الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتقالات واسعة قرب درعا و11 قتيلاً في حمص

اعتقالات واسعة قرب درعا و11 قتيلاً في حمص
22 مايو 2011 23:58
شيعت مدينتا حمص وسقبا قتلى سقطوا أمس الأول برصاص قوات الأمن السورية، في حين جددت السلطات السورية اتهامها لـ”مجموعات إرهابية” بالمسؤولية عن أعمال العنف في البلاد. وأفاد أحد الشهود من مدينة سقبا في ريف دمشق، بأن أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في تشييع جنازة شخص قتل السبت في المدينة، وأطلقوا هتافات تدعو إلى إسقاط النظام. وكان ناشط حقوقي أشار إلى سقوط جرحى في سقبا عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين. وقال شاهد كان في الجنازة وتحدث لرويترز بالتليفون إن المشيعين هتفوا “يسقط النظام” وإنهم تعرضوا لإطلاق النار لدى مغادرتهم المقبرة على بعد ثمانية كيلومترات شمالي وسط حمص. وأضاف أن “إطلاق النار كان بدم بارد. الناس كانوا خارجين في هدوء من المقبرة”. وقال إن عشرة مشيعين أصيبوا في الهجوم. وأضاف أنه رأى خمسة أشخاص مصابين بطلقات نار في سيقانهم وأذرعهم ينقلون إلى المستشفى. وقال شاهد عيان وناشطون حقوقيون إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 11 مشيعاً في مدينة حمص أمس الأول خلال جنازة جماعية لأشخاص قتلوا في أحدث قمع للاحتجاجات. وقالت محامية حقوق الإنسان رزان زيتونة إن لديها أسماء 11 شخصاً على الأقل قتلوا عندما تعرضت جنازة عشرة متظاهرين مطالبين بالديمقراطية قتلتهم قوات الأمن في حمص يوم الجمعة عند مقبرة نصر لإطلاق نار. وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في اتصال هاتفي مع فرانس برس إنه “حصل إطلاق نار من قبل قوات الأمن في حمص لدى تشييع قتلى السبت ولا تزال المنطقة الممتدة من تل النصر إلى ساحة العباسية، حيث تم التشييع محاصرة”. ولم يكن القربي قادراً على تحديد ما إذا كان إطلاق النار تسبب بسقوط ضحايا. كما أشار القربي إلى “حصول اعتقالات في حمص، خاصة في منطقتي باب عمرو وباب السباع، وفي منطقة إدلب، خاصة في مدن أريحا وبنش ومعرة النعمان وكفر نبل”. من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى “اعتقال العشرات أمس في قرية خربة غزالة بريف درعا، حيث فرض حظر التجول”. وبث الموقع الإلكتروني للفيديو “يوتيوب” شريطاً يصور تظاهرة شارك فيها المئات قال إنها جرت في مدينة حمص أمس وأطلق خلالها المشاركون بحسب الشريط هتافات مثل “الله أكبر يا بلادي كفي” (أي استمري)، بالإضافة إلى شعارات مناهضة للنظام. كما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن شرطياً قتل أمس الأول بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل عصابة إرهابية مسلحة في سقبا. وأشارت الوكالة إلى أن “عدد شهداء قوى الأمن الداخلي وصل إلى 32 شهيداً منذ بداية الأحداث التي تمر بها سوريا في الوقت الذي وصل فيه عدد الجرحى منهم إلى 547”. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن لديه أسماء 863 مدنياً قتلوا في إطلاق نار على أيدي قوات الأمن السورية خلال مظاهرات في أنحاء سوريا منذ اندلاع الانتفاضة. وأضاف المرصد أن العشرات فقدوا ويخشى أن يكونوا قتلوا وهو ما قد يرفع عدد القتلى إلى أكثر من ألف شخص. واعتبر ناشط في تعليق على سقوط ضحايا إضافيين خلال جنازات “إن القتل يزيد من الاحتقان الداخلي والحقد ويؤدي إلى تأجج المشاعر”. وأضاف الناشط “إن الحل الأمني أثبت عدم جدواه عندما فشلت حملة الاعتقالات والتعذيب التي عادة ما تثني المحتجين عن المشاركة في التظاهر، فشلت في جعلهم يعدلون عن الاستمرار”. وقال إن “القتل يشحن الناس حقداً ويدفعهم إلى المشاركة تعبيراً عن غضبهم”. وقال أحد الناشطين لوكالة فرانس برس إنه لا يمكن حل الأزمة في غياب “حوار وطني مرتبط بالإطار الوطني السياسي وليس الخدمي”. وأشار الناشط إلى أن “الشارع السوري وإن كان لا يشارك بالكامل في التظاهر، إلا انه مستاء من الوضع”، لافتاً “إلى أن الناس تتساءل الآن عن وجهة الطريق الذي تأخذه البلاد وعن كيفية الوصول إلى بر الأمان”. واعتبر الناشط أن “ما يتم طرحه حالياً من قبل السلطات السورية حول إجراء حوار وطني في كل المحافظات واللقاءات التي تتم مع الوفود الشعبية مجرد لعبة لا تجدي، لأنها تركز على المطالب الخدمية للمحافظات ولا تتم مع القوى السياسية”. ولفت هذا الناشط “إلى ضرورة إقامة حوار مع المعارضة والقيادات الحزبية في إطار حل وطني داخلي هو الوحيد الذي من شأنه التوصل إلى نتائج لحل الأزمة”. يأتي ذلك، فيما جدد الإعلام الرسمي تأكيده على وجود “مجموعات إرهابية مسلحة” تقوم “بزعزعة الاستقرار وأمن المواطن وتحدث أعمال شغب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة”. ونقلت صحيفة “تشرين” الحكومية أمس عن مصدر في وزارة الداخلية “إن خمسة من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح ليلة الجمعة في محافظة إدلب جراء اعتداء مسلح عليهم من مجموعة إرهابية مسلحة”. كما سردت روايات عدة حول قيام “مجموعات تخريبية مسلحة” بالتعبير عن “مفهومها للحرية الذي ترفعه شعاراً” في مدينتي أريحا والبوكمال “فأقدمت على تدمير وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة”. كما أرفقت بالخبر أربع صور بينت احتراق سيارة للشرطة وآثار حريق وتخريب لأبنية وكتبت تحتها “مفهوم الحرية، التخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة”. فيما اعتبرت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم أن “كذبة الحرية التي رفعها المخربون لم تسلم منها الممتلكات العامة والخاصة والقوى الأمنية”. في حين رأت صحيفة “تشرين” أن “الطريق إلى الهدوء ليس طويلاً، لأن شعب سوريا يعرف أن حياته لن تمر عبر الطائفية الخادمة لمنطق الاحتلال والمبررة لعدوانه”. أما صحيفة “الوطن” الخاصة، فاعتبرت أن “الأزمة السورية انتهت وانكشف الموعودون بالمال والسلطة ووقعت الخلايا النائمة السياسية والإعلامية والأمنية في فخ جهلها بحقيقة الشعب السوري الواحد والموحد”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©