الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المدرب مظلوم في بعض المواقف والمشكلة في المجاملة وعدم الحياد

المدرب مظلوم في بعض المواقف والمشكلة في المجاملة وعدم الحياد
29 نوفمبر 2008 01:33
تساهم استوديوهات التحليل في الحراك الكروي، لدرجة أنها فرضت نفسها كأحد أطراف المنظومة الكروية، ووجبة دسمة لدى البعض وخالية من البروتينات لدى البعض الآخر، حيث هناك تباين في الآراء حول الدور الذي تقوم به· فالبعض يراها تركن إلى الإثارة على حساب المضمون، وإلى السطحية على حساب العمق والموضوعية، لكنها على كل حال ظاهرة تحتاج إلى وقفة من التأمل على أمل أن تعود بالفائدة على لعبة كرة القدم لكي تساهم في النقلة النوعية التي تعيشها كرة القدم حالياً· ولكي نكون موضوعيين علينا أن نمنح الفرصة للمحللين لكي يقولون آراءهم في المدربين الذين أدلوا بدلوهم في استوديوهات التحليل خلال حلقة سابقة بـ''الاتحاد'' وبالتالي نتعرف على رأي بعض المحللين الذين يتمتعون بالمصداقية ويمتلكون أدوات التحليل· واتفق المحللون على أن المدرب يكون مظلوماً في بعض المواقف التي تبتعد عن الحياد والموضوعية· منذر عبدالله: المدربون لا يفرقون بين التووك شو واستوديوهات التحليل دبي (الاتحاد) - قال الكابتن منذر عبدالله المحلل بقناة ''أبوظبي الرياضية'' والمدرب الأسبق للمنتخب الوطني إن هناك بعض الاستوديوهات والبرامج التحليلية تعتمد أسلوب ''التووك شو'' وهو ما يعني بالعربي كلاماً لمجرد الكلام أو عرض الكلام، وللأسف هناك بعض المدربين لا يفرقون بين ''التووك شو'' واستوديوهات التحليل لأنهم يتحدثون عن أناس يصطادون الأخطاء، لجذب المشاهدين، وهؤلاء يظهرون على الشاشة الفضية بعد المباريات فقط وليس قبلها أو بين الشوطين، ومثل تلك البرامج هي التي تضر باستوديوهات التحليل· وأضاف: إن المدربين لديهم حق في بعض الأمور، لكن إذا تحدثت عن الأمور الفنية والخططية لايغضب المدرب لأنها تخضع إلى وجهات النظر، ولا تتدخل في أشياء خفية تلوم من خلالها المدرب، وأتصور أن المحللين الذين يعملون في مجال التدريب يدركون هذا الشيء جيداً، وبالتالي يتحدثون في أمور فنية بحتة، وهنا يصبح النقد الموجه لا يغضب المدرب حتى لو اختلفت معه في وجهات النظر· وينتقد منذر عبدالله بعض المحللين فيقول إن البعض تراه وهو يتحدث عن إحدى المباريات، وكأنه يتحدث عن مباراة أخرى غير التي نشاهدها، ومثل هذا الشخص إما لا يملك الأدوات الحقيقية لعملية التحليل وغير فاهم فنياً، وإما يريد أن يضخم الأمور، ويسعى إلى الإثارة على حساب المضمون، وهناك أشخاص يحللون 6 مباريات في وقت واحد، وبالتالي يقعون في الخطأ لأنك لا تستطيع أن تتحدث عن مباراة لم تشاهدها أو تشاهد الأهداف فقط، أو تتحدث عن كل شيء، وأنت جالس أمام شاشة محدودة الأبعاد، فمثل هؤلاء يضرون البقية، ويجعلون المشاهد يأخذ فكرة بأن الكل جالس يبيع كلاماً فقط !! وعن كونها ضارة أم نافعة قال هي نافعة لو غلفها النهج العلمي المدروس بحيث يملك المحللون الأدوات الحقيقية، وبالتالي لا يصبح تواجدهم على الشاشة لمجرد الثرثرة، وهنا تكون مفيدة للمدرب والمشاهد وتشع نوراً في الشارع الرياضي، أما غير ذلك فهي تخرج عن أهدافها· وينتقل الكابتن منذر عبدالله إلى نقطة أخرى عندما قال يجب أن يعطى المدرب حق التوضيح والرد، حتى يكون هناك الرأي والرأي الآخر، وتثرى العملية الكروية، وبالتالي لن يكون هناك غضب لأحد بل سيكون هناك نقاش إيجابي يعود بالنفع على الجميع ويحكم عليها المشاهد· وعن كيف يتم تقويم القنوات حتى تؤدي رسالتها على النحو الجيد قال أولاً يجب اختيار الشخص المناسب للقيام بهذه المهمة، وليس من المهم أن تحضر شخصاً لمجرد