السلطات الهندية تستعيد السيطرة الأمنية في مومباي

أكد قائد حرس الأمن الوطني الهندي جيه·كيه·دوت للصحفيين أمس الجمعة إن قوات كوماندوس هندية قتلت اثنين من المسلحين في فندق ترايدنت اوبيروي بمومباي واستعادت السيطرة على مبنى الفندق بعد حصار استمر نحو 40 ساعة فيما نقل تلفزيون محلي عن مسؤولي حكومة ولاية مومباي أن قوات الكوماندوس التي أجرت عملية إنزال في المركز اليهودي بالمدينة غادرت المركز وأن العملية الأمنية انتهت مبيا أن المسلحين الذين احتجزوا الرهائن الأجانب اما قتلوا أو اعتقلوا · فيما حذرت الشرطة من أن عمليات التمشيط كانت جارية للتحقق من أن الموقع بات آمنا· وأضاف قائد حرس الأمن الوطني الهندي بقوله ''فندق ترايدنت اوبيروي تحت سيطرتنا الآن''· وتابع ''جرى إخلاء فندق ترايدنت اوبيروي وقتلنا اثنين من الإرهابيين· لكن بالتوازي، جرى تبادل اطلاق نار كثيف استمر حوالى 10 دقائق أمس داخل فندق تاج محل في مومباي حيث تحاول قوات الأمن الهندية القضاء على مقاتل بحسب الشرطة· وارتمى عناصر الأمن المحيطون بالفندق أرضا للاحتماء فيما سمع اطلاق نار كثيف ومتواصل من جناح الفندق القديم· وأفاد مسؤول في الجيش الهندي في وقت سابق أمس أن مسلحا لا يزال على الأرجح يحتجز رهينتين داخل الفندق· وقال اللفتنانت جنرال اس· تامبوراج ''جرت اتصالات مع إرهابي هذا مؤكد· وهو يتنقل بين طابقين''· وأوضح للصحفيين ''سمعنا صوت امرأة ورجل لذا من الممكن ان يكون الإرهابي لا يزال يحتجز رهينتين''· وأفادت آخر حصيلة رسمية أن 130 شخصا على الأقل قتلوا بسلسلة الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها المدينة المنكوبة بينهم ما لا يقل عن 17 من الرعايا الأجانب في الهجمات الارهابية التي شهدتها وأسفرت عن سقوط أكثر من 130 قتيلا ونحو 370 جريحا· وأكد المسؤولون الهنود مقتل 9 من المتطرفين الذين احتجزوا الرهائن في فندقي اوبيروي وتاج محل فيما تم اعتقال عاشر· وعثرت الشرطة على 24 جثة بفندق اوبيروي فيما تحدث قائد إحدى وجدات الكوماندوس انه شاهد مابين 12 إلى 15 جثة في إحدى الحجرات ضمن 50 جثة في الإجمالي داخل الفندق تاج محل· وأعلنت الولايات المتحدة وفرنسا أن 4 من الأميركيين والفرنسيين لقوا حتفهم فى اعتداءات مومباى· وذكرت مصادر وزارة الخارجية الأميركية أمس أن أميركيين اثنين كانا ضمن الأجانب الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية التي ضربت مدينة مومباي · وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير ـ أمس تقريرا إخباريا يفيد بأن زوجين فرنسيين كانا ينزلان بفندق ترايدنت وقت وقوع الهجمات الإرهابية، قتلا خلال الهجوم· وكانت إذاعة ''آر·تي·إل'' ذكرت في وقت سابق أنه جرى العثور على جثتي الزوجين الفرنسيين ضمن 24 جثة وجدت بالفندق عندما تمكنت القوات الخاصة الهندية من انتزاع السيطرة عليه من المهاجمين· وأعلنت الشرطة الهندية تحرير ما لا يقل عن 93 شخصا غالبيتهم من الأجانب أمس من فندق اوبيروي-ترايدنت · وخرج هؤلاء النزلاء وكان أحدهم يحمل رضيعا من الفندق بعد تدخل لقوات الشرطة والجيش· إلى ذلك، أكدت الشرطة الهندية أن قوات الأمن التي سيطرت على فندق تاج محل في مومباي عثرت فيه على متفجرات