أرجأ مجلس النواب الروسي (الدوما) البحث الذي كان مقررا أمس لقانون يفرض عقوبات قاسية على المشاركين أو المنظمين لتظاهرات غير مرخص لها، يعتبر رد السلطة على تحركات المعارضة المتكررة. ومن جهة أخرى، حكمت محكمة روسية أمس بالسجن ثماني سنوات على موظف في شركة أسلحة بتهمة التجسس لصالح أجانب وتزويدهم بمعلومات حول صاروخ من الجيل الجديد.
وصرح رئيس الدوما سيرجي ناريكشين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “نظرا لأهمية مشروع القانون هذا أقترح إرجاء النظر فيه إلى الثلاثاء ليكون لدينا الوقت الكافي لبحثه بالتفصيل”.
وينص مشروع القانون على فرض غرامات تصل إلى مليون روبل (25 الف يورو) على المنظمين أو “المشاركين الفاعلين” في تظاهرات غير مرخصة. وقدمت المشروع كتلة حزب روسيا الموحدة الحاكم ذات الأكثرية في الدوما. وأدى فوز روسيا الموحدة بحوالى 50 بالمئة من الأصوات في انتخابات ديسمبر التشريعية الذي وصفته المعارضة بأنه نتيجة تزوير واسع النطاق إلى موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات في الأشهر الفائتة ضد سلطة بوتين. وأعلنت المعارضة البرلمانية ولا سيما حزب روسيا العادلة (يسار الوسط) الشيوعي الذي كان مرنا نسبيا في السنوات الفائتة لكنه شدد لهجته إلى جانب الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة إنها ستغادر الدوما في حال بحث مشروع القانون.
أما رئيس كتلة حزب روسيا الموحدة البرلمانية اندري فوروبيف فأكد نيته على العمل لإقرار القانون. وقبل حزب روسيا الموحدة بتخفيض قيمة الغرامات إلى 500 إلف روبل (12500 يورو) للأفراد، بحسبه. وصرح “سيكون عقابا عادلا.. ليس من قيود في بلادنا على إجراء تظاهرات”. وفرقت الشرطة الروسية الأربعاء الماضي مخيما أقامته المعارضة في وسط موسكو مؤكدة إنها لن تجيز أي تحرك مماثل فيما كان المعارضون يحاولون نصب مخيمهم في مكان آخر في المدينة. وأوقف العشرات في هذه العمليات الاربعاء والخميس. وأكد المتحدث باسم شرطة موسكو مكسيم كولوسفيتوف صباح الجمعة توقيف 12 شخصا اضافيا في موقع المخيم الجديد في ساحة كودرينسكايا بتهمة توزيع الطعام من دون ترخيص.
وفي آخر إعلان عن التحركات الرمزية التي أطلقت قبل أسبوعين لتجسيد المعارضة للنظام، دعت مجموعة من الشعراء في موسكو إلى تجمع الجمعة لقراء أشعار أمام نصب لاوسيب ماندلستام الذي توفي في معتقلات ستالين في 1938. وقبل أسبوع قام كتاب روس “بنزهة” في موسكو يرافقهم عشرة آلاف من المؤيدين على الأقل لاستعادة الشارع.
وفي مواجهة هذا الشكل الجديد من الاحتجاج الذي ترافقه مخيمات للشبان في ساحات موسكو، تذرعت السلطات بالأضرار التي تلحق بالأماكن الطبيعية أو بتوزيع شطائر بطريقة غير مشروعة لتتدخل بعنف في بعض الأحيان وتعتقل العشرات.
من جهة أخرى، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن المعارضين الروسيين المعتقلين سيرجي اودالتسوف والكسي نافالني هما “سجينا رأي”، حسبما أعلن مدير قسم روسيا في هذه المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان سيرجي نيكيتين. وقال “إنه موقف منظمة العفو الدولية” مؤكدا بذلك تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس سابقا. وأضاف “حسب المعلومات التي نملكها حول اودالتسوف ونافالني فليس لدينا عمليا أي شك بانهما لم يبديا أية مقاومة جسدية أو شفوية ولكنهما حاولا فقط التعبير عن حقهما في الحرية”. وأضاف “هذا الأمر يصف تماما سجين رأي”.
ودانت محكمة في منطقة ايكاترينبرغ (الاورال) الكسندر جنيتييف بالتجسس وحكمت عليه بالسجن ثماني سنوات في منشأة صعبة الظروف يليها عام من الحرية المشروطة لا يمكنه خلاله مغادرة مسقط رأسه دون تصريح. كما حكم عليه بدفع غرامة بقيمة مئة ألف روبل (2500 يورو).
وفي 12 مايو نقلت انترفاكس عن مصدر أمني أن خبيرا في شركة تابعة لقطاع الدفاع الروسي في منطقة ايكاتيرينبرغ متهم بنقل معلومات حول الصاروخ الاستراتيجي الروسي من الجيل الجديد من طراز بولافا إلى جهاز استخبارات أجنبي.
عدد اليوم