الإثارة، فمثل هؤلاء يوجد منهم الكثيرون على المقاهي، والأمر الثاني يتعلق بعملية المراقبة حيث من الضروري أن يتواجد مثل هذا الشيء، لأن الظهور على الشاشة التي تدخل كل البيوت وعلى الهواء مسؤولية كبيرة يجب مراقبتها، لأن هناك من يستغل هذه الأشياء لتحقيق مصالحه الخاصة فمثلاً يستغلها لحل خلاف مع ناد أو مدرب كونهما لا يملكان مثل تلك الأداة الخطيرة، وفي نفس الوقت لا يجد حقه في الرد، وبالتالي فالأمر يحتاج إلى حساب من قبل المحطات التلفزيونية التي تبث مثل هذه البرامج، ولكي نتفادى ذلك لابد من معرفة المحلل والمقومات التي يملكها وأيضاً عملية الحياد، والآن أصبحت الناس تعرف كل شيء لأن هناك الإنترنت، وبالتالي لا تستطيع أن تغش الناس التي أصبحت تستطيع التفريق بين الغث والثمين· خليفة سليمان: على القنوات اختيار المحللين بعناية فائقة دبي (الاتحاد) - يقول الكابتن خليفة سليمان المحلل بقناة ''أبوظبي الرياضية'' وعضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة السابق: من رأيي أن كرة القدم والمحيط فيها علم لا يعلم والتحليل علم لا يعلم أيضاً ووضع البرامج الإعلامية كذلك لأنها حاجة تقتضي العمل فيها، لكن يجب وضع البرامج بأمانة، فالجريدة مثلاً من حقها أن تضع العنوان الذي يناسبها دون الاخلال بالمضمون لأنها تريد أن تجذب القارئ، وهو في نفس الوقت قد لا يناسبك· وبالنسبة للمدرب ففي بعض المواقف الكثيرة يكون مظلوماً حيث هناك الكثير من الخسارة تعلق شماعتها على المدرب، وهذا الظلم بمكان، وبالتالي يجب أن يكون المحلل عالماً بخفايا الأمور إذا ما أراد الخوض فيها، وبما أن النسبة الكبيرة في مجتمعنا متعصبة، حيث هناك مجموعة ليست بالقليلة لا ترى الأمور بموضوعية ولا تقبل الخسارة كونها تحب أن تكون دائماً في الطليعة سواء بحق أو بدونه، لذلك يجب اختيار المحللين بعناية فائقة، لأن الكلمة التي تصل إلى الناس يجب أن تصلهم بحجمها الطبيعي، بحيث لا يكون هناك تضخيم أو تجنٍ· وتطرق الكابتن خليفة سليمان إلى نقطة أخرى مهمة عندما قال إن الفارق بين المدرب والمحلل كبير جدا بغض النظر عن قيمة الاثنين، لكن الفارق كبير كمن يغني في الحمام ومن يغني على مسرح أمام جمهور كبير جداً، فالمدرب يعمل تحت ضغط كبير جداً، لذلك من السهل جداً أن أنتقد وأنا جالس احتسي القهوة وأشاهد الأمور من زوايا مختلفة غير التي يراها المدرب والحكم واللاعب، وهنا مكمن الخطورة والظلم لأنه إذا جئنا نتصيد فقط فهنا يصبح الأمر ظلماً لعناصر اللعبة· وأضاف: هناك موضوع مهم أريد أن أتطرق إليه حيث إن هناك بعض المدربين يلتفتون إلى ما يقال، وهذا خطأ كبير جداً، لأن كل واحد عليه أن يقوم بدوره، كما أن المدرب لا يستطيع أن يحدد نوعية الاختيارات لكن من واجبه أن يقرأ ما تتناوله الصحف، ويشاهد ما يحلو له ويأخذ الذي يفيده ويغض الطرف عن الذي لا ينفعه فهو الشخص الوحيد الذي يعرف ببواطن الأمور التي تخص فريقه، وبالتالي يصعب على المحلل التدخل في بعض الأمور، كما يجب النقل بأمانة وحيادية لأن مصيبتنا في وجود نوع من المجاملات التي يقولون عنها مقبولة، وهذا غير صحيح لأنه عمل يجب أن يؤدى بأمانة وبعيداً عن المجاملات والمحاباة، وأنا شخصياً تعرضت لأكثر من موقف حيث اختلفوا معي في الآراء لأنني لا أعرف كبيراً أو صغيراً وهؤلاء هم أكثر الناس تقديراً واحتراماً لي بعدما عرفوا أنني محايد، فالمحلل إذا أصبح جزءاً من اللعبة هو أيضا معرض للخطأ ورائع من يعترف بالخطأ، لكن يجب أخذ الأمر بهدوء وعقلانية وهذه من أدوات التحليل الرئيسية، وكذلك التحضير العالي جداً، وأيضا لا تكون هناك تفرقة بين فريق كبير وآخر صغير، لأنه في النهاية لابد من نقل كلمة أمينة