الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عفو «متأخر» عن أسطورة الغرب الأميركي «الولد بيلي»

8 أغسطس 2010 21:22
أسطورة الغرب الأميركي الولد بيلي «بيلي ذا كيد» هو خارج عن القانون وقاتل وأسطورة، ولكنه الآن يبدو أنه سيحصل على عفو، ولكن بعد 129 عاماً من وفاته. ففي عام 1881 وفي كوخ مظلم يكسوه الغبار في فورت سمنر بولاية نيو مكسيكو قبيل منتصف الليل، دخل وليام أف بوني الغرفة ومعه سكين في يده وتوجه إلى المطبخ. وصاح متسائلاً بالإسبانية «من هنا؟» لم يتلق جواباً نهائياً. وتلقى بوني رصاصة رداً عليه فأصابت قلبه وأنهت حياته. هذه هي رواية موت الرجل المعروف باسم «الولد بيلي» البارع في استخدام المسدس والقاتل. وخلاف ذلك، هناك خرافات عديدة حول هذا الرجل الذي ولد في نيويورك عام 1859. وأنتج أكثر من اثني عشرة فيلماً عن بوني وحولته قصص لا حصر لها إلى بطل بالنسبة للمعجبين بالغرب الأميركي. وكانت حياته غير عادية وأصبح رمزاً لزمنه المضطرب رغم أن حياته انتهت وهو في الحادية والعشرين من عمره. ومن الواضح أن الولد بيلي لقى حتفه ليلة 14 يوليو عام 1881 على يد مدير الشرطة بات جاريت. وكان بيلي هرب من السجن المحتجز فيه انتظاراً لتنفيذ حكم بإعدامه وقام جاريت بمطاردته بعد ذلك. وهذه مثل بقية القصص الكثيرة عن الأسطورة، واحدة من الروايات الكثيرة الغامضة. وهناك حتى رواية تقول إن جاريت أطلق النار على شخص خطأ، وإن بيلي الحقيقي مات عن عمر 91 عاماً في عام 1950 في تكساس. وفي عام 2003 حاول حاكم نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون إلقاء الضوء على الأسطورة. وكانت وفاة الأسطورة خضعت بشكل خاص لتحقيق جنائي مثلما كانت الحال إزاء ما إذا كان من المناسب فرض عقوبة الإعدام على بوني. وفي الواقع أن ليو والاس حاكم الولاية في عام 1881 وعد بمنح بيلي عفواً إذا شهد في قضية قتل أخرى. وقد أدلى بيلي بشهادته، ولكن والاس نكص بوعده. وبعد 27 يوماً في السجن، نجح بوني في الهرب. ولكن هروبه انتهى بعدها بأسابيع قليلة في فورت سمنر، حيث دفنت الشخصية الأسطورية. ويذهب الكثير من السائحين إلى المنطقة لتتبع أثر الخارج عن القانون وتعد هذه تجارة رائجة في البلدة. والآن تكثر الشائعات في وسائل الإعلام الأميركية «هل بطل الغرب الأميركي على وشك رد اعتباره؟»، وقال الحاكم ريتشاردسون: «إذا وجد دليل سأنظر في العفو عن الولد بيلي». وقالت ألاري راي جارسيا المتحدثة باسم ريتشاردسون إنه يريد أن يستفيد من نقض والاس لوعده. ويوضح المؤرخ درو جومبر الأمر بشكل مختلف على إنه «عمل دعائي» لاجتذاب السياح. وقال جومبر لصحيفة إل باسو تايمز: «لا يوجد معنى لإعادة الحقوق المدنية لرجل ميت». ومع هذه الخطوة، أصاب ريتشاردسون أسلاف مدير الشرطة جاريت بالصدمة. وقالت سوزان فلويد جاريت حفيدة مسؤول تنفيذ القانون لصحيفة لاس كروسز سن نيوز «منذ البداية ونحن نشعر مثل الكثير من المؤرخين الآخرين أن الحاكم قد وضع رؤيته الخاصة للوقائع، وهي ليس لها علاقة بالتاريخ الحقيقي لنيو مكسيكو». وتخشى عائلة جاريت أن أي عفو سوف يلطخ سمعة جدهم الأكبر. فقد يبدو الأمر كما لو كان مدير الشرطة قتل شخصاً بريئاً، حسبما يشيرون. وبالتأكيد، فإن الولد بيلي ليس بريئاً بالمرة. فالأسطورة تقول إنه قتل 21 رجلاً، فيما أثبت التاريخ أدلة على ارتكابه أربع حالات قتل. ولهذا السبب قال بيرني سارجنت رئيس لجنة التاريخ بمقاطعة إل باسو لصحيفة إل باسو تايمز إنه يعارض صدور عفو. وقال سارجنت: «إن الأمر يبدو كمحاولة لجذب اهتمام الإعلام أكثر من أي شيء آخر». وأضاف: «إن الولد بيلي فعل أشياء سيئة. وهو إلى حد ما بطل مزيف». ولم يتحدث ريتشاردسون بالمزيد عن الموضوع. إلا أن المتحدثة باسمه أشارت إلى أن المناقشات سوف تتسع وأن الحسم النهائي لها قد يستغرق وقتاً. فإذا كان الولد بيلي يعيش اليوم بين ظهرانينا، فإن ريتشاردسون كان على الأرجح قد أنقذ حياته، ففي العام الماضي ألغى الحاكم عقوبة الإعدام في نيو مكسيكو.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©