الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يا رب ثبتني على فراقها

22 أغسطس 2017 22:44
الأم نعمة من نعم الله العظيمة علينا، فهي شلال الحنان والمودة والعطاء والحب الذي لا ينضب أبداً، ونسيم العطر الذي تبقى رائحته ملتصقة بالأبدان، وهي الشجرة المثمرة اليانعة، التي إنْ صلحت ووثبت ترسخت وأثمرت، وأنتجت الثمار اليانعة التي تفيد من تغذى بها، الأم هي الرئة التي نتنفس من خلالها، وهي القلب الذي نعيش به، ومن دونها نكون كالجسد بلا روح، الأم هي كل شيء في الحياة، من دونها تكون الحياة بالتأكيد مريرة وصعبة فاترة، وتكون الأسرة ناقصة، وتكون السعادة غير مكتملة على الإطلاق. لعل من يعاني رحيل الأم وبعد الأم وفقدان الأم، أكثر الناس معرفة وإحساساً بأهمية الأم وقيمتها وأساسها الكبير في وجودها بين أبنائها، ولعل من فقد الحضن أكثر الناس إحساساً بألم ولوعة الوحدة، وحرارة الفراق، وصعوبة العيش من دون أم في هذا الزمن الصعب الذي يكون فيه الأبناء في أمسّ الحاجة إلى الفؤاد الذي يشدو حباً وحناناً وتضحية وإيثاراً، وصنفت بمشيئة الرحمن أن أكون يتيمة الأم، وشاءت إرادته تعالى أن أحرم من حضن أمي الحبيبة التي احتضنتني لمدة 15 سنة لم تبخل علي بثانية من الحب والحنان والود والعطاء، فقد كانت الحياة لي وكنت الحياة لها، فقد كانت لي روضاً كريماً نبته مزدهر، يضفي على الجيل من ريحانه النضر. لن توفيك الكلمات أبداً يا أماه، ولن يستطيع قلمي البوح بكل ما أمتلكه من مشاعر وأحاسيس، فما في قلبي من مشاعر أكبر من تلك الكلمات، إلا أنني أحاول أن أكفكف دمعي، وأن أفرغ ما يمكنني، لأقول إن: الأم عظيمة ومكانها عالٍ، فلا تعصوها أبداً، ولا تؤذوها، فالجنان تحت أقدامها، بل احرصوا كل الحرص على خدمتها وطاعتها، والتصدق عنها بعد الممات وزيارتها في القبر وعدم البخل في الدعاء لها، وأوجّه في هذا المقام كلمة أخيرة إلى أمي الحبيبة، لأنني على ثقة بأنه تسمعني، لأهمس لها بكل ما في قلبي من حزن: بأنني أحبك وأحب حبي لك، وأدعو الله تعالى بأن يصبرني ويثبتني على فراقك، فكل يوم يزيد الشوق لك، ولكن جود الناس ما فيه اختيار، فدنيانا ابتلاء واختبار، ولا يجدي لدنيانا دواء، ومن موت فلا يجدي الفرار، ولئن لم يشأ الرحمن أن ألتقي بك مرة أخرى في الدنيا، وفرق بيننا كأس المنون، فموعدنا غداً في دار خلد، وبها يحيا الحنون مع الحنون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©