الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن الكنز المفقود

البحث عن الكنز المفقود
13 فبراير 2006
ما هي المدينة التي يشعر سكانها بالسعادة أكثر؟، هل يشعر الإنسان بالسعادة أكثر عندما تنتفخ جيوبه مثلا؟ وهل تختلف مفاهيم ومقاييس السعادة بين الريف والمدينة، او بين مدينة واخرى؟
في نهاية عام ،2005 أصدرت الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية كتابا أزرق بعنوان 'عام 2006: تحليلات وتوقعات للوضع الاجتماعي في الصين'، يقول 'تقرير نوعية حياة سكان الصين عام '2005 تضمنه الكتاب إن مسحا ميدانيا حول الشعور بالسعادة، جاء فيه أن 70% من سكان الحضر والريف يشعرون بالسعادة في حياتهم، وأيضا 70% منهم متفائلون بحياتهم في المستقبل، معتقدين أن الحياة في المستقبل ستصبح أفضل جدا أو افضل نسبيا·
وكشف المسح عن أن عددا متزايدا من الصينيين يعتقدون أن الثروة ليست عنصرا حاسما للشعور بسعادة الحياة· فالرضا للوضع الاقتصادي الشخصي والرضا بالوضع الوظيفي والرضا بالضمانات الاجتماعية والقلق على الشيخوخة كلها من العناصر الهامة التي تؤثر في درجة رضا الصينيين عن حياتهم·
وذكر التقرير أنه في ترتيب درجة السعادة لعشر مدن كبيرة رئيسية، احتلت المدن الثلاث الأعلى في متوسط نصيب الفرد بالصين، وهي شانغهاي (2847 يوانا) وبكين (2484 يوانا) وقوانغتشو (2556 يوانا) المركز الثالث والسابع والعاشر كل على حدة· وقد جاءت هانغتشو (2300 يوان) على قمة قائمة السعادة، ومن بعدها تشنغدو (1515 يوانا)، علما بأن متوسط دخل الفرد الشهري في هذه الأخيرة يعادل نصف متوسط الدخل في شانغهاي· ويشير تحليل نتائج الدراسة إلى أنه ليس هناك علاقة واضحة بين الشعور بالسعادة ومستوى الدخل، وهذا يعني أن 'التقدم الاقتصادي لا يعني السعادة'·
وفي الواقع أثبتت بحوث علماء الاقتصاد والنفس في عملية تطور الدول المتقدمة أنه بعد أن يبلغ نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي إلى مستوى معين، لا تصبح الثروة عنصرا مطلقا لشعور الناس بالسعادة·
وتوصلت دراسة إلى أن الشعور بالاستقلالية والاعتداد بالذات والرضا عن النفس فيما يفعله الإنسان، والتقارب مع الآخرين والثقة بالنفس هي كلها أمور تسهم في الإحساس بالسعادة وتقريبها عموما·
ويقول الدكتور كينون شيلدون من جامعة ميزوري في ولاية كولومبيا الأميركية إن هذه الحاجات والمتطلبات النفسية يمكن أن تكون العناصر الرئيسية التي تجلب السعادة للإنسان·
لكن مفهوم 'السعادة' يختلف من شخص لآخر، وتختلف كذلك الطرق التي تؤدي إليها، هذا ما ذهبت إليه دراسة أميركية حديثة لتحديد أهم مراحل الإنسان إحساسا بالسعادة· وقد استغرق اعداد الدراسة 45 عاما حيث قام علماء نفس أميركيون بإجراء 3 دراسات على رجال ونساء في 3 ولايات أميركية تراوحت أعمارهم بين 28: 70 عاما، حيث خضع المشاركون في هذه السنوات إلى استجوابات سنوية تدور حول السعادة·
وتوصلت الدراسات في النهاية إلى أن الرغبة في الاستمتاع بالحياة من الأهداف التي لا تغيب عن بال أي إنسان سواء كان رجلا أم أنثى، فمع تقدم العمر يزداد الإقبال على الحياة وترتفع الروح المعنوية·
ولاحظ العلماء أن نسبة سعادة المرأة وإقبالها على الحياة تزداد بعد بلوغها مرحلة الثلاثينيات من العمر حيث تتحسن حالتها النفسية مقارنة بالرجل، ثم يحدث العكس بعد سن الأربعين؛ فتقل فرص الشعور بالسعادة النسبية لحواء حيث تدخل مرحلة 'سن اليأس' التي تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، بينما يبدو الرجل في هذه المرحلة من العمر أكثر سعادة، وعندما يصل كل من المرأة والرجل إلى مرحلة الخمسينيات فإنهما يتساويان في درجة حبهما للحياة وإحساسهما بالبهجة والسعادة·
لكن اذا فقد الانسان السعادة فكيف يسترجعها؟
يقترح علماء النفس وفي مقدمتهم رئيس قسم علم نفس في جامعة برينستون الأميركية خطوات خمس لتحقيق هذا الهدف اجملوها في كتاب حمل عنوان 'دليل سعادة المواطنين'·
وتتدرج تلك الخطوات على النحو التالي: اعتدال المزاج، الاهتمام بالأشياء المملوكة بدلا من الأشياء غير المملوكة، إقامة علاقات طيبة مع الأصدقاء·
ويقسّم العلماء السعادة الى أنواع: سعادة تحقيق الهدف وسعادة المنافسة وسعادة التعاون وسعادة الأسرة وسعادة البدن وسعادة العقل وسعادة الإيقاع وسعادة المغامرة وسعادة الكوميديا وغيرها· ويحصل كل شخص على مختلف الأنواع من السعادة في مختلف المراحل في حياته، ومفتاح السعادة الدائمة هو التعرف إليها·
وينصح العلماء بالابتسام والضحك الدائم حيث يمكن القول إن الضحك أفضل دواء في العالم· وقد برهن العلماء على أن القهقهة تقلل الضغوط العصبية والدموية وتقوي مناعة جسم الانسان·
لكن هل تتحقق السعادة عن طريق المعدة؟
يقول البعض ان تناول قطعة من الشوكولاتة يبعث احساسا بالسعادة خصوصا بين النساء، وفي الواقع هناك تفسير لذلك هو ان مادة الكافيين التي تعتبر منشطا فعالا للجهاز العصبي وعاملا مهما يخلصه من التعب والإجهاد تولد إحساسا بالراحة والهدوء والسعادة··
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©