من شأنها في حال انفجارها أن تلحق ''اضرارا بالغة''· وقال ا·ن· روي رئيس الشرطة في ولاية مهارشترا ''عثرنا على رزم متفجرات في موقعين من فندق تاج محل· وكانت كمية كبيرة من المتفجرات يمكن أن تتسبب باضرار بالغة''· وأضاف المسؤول ان مكتب الاستخبارات الداخلية الهندي أوقف متطرفا يدعى ''أبو إسلام'' كان أقام في غرفة بفندق اوبيروي/ترايدنت قبل 4 أيام من وصول باقي أفراد المجموعة إلى مومباي بحرا· وقال ''لقد وصل أبو إسلام قبل وصول باقي الإرهابيين في مركب''· وأضاف ''لقد استخدم الغرفة لتخزين متفجرات'' بينها 40 قنبلة يدوية ''وأسلحة لعملية طويلة الأمد''· وقال ''نحن نستجوبه لمعرفة من زود المجموعة بالأسلحة والمتفجرات والقنابل اليدوية الصينية الصنع''· وتابع انه تم ضبط بطاقات ائتمان وبطاقة هوية من جزيرة موريشيوس في الغرفة التي كان يقيم فيها المتطرف الموقوف· مقتل 5 رهائن إسرائيليين في المركز اليهودي بمومباي نيودلهي ( وكالات ) - أكد قائد شرطة مومباي ان 5 رهائن قتلوا داخل المركز الديني اليهودي المحاصر في المدينة· وأضاف حسن غفور مفوض شرطة مومباي عبر الهاتف ''قتل 5 رهائن ولم يتم تأمين المكان بالكامل بعد وهو ما نأمل ان نفعله بصورة عاجلة''· واحتجز مسلحون يشتبه بأنهم إسلاميون العديد من الرهائن وبينهم إسرائيليون في المركز منذ مساء الأربعاء الماضي· وكان دبلوماسي إسرائيلي في نيودلهي أعلن في وقت سابق أمس ان 5 رهائن إسرائيليين قتلوا في المركز الثقافي اليهودي في مومباي الذي سيطرت عليه قوات الأمن الهندية بعد عملية احتجاز رهائن قام بها المسلحون· وقال ايلي بيلوتسيركوفسكي المسؤول الثاني في السفارة الإسرائيلية في نيودلهي ''عثر على جثث 5 رهائن وهم من التابعية الإسرائيلية''· وعثر على الجثث بعد تدخل القوات الخاصة الهندية· وقتل الرهائن الخمسة خلال هذا الهجوم بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الهندية عن قائد الحرس الوطني الهندي جاي·كاي· دوت· وقال دوت ''كنا سيطرنا على الطابق الثاني عندما ألقيت علينا قنبلة من الأعلى· قتل الإرهابيون 3 رهائن''· وأضاف انه بينما واصلت القوات الخاصة صعودها في المبنى، قتل المتشددون رهينتين آخرين في الطابق الرابع· وكانت السفارة الإسرائيلية أعلنت أمس الأول أن ما بين 10 و20 إسرائيليا احتجزوا رهائن في هجمات مومباي· وقد أعلن ان من بين القتلى الإسرائيليين حاخاما وزوجته· تقرير إخباري مسلحون يافعون في سراويل جينز و تي شيرتات يحولون مومباي إلى ساحة حرب مومباي (ا ف ب) - تمكن المتطرفون المدججون بالأسلحة الذين نفذوا الاعتداءات الدامية في مومباي وهم يتمتعون بأفضل تدريب، من دخول المدينة من دون ان يتنبه أحد إلى وجودهم، إلى ان بدأوا مجزرتهم· وبدأ الهجوم الجريء بحسب مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الهندية، مع وصول عشرة مسلحين على الأقل مساء الأربعاء الماضي إلى شاطئ مومباي على متن زورقين صغيرين· وأوضح هؤلاء المسؤولون ان المجموعة وصلت إلى قبالة سواحل مومباي على متن مركب كبير ومن ثم استقلت الزورقين الصغيرين اللذين أوصلاها إلى الشاطئ· وفور نزولها إلى الشاطئ، انقسمت المجموعة إلى اثنتين· الهدف الأول كان محطة شاتراباتي شيفاجي