تؤرخ جزيرة دلما لمرحلة مهمة تؤشر بدلالاتها إلى واقع الجزيرة ودورها الاقتصادي والتاريخي والسياسي الذي يظهر بشكل واضح في الطابع المعماري الخاص بها ويؤكد أهميتها وعلاقاتها مع أقطار قديمة تأثرت بها وأثرت فيها·
وتقع الجزيرة غرب العاصمة أبوظبي على مسافة 160 كيلومترا ويبلغ طولها 10 كيلومترات من الشمال إلى الجنوب و5 كيلومترات من الشرق الى الغرب، وهي جزيرة بركانية تنقسم إلى جبال وتلال ووديان وأراض منبسطة يبلغ عدد سكانها 6 آلاف نسمة، وهي مأهولة بسكان مستقرين بصفة دائمة منذ آلاف السنين·
ويعتبر موقع الجزيرة همزة وصل بين الشرق والغرب وبندرا للسفن، ساعد في اشتغال سكان دلما بالتجارة وخصوصاً تجارة اللؤلؤ، ويوجد في الجزيرة مواقع ومباني وبيوت أثرية، تدل على الدور الحضاري الذي قامت به الجزيرة في الماضي كأحد أهم الموانئ في منطقة الخليج·
وشهدت الجزيرة اول من امس إقبالاً جماهيرياً خلال اليوم الاول لمهرجان دلما 2008 تحت شعار ''أيامنا غير ·· في دلما الخير''، الذى افتتحه مندوباً عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الاسرية، معالي علي سالم عبيد الكعبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية·
ويمكن السوق الذي يعيد زائره إلى الماضي الذي يعتز به أبناء الإمارات، فرصة لمشاهدة العديد من النشاطات التي كانت سائدة ويعتمد عليها في الإمارات قديماً كالصيد والأدوات المستخدمة في هذا المجال والتي لا يزال استخدامها شائعاً إلى الآن ومنها القراقير والألياخ، إلى جانب الأدوات التي استخدمها اهالي الجزيرة على مر تاريخها·
ويعكس السوق التراثي الواقع المعيشي لأهالي الجزيرة بكل تفاصيله خلال السنوات التي سبقت·
وأشاد محمد عبدالله الحوسني أحد مواطني جزيرة دلما بفعاليات المهرجان المتنوعة، والتي تعبر عن الواقع الجميل للمجتمع الإماراتي وتمسكه بالتقاليد مهما تطورت الحياة·
ويوجد في جزيرة دلما مطار كبير لتسهيل سرعة النقل إلى الجزيرة، كما توجد خدمات البنوك والاتصالات والبريد ومركز للشرطة ومكتب للجوازات والعمل والعمال ومكتب للشؤون الاجتماعية، ومركز للبلدية ومركز للدفاع المدني، وفرع لشركة بوظبي للتوزيع، ومستشفى دلما ويقوم بالإشراف على الخدمات الطبية لسكان الجزيرة، فضلاً عن الخدمات التعليمية والترفيهية وصالة للأفراح واستراحة للمسافرين· وفي مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي، أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' بإنشاء مركز للبلدية ليتم من خلاله تيسير أمور المواطنين وقضاء مصالحهم ورعاية وتنفيذ المشاريع المختلفة العمرانية والزراعية والإرشادية والصحية لاهتمامه بالإنسان وتوفير الحياة الكريمة له·
ويقول المواطن ياسين يوسف الحمادي إن جزيرة دلما كانت معروفة منذ قديم الزمان بأنها مرفأ للغواصين وسوق لتجارة اللؤلؤ خصوصاً في الجزيرة العربية، حيث يأتي إليها الغواصون والتجار من كل دول الخليج·
وأوضح الحمادي أن الإنجازات التي تحققت بالجزيرة تعكس اهتمام القيادة الرشيدة لخدمة سكان الجزيرة، وتقديم أفضل الخدمات لهم·
ويقول احمد الحوسني إن جزيرة دلما تعد من أفضل الجزر في المنطقة، والكل يقصدها وخاصة من التجار والغواصين؛ لما تزخر به الجزيرة وتشتهر به من تجارة اللؤلؤ والغوص والعديد من الكنوز الأثرية· وأضاف الحوسني أن جزيرة دلما شهدت تطورا كبيرا في كل النواحي، حيث ازدادت مساحة الجزيرة وزاد عدد السكان، وتم بناء المدارس وتوزيع المزارع وبناء المساكن الشعبية والفلل والخدمات الصحية· ومن معالم جزيرة دلما المجلس التجاري (مركز اللؤلؤ - بيت المريخي سابقا) وهو معلم من معالم العمارة الإسلامية والعربية، مسجد محمد بن جاسم المريخي، مسجد سعيد جمعة القبيسي، معرض للآثار المكتشفة والتي تسلط الضوء عن تاريخ الجزيرة منذ آلاف السنين وحتى العصر الإسلامي الحديث، المدابس التي كانت مصدراً للغذاء في الماضي وتستخدم في صناعة الدبس (عصير التمر)، المباني الدينية الأثرية نذكر منها مسجد المريخي· ومسجد الدوسرى ومسجد المهندي، كلها تنتمي إلى العمارة العربية الإسلامية·
عدد اليوم
