن الحضارات الذكية التي يفترض أن تكون موجودة في بعض الكواكب النجمية البعيدة· ويأتي هذا المشروع بعد مرور أكثر من عقدين على تنفيذ مشروع مماثل عندما عمد علماء فلك أوكيركيون لإنشاء شبكة ضخمة من أطباق التقاط الإشارات اللاسلكية البعيدة في ولاية نيومكسيكو أطلق عليها اسم (الشبكة ذات الضخامة الفائقة) the Very Large Array، وتتألف من مئات الأطباق اللاقطة المصفوفة وفق نسق يتألف من ثلاثة صفوف متلاقية ويمكنها التقاط أضعف الإشارات اللاسلكية الآتية من أعماق الكون· وبعد اكتمال هذه الشبكة، عمد الفلكيون إلى كتابة رسالة على شكل رسوم توضح أهم خصائص الحضارة البشرية، وقاموا ببثّها لاسلكياً إلى الفضاء الكوني على أمل أن تتمكن إحدى الحضارات الكونية البعيدة من التقاطها وإرسال الردّ إلى الأرض· ولو حدث هذا، فسوف يكون انتصاراً باهراً لأنه سيمثل أول اتصال حقيقي بين البشر وسكان كواكب النجوم البعيدة· وفي أواسط عقد الثمانينات، عندما عمد الفلكيون إلى بثّ تلك الرسالة، افترضوا أنها ستصل إلى أولى الحضارات الكونية خلال 25 سنة، وهي المدة التي تستغرقها الإشارات اللاسلكية للوصول إلى كواكب النجم (ألفا سنتوريوس) الذي يعد أقرب النجوم إلى الأرض في مجرّة درب التبانة التي ينتمي إليها النظام الشمسي· وهذ يعني أيضاً أن الرسالة قد تصل إلى هناك خلال السنتين المقبلتين، إلا أن من المؤكد أن البشر لن يتمكنوا من استلام الردّ إلا بعد ربع قرن· ونظراً لسياسة الأوروبيين في مجاراة الأميركيين في ميدان البحث العلمي، فلقد آثروا تبني مشروع إقامة ما يدعى (الشبكة الأوروبية اللاسلكية العريضة) Europe-Wide Radio Net التي تتألف من مئات الأطباق اللاقطة التي تنتشر في الحقول المنعزلة في الدول المشاركة وتكون على شكل مجموعات متصلة مع بعضها لتناقل المعلومات والبيانات ومعالجتها لتحاكي بذلك (الشبكة ذات الضخامة الفائقة) في الولايات المتحدة· ويعمل نظام الشبكة الأوروبية بطريقة معقدة تتلخص بالتقاط الإشارات اللاسلكية الكونية في كل واحد من الأطباق اللاقطة، ويتم توجيه البيانات المتعلقة بهذه الإشارات بعد ذلك إلى كمبيوتر خارق (سوبركمبيوتر) يقوم بتحليلها واستخلاص مدلولاتها· ويعود سبب الإكثار من عدد هذه الأطباق إلى ضرورة تقوية الموجات الخافتة التي يمكن أن تصل من كواكب النجوم البعيدة جداً عن الأرض وحيث يتم تركيب الموجات فوق بعضها على توافق في الطور، وهذا يؤدي إلى تقويتها وإمكان كشف خصائصها· ولا يمكن لأحد حتى الآن أن يضع تصوّراً مبنياً على أسس علمية دقيقة لطبيعة الحضارات الكونية البعيدة وما بلغته من تطور، ولا حول أشكال الناس في تلك الحضارات· ولهذا السبب، وجد مؤلفو سيناريوهات الأفلام والقصص العلمية فرصتهم لتخيّل هذه الخصائص· وقال الفلكي روبير نيكول من جامعة بورتسماوث في وصفه لوظيفة الشبكة الأوروبية الجديدة: (يعمل النظام بطريقة تجميع الموجات اللاسلكية التي تقع في مدى محدد للتردد· ويتم بعد ذلك تحليلها باستخدام السوبركمبيوتر من أجل التعرف على طبيعتها وخصائصها· ونأمل أن تلقي بعض هذه الإشارات الضوء على طريقة نشأة الكون· وبالطبع، سوف نكون في حالة ترقّب دائم لأي إشارة قد تأتي من حضارة كونية بعيدة· ولو حدث ذلك، فإننا نتوقع أن تكون الرسائل على شكل رسوم يدوية وليس على شكل نصوص مكتوبة، إلا أن الهدف الأساسي من المشروع هو البحث المعمق في الظواهر الكونية والفلكية واكتشاف أصل المادة)· عن موقع setileague.org
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©