للسكك الحديد· مسلحان على الأقل دخلا قاعة الركاب في هذه المحطة وراحا يطلقان النار في كل حدب وصوب من رشاشات أوتوماتيكية، كما القيا عددا من القنابل اليدوية على الموجودين· وخرج المهاجمان من المحطة مخلفين وراءهما 50 قتيلا، وتمكنت كاميرات المراقبة من التقاط صور لوجهيهما ليظهر انهما شابان وقد بدا عليهما الهدوء على الرغم مما فعلاه· وبعدما تمكنا من الافلات من القوى الأمنية، هاجما مستشفى يستقبل الأطفال والنساء الفقراء حيث اطلقا النار بكثافة· وعندما تدخلت الشرطة أصيب قائد وحدة مكافحة الإرهاب في مومباي هيمانت كاركاري برصاصة في الرأس ففارق الحياة على الفور وقتل معه أيضا ضابطان آخران في وحدته· واستهدفت مجموعة أخرى من المهاجمين مقهى ليوبولد الذي يرتاده خصوصا السياح الاجانب والمهاجرون· وروى الاستراليان ديفيس كوكر وكايتي انستي كيف اقتحم عدد من المسلحين الباب الرئيسي للمقهى وأخذوا يطلقون النار في كل الاتجاهات· وقال كوكر الذي أصيبت صديقته كايتي برصاصة في ساقها ''كنا قد أملينا للتو طلبيتنا على النادل حين سمعنا اطلاق نار وراح الناس يصرخون''· واستولت مجموعة أخرى من المهاجمين على سيارة للشرطة وراح من فيها يطلق النار على كل من كان مارا في الطريق، قبل ان تهاجم هذه المجموعة فندقي تاج محل واوبيروي-ترايدنت الفخمين· واستهدف المهاجمون كذلك مجمعا سكنيا وتجاريا يضم أيضا المركز اليهودي في المدينة ومستشفى للزوار الإسرائيليين· وكان أول ما سمعه موظفو ونزلاء فندق تاج محل، عيارات نارية ودوي متفجرات قرب حوض السباحة، لكن سرعان ما تسلل المهاجمون داخل الفندق وراحوا يحتجزون الرهائن· وقال احد نزلاء الفندق البريطانيين ''كانوا يافعين للغاية، يرتدون سراويل جينز وقمصان تي شيرت''· وأضاف ''قالوا انهم يريدون كل حملة جوازات السفر البريطانية والأميركية''· ومن ثم توجه المسلحون إلى الطوابق السفلى للفندق مطلقين النار على كل من رأوه أمامهم· أما الممثلة الاسترالية بروك ساتشويل (28 عاما) فقالت ''كان امرا فظيعا حقا· كان الناس قتلى في ردهات الفندق''· وتبنت الاعتداءات مجموعة متشددة تطلق على نفسها اسم ''مجادي ديكان''، نسبة إلى الهضبة الوسطى في الهند· وبحسب آخر حصيلة رسمية مؤقتة، أعلن المسؤولون الهنود ان المتطرفين قتلوا أكثر من 130 شخصا وحولوا وسط مومباي إلى ساحة حرب· وبعد ان تحصن المسلحون في فندقي تاج محل واوبيروي/ترايدنت، عمدت القوى الأمنية إلى محاصرتهم ومطاردتهم من طابق إلى طابق ومن غرفة إلى غرفة· وعند هبوط ليل أمس الأول، طوقت القوى الأمنية مدينة مومباي بالكامل، وواصلت هذه القوى صباح أمس عملية عسكرية واسعة النطاق للسيطرة على آخر المسلحين وتحرير باقي الرهائن· مجلس الأمن يدين الاعتداءات ويذكر بالمسؤوليات في مكافحة الإرهاب نيويورك (الأمم المتحدة) (ا ف ب) - أعلن مكتب الأمم المتحدة الإعلامي أمس ان مجلس الأمن الدولي دان بشدة مساء أمس الأول سلسلة الاعتداءات التي نفذت في مومباي وذكر كافة الدول بمسؤولياتها في مكافحة الإرهاب· وأوضحت الأمم المتحدة ان المجلس لم يجتمع أمس الأول على غير عادته بسبب الاحتفال بعيد الشكر الأميركي، لكن تم الاتصال بوفود الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس