الحب والجمال يكللان زواج الفنان حسين فهمي والفنانة الصاعدة لقاء سويدان· فوسامة النجم العاشق لم تتأثر في خريف عمره وهو ما زال عاشقاً للبهاء، اختار لقاء صاحبة القامة الفارهة والوجه البريء· جرف حبهما عقبة ثلاثين عاماً من فارق العمر، فأصبح حسين فهمي حاضناً للقاء ومستوعباً لها، وهي متيمة يشع الغرام من عينيها·
احساس العمر بالنسبة لحسين فهمي ''مجرد حالة ذهنية ونفسية''· ينظر الى اعماله الماضية، حين كان وسيم الشاشة، ويشعر كأنه ''انتهى أمس أو للتو'' من تصويرها، ''لا احساس عندي بالماضي· السنوات والأيام والشهور بالنسبة لي هي تعبير عن احساسنا بالوجود وما سنقوم به غداً''·
يعتبر ان الوقت ''ممتد ومستمر· له بداية ونهاية، وكل ما بينهما ملكي· تمر علي السنين دون ان اشعر بها متقطعة''·
ويرى ان ''المعركة مع الوقت خاسرة· فالوقت هو الذي سيكسب وينتصر· الوقت ليس ضدي وليس معي بل هو محايد، لذلك علي الاستفادة منه وكسبه لصالحي''·
هذه القناعة ابقت روحه شابة: ''فأحاسيسي لم تتغير، بل اضاف لي العمر تجارب اكثر وخبرة اكبر· اي أنني تغيرت فكرياً وذهنياً وليس عمرياً''· أحاسيسه تلك انعكست كذلك على شكله الخارجي، فالشيب لم يسرق شيئاً من جاذبيته بل زادها وقاراً، والسر برأيه هو راحة باله، وزوجته ''العظيمة'' التي اعطته السعادة·
هذا ما تؤكده لقاء بحماس فـ''روحه وتفكيره شباب اكثر من أي شباب''· وتقول: ''يشعرني بالأمان والاستقرار والسعادة· اعتمد عليه في كل شيء، ولا اعرف القيام بشيء من دونه''·
لم تتخيل لقاء يوماً انها ستصبح زوجة لحسين فهمي، كانت تشاهده على الشاشة عندما كانت طفلة، ''فهو لم يكن فارس احلامي''، تقول ضاحكة· واليوم تجمع بين الزوجين صداقة مطلقة قبل كونهما حبيبين وزوجين، يتصارحان بكل المواضيع ولا محرمات في نقاشاتهما، ويرى حسين فهمي ان ''هذا ما يجعلنا نحتمل بعضنا بعضاً''·
انتقل هذا الحب والتفاهم الى عائلتهما الكبرى فهي تحب اولاده كثيراً، وهو يعامل ابنتها ذات السنوات الأربع كابنته· وتتقبل لقاء ''بصبصات الستات'' على حسين مهما كان عمرهن، وهذا الأمر يفرحها، ''لكن شعور الغيرة ينتابها من ردات فعله، لا سيما اذا ابدى اهتماماً اكثر من اللازم''·
قدم حسين فهمي خلال مسيرته الفنية 150 فيلماً سينمائياً و15 مسلسلاً· ويرفض أن يُقال اليوم أنَّ أعماله أصبحت أقل، دون تفسير الأمر: ''كان يجدر بأعمالي ان تقل ليصبح لها قيمة· اقدم عملاً واحداً له قيمة وهذا يكفي''· هو يعتبر انه ''ليس بامكانه التواجد بأعمال كثيرة تقلل من قيمته وتاريخه الفني''·
قام مؤخراً ببطولة مسلسل يحمل عنوان ''وكالة عطية''، لكن الوقت لم يسعف لانجازه قبل الموسم الرمضاني· وهو يحكي قصة ارض ممتلئة بالدود الذي ينخر بها· ويقول فهمي: ''هذا المسلسل يوافق فلسفتي في الحياة· فهناك بشر كالدود ينخرون بالأرض ويسيؤون لها بالحروب والمجازر وتدمير الغابات وتلويث الأنهار''·
