السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تعدّ برامج موسيقية تثقيفية للأولاد

30 نوفمبر 2008 01:13
هل بوسع الموسيقى أن تصل إلى الأصم فيشعر بذبذباتها؟ هل بوسع من لا يمتلك ''نعمة'' الشعور بالألم أن يتفاعل حسياً مع النغمات فيشعر من دون الحاجة إلى نظام عصبي متكامل بفرح وألم من نوعٍ آخر؟ هذا ما يعد به الموسيقار- مؤلف موسيقي وعازف بيانو- أسطورة الجاز من جنوب أفريقيا، عبدالله ابراهيم الذي عرف سابقاً باسم دولار باند، وقد زار أبوظبي بدعوة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لمناقشة تجربته والإفادة من خبراته التثقيفية والتعليمية الموسيقية من أجل برنامج متكامل موسيقياً للتلامذة المواطنين تأسيساً لبنية ثقافية موسيقية مع الجيل الجديد· وفي هذا الإطار كان لنا لقاء معه ومع الدكتور زكي أنور نسيبة، رئيس لجنة أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، ونائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومع تيل جان تشينفيتش المدير الفني والتنفيذي لمهرجان ''أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية''· يعد الدكتور نسيبة بأن يستمر موسم الموسيقى مع الهيئة بالمستوى العالي العالمي الذي بدأ فيه مع اوركسترا مهرجان بايروث التي عزفت مقطوعات أوبرالية لفاجنر الشهر الماضي· ويعتبر الموسم ونشاطات الهيئة رحلة ثقافية، أثبتت مذ بدايتها أبوظبي أنها تعمل على المستوى العالمي، إذ إن كل ما تقدمه من برامج ثقافية أو علمية أو تعليمية هو دائما بالمستوى العالمي· ويقول ''هذه هي تعليمات قيادتنا وبالتالي نحن ننفذ هذه السياسة''· ويتحدث نسيبة عن اهتمامه الخاص بالموسيقى ''فالموسيقى هي لغة الروح، اللغة التي تتخاطب بواسطتها الانسانية من دون الحاجة إلى الكلمات''، ويضيف ''أنا شخصيا عاشق للموسيقى الكلاسيكية منذ طفولتي، وافتتاح الموسم الموسيقي هو يوم تاريخي بالنسبة للعالم العربي مع قدوم اوركسترا بايروث (اوركسترا عالمية من بايروث الألمانية) للمرة الأولى في تاريخها إلى بلد عربي، وهذا بحد ذاته يدلّ على مدى اهتمام الفرق العالمية الموسيقية والمتاحف والمؤسسات الثقافية الأخرى بما تقدمه أبوظبي، وما تمثّله من نظرة انفتاح على العالم الخارجي، ولكننا نريد أيضاً أن نعزّز وندعّم من هويتنا الوطنية، وأن ندع الآخرين يطّلعون على ما لدينا من ثقافة''· وفي هذا المجال، تعمل الهيئة بموازاة نشاطات موسمها للموسيقى الكلاسيكية على عدد من البرامج التثقيفية والتعليمية التي يتحدث عنها تيل جان تشينفيتش، ويقول ''نحن نناقش مع عدد من الخبراء الموسيقيين والمعروفين على المستوى العالمي كيف نعمل مع الأولاد الذين لا يمتلكون ثقافة موسيقية منذ البداية، لذا يبدأ التعاون مع المؤلف الموسيقي والموسيقار عبدالله ابرهيم الذي زارنا ليس فقط من أجل موسمنا الموسيقي، إنما للاستفادة من تجاربه في جنوب أفريقيا· نحن نشاركه تجربته مع الأولاد ومع الجيل الجديد في جنوب افريقيا ونعمل على تطوير النموذج هنا في أبوظبي''· ويردف بأن هدف الهيئة لا يقتصر على التواصل مع مجموعات دون الأخرى في النشاط الموسيقي، إنما على التواصل بشكل أساسي مع المجتمع المحلي، مع الأطفال والأولاد الذين تجمعهم المدارس الرسمية بشكل نتمكن فيه من تحقيق الدمج الاجتماعي''· ويشرح تيل أن ''ما نقوم به عملية مستمرة، طريق نسير فيه خطوة بخطوة· ولذا كانت زيارات قمنا بها مع عبدالله ابراهيم إلى عدد من المدارس في أبوظبي، وهي زيارات ميدانية مباشرة مع الأولاد، الشريحة العمرية التي نود التواصل معها من أجل تعزيز ثقافتهم الموسيقية وفق برامج مدروسة وطويلة الأمد''· ويتحدث عبدالله ابراهيم عن تجربته في جنوب افريقيا، وهو إلى جانب كونه موسيقاراً ومؤلفاً موسيقياً، أسس شركة انتاج جنوب افريقية وأكاديمية موسيقية، مقدما دورات لتثقيف وتعليم الموسيقى للشباب· ويقول ''كان علينا في جنوب افريقيا أن ندخل عصر الديموقراطية في كل المجالات، التعليمية والصحية وسواها· ويعني الدخول في عصر الديموقراطية أن تكون المؤسسات ديموقراطية أي موحدة ومنظمة، حيث كنا سابقاً نعمل وفق احدى عشرة نظاماً للحكم، للصحة، للتعليم وما إلى ذلك· وكانت المسألة المطروحة كيف نتجاوز تلك المرحلة ونصل إلى ما نصبو إليه· فأوجدنا المشروع· كوننا نعمل في المجال الموسيقي، كنا على دراية بأن الموسيقى لغة تصل إلى الجميع· أنجزنا برامج للأولاد وللجيل الجديد حتى أننا أعددنا برامج للصمّ الذين يشعرون بالموسيقى من خلال ذبذباتها وهم جالسون على كراسيهم''· ويخبر عبدالله عن تجربته مع شاب مشلول لديه مشكلة في كونه لا يشعر بالألم ولا يتعرّق، إحساس وحالة نتأفف منهما غير مقدّرين النعمة التي لدينا وهي الاحساس بالألم والتعرّق· ويقول إن أحد الأطباء العاملين مع هذا الشاب، وكان قد التقاه في ألمانيا منذ ثلاثة أعوام لدى تسلّمه جائزة موسيقية في ''بيتهوفن هاوس''، أخبره بعمله مع هذا الشاب وتجاربهم العلمية في حالته· وأفاده بأنه لم يكن بوسع الأطباء معرفة مدى نجاح تجاربهم العلمية مع هذه الحالة كون الشاب لا يشعر بالألم، فكان الاتصال به، أي بعبدالله ابراهيم والعمل المشترك الذي أثبت أن الموسيقى بوسعها الوصول إلى هذا الشاب· ويقول ''هذا ما نحاول أن نفعله حاليا مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من أجل التثقيف الموسيقي''· ويضيف ''نحن نعيش في قرية عالمية متاح للشباب فيها أن يطلعوا على ما يجري في العالم وأن يطلعوا على تجاربه الموسيقية بكبسة زر واحدة، وهذا متوفر أيضا للشباب في جنوب افريقيا، في حين أن جيلنا كان محروما من هذا التواصل والمشاركة· لذا ما نعمل عليه ونسعى له هو توفير الإمكانية للشباب للاطلاع على مختلف التجارب والاستفادة منها واستغلالها للخروج بشيء فريد خاص بهم· ويطبق هذا المفهوم على العلوم والموسيقى وسواهما، إنه مشاركة التجارب الموسيقية التي لم تتح لنا حين كنا شباباً من أجل ثقافة متميزة وعطاء خاص'
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©