الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غياب القدوة وانشغال الأهل يترك الأبناء فريسة الغزو الإعلامي

غياب القدوة وانشغال الأهل يترك الأبناء فريسة الغزو الإعلامي
8 أغسطس 2010 21:15
عجزت وسائل الإعلام التي تكافح السلوكيات الشاذة عن التأثير على توجهات الأجيال التي تميل للمسخ، وتقليد التقليعات الغربية التي بدأت تنمو بشكل أكبر من الدولة التي ظهرت فيها بين أبنائنا. وتعد التربية من أهم ما يجعل الأسرة تنوح على نتاج التربية التي كانت تميل إلى ترك الحبل على الغارب، أو تجني رحيقا حلواً حين يتجاوز الأبناء مراحل الطفولة والمراهقة إلى مراحل النضج دون آثار سيئة، وسواء تعلق الأمر بالأسرة أو بالمجتمع فإن الجميع يواجهون تحديات وعقبات عند التصدي للظواهر الدخيلة. ويذكر عدد من الشباب الجامعيين أن العولمة والانترنت والفضائيات، إلى جانب ما يعرض في دور السينما، يبهر الشباب، لأن سلطة الإعلام الغربي أقوى في التأثير في ظل عدم التصدي لها من الإعلام العربي بشكل مستمر. يتحدث محمد منصور علي، وهو في السنة الثالثة بكلية الاتصال، عن الموضوع فيقول إن ما يعرض من برامج لا يخاطب الشباب بشكل جذاب وطرح بسيط لذلك لا يتأثرون به، وأن كل التقنيات الحديثة قد وفرت سهولة وصول الغث إلى الشباب الذين في الغالب لا يجدون الرعاية الكافية التي توجههم نحو الطريق الصحيح، فيبدأ الأبناء في التقليد الأعمى لاعتقاد بعضهم أن ذلك هو التحضر والتمدن، وبعضهم يفعل ذلك لجذب الانتباه لأنه فارغ المحتوى ومضمونه المعنوي ضعيف، فيعتقد أن ظهوره بشكل يقلد فيه مغنياً أو ممثلاً غربياً سيجعل له ثقلاً بين أقرانه. أيضاً يمر غالب الشباب بفترات من الفراغ الوجداني والمعنوي، وخاصة الأبناء الذين لا يجدون في انتظارهم أسرة مترابطة، ولا تكون لديهم قدوة مؤثرة، ولذلك يتوجهون لاختيار نمط حياة غير منضبط، خاصة أن الكثيرين منهم لا يوجد لديهم هدف، حيث يكون أكبر هدف هو الحصول على الشهادة ليس من اجل التميز وإنما من اجل الوظيفة، والبعض يعتبر التمسك بالدين تزمتاً، وبسبب معرفته فقط بقشور الدين يصبح ضعيفاً، فيذوب في شخصيات أخرى غير ناجحة إلا في تقليد الفاشلين في الغرب. عند اللقاء مع هؤلاء تجد أنهم كثيرو العصبية، والبعض منهم يثير الشغب تماما كما يفعل الفاشل في الفيلم الأمريكي أو الأسترالي أو الهندي، وإن حاول البعض نصحهم فإنهم ربما يكيدون له، وهم يكرهون حتى التلميح لهم حول منظرهم الغريب، ويعتقد محمد أن الحل بتكاتف الإعلام المحلي لتوجيه الأبناء نحو حياة الرجال الذين يعتبرون قدوة في الحضارة الاسلامية، وأيضا في تاريخ الأجداد هنا، وكما يحارب الغرب لفرض ثقافته الخاصة بعادات غير حضارية من خلال أفلامهم وبرامجهم على الوسائل الإعلامية، هنا علينا أن نكون في مستوى المواجهة. يجد محمد منصور أن هؤلاء المقلدين يملكون طمواً زائفاً، حيث يردون مياه خاصة بحضارات أخرى، وربما تكون مسمومة، في حين أن محيطهم تسري فيه ينابيع عذبة من الممارسات الراقية، وقد استنتج أن غالبية الأصدقاء الذين يخرجون بمظاهر غريبة ينتظرون من أصحابهم المجاملة، وهم في الغالب لا يحبون النصيحة، ودائما ما يقولون أنهم يسايرون الموضة. سلطة المنظر تقول سارة ابراهيم إن المنظر العام يلفت النظر، وأن كل إنسان مجبول في الغالب على حب إبراز نفسه بشكل جميل، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت الفتيات فوق معدل المعقول بالنسبة للتخلي عن الاحتشام، ولذلك تظن سارة أن مربط الفرس في البيت وداخل الأسرة، ولذلك تستغرب وتتساءل عن مكان وجود الأم حين تتهيأ ابنتها للخروج من المنزل، وقد أصبحت غالبية من الأسر متشابهة في جانب تسيب الفتيات، وخروجهن بمظهر خادش لدى البعض. تضيف سارة أن المجتمع بحاجة لإعادة صياغة السلوكيات من خلال التأسي بالفئات الراقية من المجتمع، وعدم التخلي عن العادات الإسلامية مهما كان الثمن، وتستعين بمثال الفتيات اللاتي يحاربن من اجل مظهرن كمسلمات في الغرب، في حين ان بعض الفتيات هنا يتخلين عن ذات المظهر بكل سهولة، فقط من اجل أن يقال عنهن مودرن، ولذلك تخرج الفتاة من المنزل