يأخذ حسين في هذا المسلسل دور الرجل الطيب والشهم والمحب للحياة، في الوقت نفسه يتزوج من اربع نساء، ويوضح انه ''لكل زيجة اسبابها· فاحداها دفاعاً عن شرف فتاة تسبب شقيقه بحملها ورفض تحمل مسؤولية الجنين· والزواج الثاني ليحمي امرأة حاول سكان الوكالة الاعتداء عليها''· وهو يتحضر ايضاً لتصوير مسلسل آخر بعنوان ''قاتل بلا أجر''·
نقلت الصحف مواقفه المنتقدة لما قيل عن ان الدراما السورية سحبت البساط من تحت المصرية· هو يرفض هذه المقولة، ويعتبر ان ما صدر منه كان ''ردات فعل وليس مواقف''· ويتساءل: ''كل الزملاء السوريين يعملون في مصر· اين السجادة اذاً؟ هل استعين بصديق؟''· ويقول: ''الدراما المصرية ما زالت قوية ولها رونقها وجمهورها ومؤلفوها· يمكننا القول إنَّ السوريين تمكنوا من تقديم دراما جيدة، لكن لا يمكن القول ان الدراما المصرية تراجعت· هل نقول ان الدراما السورية والدراما المصرية تراجعتا بعرض الدراما التركية؟'' ويرى ان ما يحصل ''هو منافسة جيدة''· ويتوقع ضاحكاً ''ظهور دراما ايرانية وافغانية، وعلينا ان نكون على مستوى المنافسة''·
وسيخوض حسين فهمي العام المقبل تجربة جديدة عبر تقديمه برنامجاً تلفزيونياً على احدى الفضائيات العربية يروي فيه قصص الناس البسيطة· ويعتبر ان المستقبل هو للتلفزيون والإنترنت وليس للسينما: ''فالتكنولوجيا الحديثة عطلت على السينما، وبدأنا نرى تلفزيونات متنقلة على الجوّال· واليوم هناك افلام تنتج خصيصاً للإنترنت وليس لدور العرض· وبعد فترة لن يكون هناك مرتادون للسينما''·
أما زوجته لقاء، فتتحضر لاطلاق البومها الغنائي الأول المؤلف من ثماني اغنيات باللهجة المصرية· تأخرت عن القيام بهذه الخطوة لسنوات بسبب شعور الخوف، ''لكن كلما كنت اتراجع يعود حسين ويحمسني ويدفعني ويمنحني الثقة''· تقول لقاء· ويقاطعها هو ليعلن ان الألبوم ''انتهى تقريباً العمل منه وسيصدر اول العام المقبل''·
وتنشغل لقاء حالياً بتصوير اول فيديو كليب للألبوم وقراءة سيناريوهين لمسلسلين ستختار منهما واحداً، لانها لا تريد تشتيت تفكيرها عن الألبوم والفيديو كليب·
أعمال أنسانية
بموازاة الفن، اهتم حسين فهمي خلال حياته بالأعمال الإنسانية· كان يجمع الأموال لمساعدة الأيتام، وقام بعدة نشاطات لذوي الاحتياجات الخاصة مما رشحه لشغل منصب سفير الأولمبياد الخاص للشرق الأوسط وشمال افريقيا· وزار ابوظبي مؤخراً للمشاركة في فعاليات افتتاح الأولمبياد الخاص الذي استضافته ابوظبي· يعمل حالياً على انشاء مدينة اولمبية في القاهرة على مستوى عالمي يزاول فيها المعاقون كل الرياضات مع مدربيهم· وتحتوي على فندق كبير وكل ما يحتاجه ذوو الاحتياجات الخاصة لممارسة رياضاتهم· ويكشف ان وزير الإسكان المصري احمد المغربي قدم الأرض لتشييد المشروع·
وكان قد شغل منصب سفير النوايا الحسنة في الأمم المتحدة، لكنه قدم استقالته عام 2006 على خلفية حرب تموز في لبنان، بعد فشل الأمم المتحدة في ايقاف الحرب إثر مجزرة قانا الثانية التي ارتكبتها اسرائيل·
عدد اليوم
