الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا… انفتاح تجاري على ميانمار

19 مايو 2013 23:01
جوزيف شاتز يانجون - ميانمار ترفرف القمصان التي تحمل صورة أوباما، وصورة الزعيمة البورمية الديمقراطية «أونج سان سوكي»، جنباً إلى جنب في المحال الواقعة في شارع «كابار آي باجودا» المكتظ في العاصمة يانجون، تخليداً لذكرى الحدث التاريخي الذي تحقق في نوفمبر من العام الماضي، عندما أصبح أوباما أول رئيس أميركي- في الحكم- يضع قدمه في هذا البلد، المعروف سابقاً باسم بورما. قد لا يكون القيام بزيارة ثانية لهذه الدولة التي كانت منبوذة في السابق على أجندة الزيارات القريبة لأوباما، ولكن أميركا المؤسسية في طريقها إليها بالفعل. فـ«إريك شميدت» رئيس «جوجل» زارها في مارس الماضي، وشركة «فورد» أعلنت عن دخولها لمشهد السيارات الفوضوي بهذا البلد ضمن احتفال في أبريل حضره السفير الأميركي. كما تقوم شركة هيلتون ببناء فندق مقابل فندق «سول باجودا» الذهبي، وتنشئ «كولونيل ساندرز» فرعاً وراءهم بمسافة ليست بالبعيدة كما تقوم أكبر شركات الأطعمة في العالم بالإعلان عن وظائف خالية في الصحف المحلية. كل ذلك لا يمثل سوى عنصر واحد من عناصر التوسع السريع لدرجة مدهشة للعلاقات الاقتصادية والسياسية، بل والعسكرية بين الولايات المتحدة وميانمار في الشهور الأخيرة، بعد ما يزيد على عقدين من التباعد. وذوبان الجليد سيتبدو في أجلى صوره عندما يقوم رئيس ميانمار «ثين سين» بزيارة البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، وهو حدث لم يكن ليخطر على الأذهان منذ عام. فالجنرال السابق الذي تولى قيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية للحكم المدني في عام 2011، وأدخل موجة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، من المقرر أن يكون الضيف الرئيسي في حفل لغرفة التجارة الأميركية خلال زيارته لواشنطن. والعديد من الشركات الأميركية التي أخذت الإشارة من إدارة أوباما، تتطلع إلى تعويض الوقت الذي ضاع عليها في سوق ميانمار، وهو آخر سوق غير مستغل في جنوب شرق آسيا سبقتها إليه الشركات المنافسة الأوروبية، التي كانت قد تحركت إلى هناك بالفعل. مع ذلك تظل العلاقات بين الولايات المتحدة وبورما متوترة بفعل تعقيدات محرجة، منها مصير السجناء السياسيين المتبقين في سجون ميانمار، وقلق الولايات المتحدة جراء طريقة تعامل الحكومة في بورما مع أحداث العنف المروعة ضد المسلمين في الآونة الأخيرة، والتي عادت إلى الظهور بعد أن ظلت مقموعة لفترة عقد تحت الحكم العسكري. ولا تزال الحكومة البورمية تتعرض لانتقادات حادة من جماعات حقوق الإنسان لموقفها من المسلمين الروهينجا التي أجبرت على النزوح عن ديارها. في السادس من مايو ألقى الرئيس «ثين سين» كلمة قال فيه معترفاً بهذه الأوضاع، قائلاً: مازلنا في مرحلة حرجة من مراحل عملية الإصلاح، وهي مرحلة لا يوجد فيها سوى هامش محدود للخطأ». وقال «ديريك ميتشيل»، الذي تولى منصب سفير الولايات المتحدة في هذا البلد العام الماضي ليصبح أول سفير لبلاده في بورما منذ 22 عاماً في رسالة له بالبريد الإلكتروني: «إن القدرة على توسيع العلاقات بين بلدين حتى ونحن نناقش بصراحه المسائل ذات الاهتمام المشترك، تعكس درجة من النضج في العلاقات». وأضاف السفير:«لا اعتقد أن أي أحد قد توقع سرعة التغيير في هذا البلد خلال العامين الماضيين، وانخراطنا في الشأن البورمي يحاول مواكبة هذه التغييرات». وعلى الرغم من أن أوباما مد أجل العقوبات المفروضة على عدد معين من المسؤولين البورميين ورجال الأعمال المرتبطين بالحكومة لعام إضافي، للتأكد من أن التحول الديمقراطي قد أصبح غير قابل للتراجع عنه -كما قال، تأتي زيارة «ثين سين» لواشنطن في أعقاب فترة ثلاثة أشهر أنهت خلالها وزارة الخزانة الأميركية الحظر المفروض على التبادلات المالية مع بعض البنوك البورمية الرئيسية، كما رفعت وزارة الخارجية الأميركية القيود على التأشيرات التي كانت مفروضة على بعض كبار المسؤولين البورميين. وتساعد الولايات المتحدة حكومة بورما على الاستعداد لترؤس قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» العام المقبل في إشارة واضحة على مدى الأهمية الاستراتيجية، التي تمنحها الولايات المتحدة لهذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة، والمحشورة بين الهند والصين. إلى ذلك ساعد الجيش الأميركي على تدريب عدد من المسؤولين العسكرين البورميين قبل أن تسوء العلاقات بين البلدين في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وعلى الرغم من مخاوف بعض جماعات حقوق الإنسان، فإن عدداً من العسكريين البوروميين شاركوا كمراقبين في تمرين عسكري بقيادة الولايات المتحدة في تايلاند في شهر فبراير الماضي. في الآن ذاته عززت الولايات المتحدة مساعدتها الخارجية لبورما، وتبحث إعادة تطبيق مزايا التعريفة الجمركية التي كانت تتمتع بها هذه الدولة والتي تم تعليقها منذ عام 1989. ودخول أعداد كبيرة من الشركات الأميركية للسوق البورمية سيساعد على ازدهار سوق الإعلام الذي يشهد نمواً ملحوظاً في الوقت الراهن، وهو ما يبدو في منصات الصحف وسط العاصمة التي باتت مكتظة بالصحف، وهو نوع من التطور يقابل بالاستحسان من جانب واشنطن كما يقول «تيها سو» رئيس تحرير مجلة «أوبن نيوز ويكلي جورنال» الأسبوعية. ويقول «تيها سو» إنه على الرغم من كل تلك التطورات، فإن علاقات الولايات المتحدة مع بورما المنفتحة حديثاً «مازالت في بدايتها، ولم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©