تزامن تولي دومينيك باتنيه قيادة الجهاز الفني للمنتخب الأول خلفاً لمواطنه برونو ميتسو ظهور العديد من التغيرات الإيجابية في كرة الإمارات والتي أشاعت أجواء التفاؤل، وأعادت الثقة بين منتخباتنا والشارع الرياضي، كانت أولى نتائجها في مباراة إيران الماضية، وسوف تتضح نتائجها أكثر في المرحلة المقبلة·
ومن بين هذه العوامل نجد تتويج منتخب الشباب ببطولة أمم آسيا، وصعوده برفقة الناشئين إلى كأس العالم 2009 واستعادة الأبيض لمستواه بعد المستوى المميز الذي قدمه في الجولة الماضية لتصفيات المونديال·
وآخر هذه العوامل الإيجابية تتمثل في تتويج النجم الصاعد أحمد خليل بلقب أفضل لاعب شاب في آسيا، وحصول إسماعيل مطر على لقب ثاني أفضل لاعب في القارة خلال حفل الاتحاد الآسيوي عام 2008 والذي أقيم الثلاثاء الماضي·
ووسط هذه الأجواء الإيجابية بدأ الجهاز الفني التركيز في كأس الخليج التاسعة عشرة في عُمان بطموحات كبيرة، وحرص واضح على استثمار ما تحقق وتحقيق الانطلاقة الحقيقية للأبيض، ودخول حملة الدفاع عن لقبه بقوة وجدية·
وقبل فتح صفحة ''خليجي ''19 كان لابد من تقييم العناصر الإيجابية ومعرفة مدى قدرة الجهاز الفني على الاستفادة منها، وتوظيفها في خدمة الأبيض خلال يناير المقبل، انطلق الحديث مع دومينيك من الإنجاز الأخير الذي شرف لاعبي الإمارات في حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي في شنغهاي الأسبوع الماضي، حيث سألنا مدرب المنتخب عن أهمية هذا التتويج قبل هذا التوقيت بالذات فأجاب: بالطبع التتويج فخر لأحمد خليل وإسماعيل مطر وكل لاعبي الإمارات، لأنه شهادة اعتراف بموهبتيهما، وتأكيد على قدرة المنتخبات والأندية الإماراتية على إفراز لاعبين مميزين يتخطون الصعيد المحلي، ويحظون باحترام الدول الاخرى، كما يمثل التتويج مجهراً لتسليط الضوء على كرة الإمارات حتى تأخذ مكانها اللائق بين مختلف القوى الكروية بالقارة، وبالتالي مراقبة المزيد من اللاعبين حتى يأخذوا حظهم، ويبرزوا أيضاً·
وأضاف: تفوق أحمد خليل على نخبة من أبرز اللاعبين الصاعدين في آسيا وحصول إسماعيل مطر على لقب ثاني أفضل لاعب، يؤكد حقيقة إمكانات لاعبينا وأنهم ليسوا أقل موهبة من لاعبي دول المنطقة والمنتخبات القوية مثل إيران واليابان وأستراليا باستثناء كوريا الجنوبية والتي تعد الأفضل حالياً في تكوين اللاعبين وإعدادهم، الأمر الذي سمح لهم باللعب في أبرز الأندية الشهيرة في العالم·
وقال دومينيك إن لاعبي الإمارات بحاجة إلى استعادة الثقة في النفس والعودة إلى مستواهم الطبيعي بعد تعرضهم إلى مرحلة هبوط في الأشهر الماضية نتيجة عوامل كثيرة، وبذلك فأن تفوقهم القاري يحفز كل اللاعبين بالمنتخب ويمنحهم دفعة معنوية قوية لمواصلة تحقيق الصحوة، خاصة أن مباراة إيران أثبتت للجميع قدرة الأبيض على تقديم الأفضل·
كما أكد أن التتويج مكسب للأبيض قبل ''خليجي ''19 لأنه عامل إيجابي يضاف إلى بقية العوامل الإيجابية التي عاشتها كرة الإمارات في الأيام الماضية بعد تأهل منتخبي الشباب والناشئين إلى كأس العالم والتفاف الجماهير ودعم المسؤولين، وبالتالي فإن التجهيز لكأس الخليج ينطلق في أجواء مثالية تساعد الجميع على التركيز في العمل وتحفز اللاعبين لتقديم أفضل ما عندهم والدفاع عن لقبهم بكل قوة·
وحرص دومينيك على الإشادة بدور الأندية في تكوين اللاعبين وإفراز مواهب جديدة، مشيراً إلى أن العمل القاعدي والاهتمام بالمراحل السنية والسعي إلى جلب الخبرات اللازمة والعمل تبعاً لمناهج متطورة ساهم في تحقيق النتائج الإيجابية، وتصعيد لاعبين مميزين سيكون لهم الدور الكبير في توسيع القاعدة في المستقبل·
جائزة أحمد خليل