للمشاهد، بالإضافة إلى ضرورة امتلاك المحلل للمادة العلمية والثقافة العامة وأسلوب الطرح، تلك الأدوات تعد من الشروط الأساسية لعمل المحلل· وحول الظلم الذي يتعرض له المدربون من بعض المحللين الذين لا يملكون الأدوات أو يغلفهم التعصب قال إن المدربين لديهم الحق في بعض المواقف لكن نصيحتي لهم لا يهتموا كثيرا بالأمر ويأخذون الجوانب الإيجابية ويتركون السلبية منها، وعليهم أن يقبلوا بالشقين لأنه عندما يفوز ويقدم عروضاً جيدة يسمع كلمات الإطراء والمديح وعندما يخسر يتعرض للنقد، وهنا يجب أن يكون النقد بناءً وصادقاً وبعيداً تماما عن الأهواء الشخصية وضرورة عرض الحقائق كما هي· أكد أن البعض ينتقد الأندية الصغيرة فقط علي ثاني: نعم هناك إثارة وعدم موضوعية من بعض المحللين دبي (الاتحاد) - يقول الكابتن علي ثاني صاحب هدف الإمارات في مرمى يوغوسلافيا في كأس العالم عام 90 والمحلل بقناة ''دبي الرياضية'' إن الموضوع له عدة جوانب فيقولون إن المدربين يتأثرون باستوديوهات التحليل، وأنا أقول إن هذا التأثر يعود لعدم وجود استراتيجية لدى الكثير من الأندية، فالمدرب قد يتم تفنيشه بعد خسارة أو خسارتين، وهنا أقول للمدربين إن الظروف التي تحدث لهم تفيدهم لأنها تجعلهم يضعون عدة سيناريوهات وخيارات، كما أن المحلل غير معني بما يحدث له ولفريقه قبل يوم أو يومين من المباراة طالما الأمر يتعلق بالأمور التكتيكية والفنية، واليوم نحن في منظومة احترافية والأمور كلها مترابطة وسعر اللاعب معروف في البورصة والعالم تحول إلى قرية صغيرة من المعرفة، وبالتالي على الجميع أن يتقبل النقد بصدر رحب طالما أن العملية تتم بهدف الوصول إلى أفضل المستويات، وبعيداً عن التعصب لكن المشكلة تكمن في تعصب البعض لأندية بعينها، كما أن بعض رؤساء الأندية يستخدمون الإعلام لخدمة أنديتهم على حساب المصلحة العامة كما أن الكل يحب المديح والإطراء وعندما يتعرض إلى النقد ولو حتى الموضوعي منه تجده يصاب بارتكاريا !! وعندما أقول ذلك فأنا أتحدث عن واقع عشته وعانيت منه، لذلك لا يجب أن يكون احد فوق القانون والمصلحة العامة التي تقتضي أن نتعامل معها بشفافية، ونكون فوق الشبهات حتى لا يكون للعدل وجهان ولا نكيل بمكيالين· لذلك أعود وأقول إن موضوع التحليل إيجابي ومفيد، ولكن بعيداً عن الإثارة والنقد غير الموضوعي، وكما يجب اختفاء ظاهرة التنافس بين بعض الأشخاص في الأستوديو وضرورة احترام المحلل لعقلية المشاهد، كما يجب على المدربين ألا يفرطون في الحساسية ضد النقد لأن العملية تبنى على وجهات النظر وبمستواه ونتائجه هو وفريقه، واللاعبون يستطيعون تغيير فكر المحلل فإذا أردنا التطور يجب فتح الملفات وإعطاء كل ذي حق حقه فعندما أضع منظومة لا أطبقها على الأندية الضعيفة فقط· وحول تأثير الإثارة من قبل بعض المحللين على الواقع الرياضي بصورة سلبية قال علي ثاني بالفعل هناك إثارة من قبل بعض المحللين، فاليوم أصبح هناك مد وجذر ليس في المستوى فقط، بل وفي الطرح رغم أن عالم كرة القدم قائم بذاته سواء في جانب التحليل أو التسويق والتدريب وغيرها، حيث هناك تخصص في المنظومة، لكن يغيب عنها التنظيم في أحيان كثيرة مثلما تغيب الحيادية أيضا حيث يجب أن يتساوى الجميع لكن للأسف بعض المحللين لا يتحدثون عن الأندية القوية خشية تأثيرها وسطوتها فهو لا يظهر عيوبها بينما يظهر عيوب الأندية الصغيرة· واختتم علي ثاني كلامه قائلاً لا يخفى على أحد أن هناك تجاوزاً من قبل بعض المحللين الذين لا يملكون مقومات التحليل وهذه هي مسؤولية القنوات التي يجب أن تختار محلليها بعناية فائقة حتى يعود الأمر بالفائدة على كرة القدم·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©