الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هدوء في طرابلس وإحباط تهريب أسلحة إلى سوريا

هدوء في طرابلس وإحباط تهريب أسلحة إلى سوريا
19 مايو 2012
مصطفى ياسين، وكالات (بيروت) - شهد الوضع الامني في طرابلس شمال لبنان امس هدوءاً حذراً، في ظل تعزيز انتشار دوريات الجيش، لاسيما بعد ما رد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر طلب تخلية سبيل الموقوف السلفي شادي المولوي الذي اعتقل السبت الماضي، وكان الشرارة التي اشعلت المعارك بين منطقتي جبل محسن ذات الأغلبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، وباب التبانة ذات الاغلبية السنية المعارضة. وتم تعيين جلسة ثانية لاستكمال التحقيق مع المولوي الثلاثاء المقبل. وفور الاعلان عن عدم تخلية المولوي الذي أوقف الاحد الماضي بتهمة القيام بأعمال ارهابية، قطع المعتصمون السلفيون كل الطرقات المؤدية الى ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، حيث ينصبون الخيم منذ ايام للمطالبة بالإسراع في اجراء التحقيقات مع الموقوفين في سجن رومية منذ احداث مخيم نهر البارد. وأدى المعتصمون صلاة الجمعة وسط الساحة، لكن سالم الرافعي احد ابرز الذين يشرفون على الاعتصام شدد على “ان الطرقات في طرابلس لن تقطع، التزاماً بالوعد الذي قطعه لوزير الداخلية مروان شربل منذ ايام، وأنه لا بد من انتظار جلسة التحقيق مع المولوي الثلاثاء، فإذا كان مداناً ليحكم، وإذا كان بريئاً فليطلق سراحه، وإلا فإن الاعتصامات ستشمل كل الساحات”. ودعا العلويين في جبل محسن الى عدم ربط مصيرهم بالنظام السوري، وان يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نيتهم ويدينون ما يقوم به النظام، والى توقيع معاهدة تحرم التقاتل ونبذ العنف، ما يسمح لأهالي طرابلس العيش بسلام. وعمد المعتصمون بعد صلاة الجمعة الى فتح الطرقات، لكن ابقوا على الاعتصام، بعد ان وسعوا دائرته، وفتحت المحال التجارية ابوابها. وشهدت المدينة حركة شبه طبيعية. فيما اصدر مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار فتوى تحرم استخدام السلاح ضد ابناء الوطن الواحد، مؤكداً رفضه ان تصبح طرابلس مأوى للفارين، وآملاً أن يمسك الجيش الامن بحزم. وسقط ثلاثة جرحى بعد ظهر امس في سقوط قذائف على منطقتي باب التبانة وجبل محسن. وقال مصدر امني إن قنبلتين يدويتين القيتا على باب التبانة فيما سقطت قذيفة “اينرجا” على حي الاميركان في منطقة القبة المجاورة لباب التبانة وقذيفة أخرى على جبل محسن. وذكر مصدر طبي أن ثلاثة اصيبوا بجروح في جبل محسن. واعرب الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان عن ارتياحه للتدابير التي اتخذتها القوى العسكرية والامنية من اجل حفظ الامن والاستقرار في طرابلس، ومنع تعريض السلم الاهلي الذي ينعم به اللبنانيون. وآمل في تجاوب الافرقاء كافة مع رغبة المواطنين في استمرار الهدوء واعتماد الحوار سبيلاً لحل اي مشكلة او خلاف. وأكد النائب خالد ضاهر “ان الهدوء مسيطر على مدينة طرابلس وبدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجيا لكن ليست كما كانت من قبل”. واعرب عن امله في أن تثمر وتصدق النوايا، وتقوم الأجهزة الامنية بواجباتها كاملة، ولا يستطيع المصطادون في الماء العكر تنفيذ مخططاتهم الخارجية الهادفة الى تعكير امن واستقرار منطقة الشمال”. وقال “نحن كفعاليات سياسية واهلية في طرابلس نطالب ببسط سلطة الدولة، وان يقوم الجيش اللبناني بكامل واجباته”. وعما اذا كانت هناك نية لسحب السلاح من ايدي المسلحين، قال ضاهر “إن هذا الأمر يحتاج بالدرجة الاولى الى قرار سياسي لتنفيذه”، معتبرا “ان المعركة كانت مفتعلة وليست ناتجة عن خلاف بين منطقتي بعل محسن وباب التبانة”. واضاف ردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك ضمانات بعدم تكرار ما حصل قال “ليس هناك من ضمانات وتجدد الاشتباكات رهن بمن يريد ضرب الامن والاستقرار في طرابلس”. بينما قال النائب احمد فتفت ان الاشتباكات التي حصلت في طرابلس تأتي في سياق الضغط على الاهالي لإيقاف الدعم السياسي والانساني والمعنوي للاجئين السوريين في لبنان. الى ذلك، أحبط الجيش اللبناني محاولتي تهريب اسلحة الى سوريا، واعلنت قيادته في بيان امس انه على اثر توافر معلومات عن فرار عدد من المطلوبين من مخيم عين الحلوة الى جهة مجهولة، عززت وحدات الجيش اجراءاتها حول المخيم المذكور والمداخل المؤدية إليه، كما اقامت العديد من الحواجز في مناطق مختلفة. واضاف “انه خلال هذه الاجراءات تم عند مدخل مخيم عين الحلوة، توقيف سيارة محملة بالأسلحة والذخائر من عيارات مختلفة، كانت متجهة الى احدى المناطق اللبنانية، وقد اوقف سائقها والشخص الذي كان بانتظارها، كما حضر الخبير العسكري وبوشر التحقيق”. تابع البيان “انه بالتاريخ نفسه، مرت سيارة مدنية على احد الحواجز في منطقة مشاريع القاع على الحدود اللبنانية – السورية من دون ان يمتثل سائقها لإشارة عناصر الحاجز بالتوقف. فأطلقت النار باتجاه عجلات السيارة، عندها بادر من كان بداخلها الى إطلاق النار على عناصر الحاجز الذين ردوا بالمثل، ما أدى الى اصابة عسكري بجروح، وتضرر آلية عسكرية ومقتل احد المسلحين وتوقيف آخر، وقد تبين ان السيارة محملة بكمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والمتفجرات”. وقالت مصادر امنية لـ”الاتحاد” إن هذه الاسلحة كانت ستهرب الى سوريا عبر البقاع والشمال وانه تم توقيف عدد من المتورطين لاسيما في مخيم عين الحلوة بعد ان فر من المخيم عدد من ابرز المطلوبين الخطرين، إما الى طرابلس او الى سوريا. وقد تولت الشرطة العسكرية التحقيق في ظروف الحادث وملابساته بإشراف القضاء المختص”. كما اتخذ الجيش تدابير أمنية استثنائية في عدد من مناطق الشمال، وأقام حواجز تفتيش في عدد من المناطق ولاسيما عكار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©