واشنطن: دمشق تتبنى التكتيكات الإيرانية بشأن أنشطتها النووية

اتهمت الولايات المتحدة سوريا أمس بتبني تكتيكات ''أتقنتها إيران'' لعرقلة تحقيق من قبل الأمم المتحدة بشأن مزاعم عن أنشطة نووية سرية· وقال السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جريجوري شولت في نقاش بين مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 دولة ''حتى الآن يبدو أن سوريا تختبر تكتيكات الإعاقة وعدم المساعدة التي أتقنتها إيران بشدة''· وأعاقت إيران تحقيقا للوكالة تجريه منذ زمن طويل بشأن معلومات مخابرات تقول واشنطن إنها تظهر أن طهران درست بشكل غير مشروع كيفية تصميم قنابل ذرية· وذكرت الوكالة أن إيران تنفي ذلك لكنها لم تقدم أدلة تدعم موقفها· وأضاف شولت ''تحتاج الوكالة لآن تفهم ما كانت تبنيه سوريا سرا ثم دفنته تحت أمتار من التراب وتحت مبنى جديد وأن تظهر أن الانشطة النووية غير الشرعية سواء أكانت في سوريا أو أي مكان آخر سيتم ضبطها والتحقيق فيها''· لكنه قال إن القضية تبرز القيود المفروضة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بلد لم يصدق على البروتوكول الاضافي وهو أداة حاسمة لرصد الانشطة النووية السرية لانه يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة خارج المواقع النووية المعلن عنها· وأضاف ''سوريا إحدى الدول التي امتنعت عن تبني البروتوكول· ربما نفهم الآن السبب في ذلك''· وقال المندوب الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المفاعل النووي السوري المزعوم الذي قصفته إسرائيل العام الماضي لم يكن مخصصا للأغراض السلمية· وقال شولت إن موقع الكبر المشتبه به بصحراء سوريا الشرقية لم يكن مصمما لإنتاج الطاقة· وأضاف أن المنشأة تقع في منطقة نائية وغير مناسبة للأغراض البحثية· من جهة اخرى اتهمت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة أمس سوريا بانها أقدمت على ''تنظيف'' مواقع كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تريد تفتيشها في اطار تحقيقها حول انشطة نووية سرية محتملة· وقالت الوكالة الذرية التي فتشت في يونيو موقع الكبر، كذلك تفتيش ثلاثة مواقع سورية اخرى، الامر الذي رفضته سوريا· وتنفي سوريا قيامها بانشطة نووية، مؤكدة أن الموقع الذي قصفته إسرائيل كان موقعا عسكريا تقليديا· وقال ممثل الرئاسة الفرنسية في الوكالة الدولية فرانسوا كزافييه دونيو في اليوم الثاني من اجتماع مجلس حكام الوكالة في فيينا، إن ''سوريا نفذت اشغالا في المواقع الثلاثة التي طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيشها، وذلك بعيد طلب الوكالة''· وتحدث شولت عن ''أدلة دامغة حول تنفيذ سوريا تدابير لتنظيف المواقع الثلاثة التي طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخولها''· وأصدر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الأسبوع الماضي أول تقرير بشأن سوريا ولم يقدم فيه نتائج ولكنه أشار إلى أن مواصفات المنشأة تتشابه مع المواصفات التي توجد في مفاعل· وعثر مفتشون من الوكالة الدولية التي تتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرا لها على كمية كبيرة من جزيئات اليورانيوم لدى زيارتهم للموقع· وقال الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك إن التقرير ''مقلق في الكثير من النقاط''· وقدمت الولايات المتحدة للوكالة الدولية في أبريل الماضي معلومات استخباراتية توضح أن سوريا انتهت تقريبا من بناء المفاعل، وربما بمساعدة من كوريا الشمالية· وحث البرادعي سوريا أمس الاول على فتح مواقعها العسكرية أمام مفتشي الوكالة لمساعدتهم في التوصل إلى نتائج بشأن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى مفاعل بني معظمه بمساعدة كورية شمالية صمم لانتاج بلوتونيوم لتصنيع قنابل ذرية· غير أن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إن البحث عن أدلة تعطل بسبب تأخر طويل في تبادل معلومات الاستخبارات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أشهر من تدمير سوريا الموقع الذي تعرض للقصف وتسويته بالارض وبسبب الحاجة إلى تفويض قانوني للبحث عما يريده المفتشون·