بما يسمى عباءة وليس له علاقة بالعباءة، لأن العباءة يجب أن تستر ماتحتها من جسم وملابس، أما ما يحدث فهو عرض لما تحت العباءة، ووجوه شوهت بكميات كبيرة من الألوان، وأما الرأس فحدث ولا حرج. تعليم الأهل تدعو سارة لأن يتم الاهتمام بالتربية قبل التعليم منذ الروضة لتعزيز الثقافة الاسلامية، وان يتضمن المنهج برنامجاً للآباء والأمهات لحضور برامج تربوية تعلمهم كيف ينشئون جيلا متزناً ومرتبطا بثقافته، وأن من لا يحضر ولي أمره لتلك البرامج تخصم علامات من درجاته طالبا أو الطالبة، لأن هناك أسراً لا يهتم أولياء الأمور فيها بحضور المجالس، ولا يشاركون في البرامج التربوية، فيصبح المربي الفيلم والأغنية الغربية والقدوة من خارج الوطن، والكثير من الأبناء يجدون أن لتقليد الغرب قيمة معنوية تمنحهم التعويض عن النقص. ترى سارة أن الأجيال الصغيرة بحاجة للاهتمام من جميع النواحي الشخصية حتى يكبروا وتكبر معهم الشخصية المتوازنة، وهكذا يصبحون في وضع يؤهلهم لأن يكونوا أسوياء، وأن لا يكونوا عالة على المجتمع والدولة، وهي تظن أن من يتمسك بالعادات الإسلامية أقدر على النجاح، وهم أقدر على الإنتاج والعطاء، ولا تتحمل الشخصية السوية إضاعة الوقت على الاستعراض للشكل والمحتوى فارغ. تؤكد سارة أن الكثير من الفتيات من الغرب يسخرن من الفتيات اللاتي يظهرن بمظهر غريب إلى جانب من هي متمسكة بالهيئة التي تبرز المظهر الإمارتي، وهي تقول أن من يتمسكن بالمظهر المحتشم إنما هن من بيئة تغلب فيها العادات الاسلامية والعربية على حياة أفرادها، ولذلك فإن من يلتزم بذلك يجد أن نفسيته جاهزة للعمل والاجتهاد وأيضا للتميز، وربما يكون الكثير من الشباب والفتيات لا يجدون من يشجعهم على التجمع في برامج لسماع ما ينفعهم في حياتهم، ولو نظرنا للغربي السوي سنجد شخصا لا يبدو على شكله ولا مظهره ما يجعله شاذا لا في شعره ولا وجهه ولا في ملابسه. ممارسات متوارثة تناشد سارة الآباء بالاحتكاك بالأبناء لفترة أطول في كل يوم، وهي تجد أن لذلك ثمرة كما حدث معها، لأن الأبناء يرصدون تصرفات الوالدين فإن وجدوا سلوكيات قويمة أخذوا بها وإن وجدوا إهمالا ولا مبالاة قاموا بتقليد الفاشلين وهم في الغالب يميلون للعنف، وهكذا فإن دور ممارسات الأهل يتوارثها الأبناء وعندما يقع الأبناء في الخطأ وربما الجريمة تبدأ مرحلة متقدمة من الفشل للطرفين، ولذلك مطلوب أن تقوم الجهات الثقافية ومنها الشؤون الاسلامية بان يكون لهم دور تثقيفي أكبر من دورها في إعداد خطبة الجمعة، وكما تقول سارة فإن جيلهم والأجيال الأصغر بحاجة لجرعات متواصلة وليست متقطعة من أجل أن ترسخ لديهم المعلومات حول معنى التمدن وكيف يمكن أن يكون المواطن مودرن. القدوة المنحرفة من جهتها تقول سارة عبدالله الخاجة إن ما يحدث في المراحل المختلفة من العمر تبدأ خيوطه من داخل الأسرة حين يخرج الأهل لشراء حوائج الأبناء، ويلبسونهم منذ الطفولة كل ما يحبونه هما كأبوين، فيشب الأبناء على المظهر الغربي، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة غياب الرقابة عن الأبناء وهم في عمر المراهقة وذك بانشغال الأبوين، فيلجأ الابناء لتقليد كل ما يسد الحاجة العاطفية لديهم، وتبدأ مرحلة اتباع المشاهير من مطربين وغيرهم أو حتى مذيعين من خارج الوطن. تؤكد سارة الخاجة ان كل شاب وفتاة يحب التأنق والتجمل ولكن ربما تصل الأمور خارج تقليد المظهر إلى تقليد حياة ذلك القدوة الفاشل أو المنحرف، وتعجب من تلك التسريحات التي تناسب الكوري والانجليزي لأنه غير مرتبط بالتقاليد، ولكنها لا تناسب الشاب أو الفتاة في الإمارات لأن الدولة حريصة على بقاء الهوية الوطنية قلبا وقالبا، فكيف يمكن ان تنمو تلك الهوية الوطنية في ظل غياب الولاء للعادات والتقاليد الإسلامية وأيضا التقاليد الرصينة المتوارثة عن الأجداد؟ تتساءل سارة وتكمل أن الموضة يمكن اتباعها في حال لا تحول الشكل الطبيعي إلى مسخ، ولذلك هي ترى أن دور الأسرة اكبر من دور وتأثير وسائل الإعلام التي تصدر للدولة ثقافات مرفوضة لدى الأسوياء في الدولة المصدر.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©