سألنا دومينيك عن الجائزة التي فاز بها أحمد خليل فقال استناداً إلى ما قدمه اللاعب في بطولة أمم آسيا والدور المؤثر الذي قام به في فوز الأبيض الشباب باللقب يستحق أحمد خليل التتويج بجائزة أفضل لاعب صاعد، كما أنه يملك بنية جسدية قوية وسرعة عالية، مما جعله لاعباً بارزاً في البطولة ولفت إليه الأنظار، خاصة أنه فاز بلقبي هداف وأفضل لاعب في البطولة، وبالتالي أقول له إن هذا التتويج هو بداية مشوارك الكروي سواء مع النادي أو المنتخب، وأن عملاً كبيراً ينتظرك من أجل الارتقاء إلى مراتب متطورة، والوصول إلى أهداف أكبر، ويجب عليك أن تشارك بجدية مع فريقك وأن تكون حاضراً بذهنك وتركيزك، ولا تتوقف عن العمل لأنه الطريق الوحيد للنجاح ومواصلة المشوار بثبات·
وعن مشواره مع المنتخب قال إن أحمد خليل موجود ضمن قائمة الأبيض منذ فترة طويلة، ويعد من المواهب الواعدة في خط الهجوم، وبمزيد من الوقت سيكون أمامه فرصة مواتية لإفادة منتخب بلاده، وتقديم الإضافة المرجوة·
وعن مطالبة البعض باحتراف أحمد خليل خارجياً قال إن الأمر يتوقف على مدى استعداد اللاعب لهذه الخطوة وقدرة ناديه على تركه لأن بعض العناصر المميزة في كرة الإمارات اصطدمت بحواجز كثيرة حالت دون احترافها خارجياً·
موهبة لم تأخذ حظها
فيما يتعلق بجائزة إسماعيل مطر قال دومينيك إن اللاعب الذي يستحق بالفعل أن يلعب في أكبر الأندية الأوروبية هو إسماعيل مطر، فهو موهبة تتمتع بكل مميزات اللاعب الكبير من فنيات ومهارات وروح عالية، وجدية في العمل وحفاظ على صحته وجاهزيته البدنية·
ولو كان اسمه ''إسماعيلينهو'' لأصبح نجماً في أحد الأندية الأوروبية لأنني كلما أتابع مستوى اللاعبين البارزين أتحسر على عدم حصول اللاعب على فرصته للاحتراف الخارجي·
وأضاف: العديد من السماسرة الأوروبيين أو كشافي الأندية سألوني سابقاً عن إسماعيل، وأبدوا رغبتهم في ضمه إلى صفوف أحد الفرق الكبرى، لكن بعض العوائق حالت دون تحقيق ذلك، وأرى أن أي لاعب يفوز بلقب أفضل لاعب في العالم خلال مونديال الشباب يتم خطفه من قبل الأندية الكبرى، لأنه موهبة ثمينة، وهو ما يملكه إسماعيل مطر القادر بمفرده على صنع الفارق في أي لحظة من المباراة·
ووجه دومينيك رسالة إلى مطر قائلاً لقد قدمت الكثير لناديك والمنتخب وحان موعد الاحتراف الخارجي والظهور على الصعيد العالمي لأنك قادر على النجاح وتشريف بلدك وفتح الطريق أمام بقية زملائك·
الاحتراف الخارجي
وحول العوامل التي تحول دون فتح المجال أمام لاعبينا للاحتراف خارجياً والانضمام إلى أندية كبرى قال دومينيك إن هناك عوائق داخلية وخارجية تتمثل في رفض الأندية المحلية التفريط في لاعبيها ومنحهم فرصة خوض مغامرة خارجية، أما العائقة الثانية فتعود إلى الصورة التي تحملها الأندية الأوروبية عن الكرة العربية أو الآسيوية بصفة عامة مقارنة بالمدارس البرازيلية، ومن أميركا الجنوبية، وبالتالي فإن الأحكام المسبقة لا تشجع الفرق الكبرى على متابعة لاعبي المنطقة، وتقديم عروض مغرية، وقال إن الاحتراف الخارجي مجال عمل واسع يحتاج إلى علاقات وشخصيات تساعد على تحقيق الأهداف·
وقال دومينيك في مباراة منتخبنا الأولمبي وأوزبكستان بطشقند ضمن تصفيات الألعاب الأولمبية تواجد نجم منتخب فرنسا السابق ايمانويل بيتي والذي يعمل حالياً مدير أعمال لاعبين مشهورين، وبعد اللقاء أبدى اعجابه بمحمد الشحي، وطلب فعليا كل المعلومات عنه لضمه إلى ناد كبير، إلا أن الصفقة لم تكتمل·
وأكد دومينيك أن العديد من السماسرة مهتمون بلاعبي الإمارات الصاعدين لأنهم يسعون إلى استثمارهم من منطلق أنهم يتمتعون بكل مواصفات النجاح في المستقبل
عدد اليوم