هاتفيا او بواسطة رسائل الكترونية وصادقت على بيان صحفي مساء الأول· وجاء في البيان ان ''أعضاء مجلس الأمن يدينون بأشد العبارات الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في مومباي وادت إلى احتجاز رهائن وسقوط العديد من القتلى والجرحى''· إجلاء القنصل القطري مع 9 كويتيين تم احتجازهم في أوبيروي الكويت (ا ف ب) - أعلنت وزارة الخارجية الكويتية أمس أنه تم إجلاء 9 مواطنين كويتيين كانوا محتجزين فى فندق أوبيروي الذي سيطر عليه مسلحون في مومباي، كما تم إجلاء قنصل قطر الذي كان محتجزا معهم على ما يبدو· ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مدير الشؤون الإدارية والمالية في وزارة الخارجية جاسم الأمير قوله إن مسؤولين في الخارجية وأعضاء القنصلية الكويتية العامة في مومباي كانوا بانتظار 9 مواطنين كويتيين ''تم إجلاؤهم من فندق أوبيروي وبصحبتهم القنصل العام القطري في مومباي صالح الجابري الذي كان محتجزا أيضا في الفندق، وهما بصحة جيدة ومعنويات عالية''· إلى ذلك، أمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ''بتخصيص طائرة خاصة لنقل الكويتيين الذين كانوا محتجزين في مومباي وسوف تتوجه الطائرة إلى مومباي لإعادتهم إلى البلاد''· الصحف الهندية تندد بالحكومة نيودلهي (ا ف ب) - تصدرت اعتداءات مومباي أمس جميع الصحف الهندية التي نددت بالحكومة وبأجهزة الاستخبارات لعدم تداركها اعتداءات المتطرفين الإسلاميين التي اوقعت 130 قتيلا بحسب حصيلة جديدة· وتحت عنوان ''وسط النيران وفي خضم المعارك'' كتبت صحيفة ''هندوستان تايمز'' في افتتاحية طغت عليها خيبة الأمل ''حان الوقت لندرك ان فقدان وحدات النخبة في قواتنا في معارك مباشرة عمل شجاع لكنها وسيلة يائسة تماما لمكافحة الإرهاب المعاصر''· وتابعت الصحيفة ''لا يمكن مكافحة الإرهاب العالمي بدون إعادة تنظيم أمننا القومي''· كما عنونت صحيفة ''تايمز اوف انديا'' صفحتها الأولى ب''رعب متواصل'' وخصصت مقالة لطريقة استهداف الغربيين في هجمات مومباي· كذلك حملت الصحيفة على وزارة الداخلية واتهمتها بانها ''عار على الحكومة''· وعنونت صحيفة ''تايمز'' وقالت ''انها الحرب'' متسائلة حول قدرة الهند على ''اظهار قدر جدي من التنسيق لمكافحة الإرهاب''، وأشارت إلى التأخر في نشر فرق من القوات الخاصة في موقع الاعتداءات· وأخيرا، وجهت ''انديان اكسبرس'' انتقاداتها لأجهزة الاستخبارات وتساءلت ''ما هي الآليات التي جعلت أجهزة الاستخبارات تخفق في كشف خطة إرهابية معدة باتقان كهذه؟'' · إدانة تونسية للاعتداءات الإرهابية على مومباي تونس (رويترز) - أبلغ الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس نظيرته الهندية براتيبا باتيل مواساته بعد الهجمات التي وقعت في مومباي وأسفرت عن مقتل 130 شخصا على الأقل· وقالت وكالة الأنباء الحكومية في تونس ''على إثر الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مومباي والتي أودت بحياة العديد من الأبرياء وجه الرئيس ابن علي برقية تعزية ومواساة أكد فيها ادانة تونس بشدة لمثل هذه الجرائم''· وعبر ابن علي عن رفض بلاده للإرهاب بجميع أشكاله وتجلياته وتضامنها مع الشعب الهندي في هذا الظرف الأليم·