السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يحكى أن جائزة

30 نوفمبر 2008 01:11
وفي الوسط الفني ضجة·· مبعثها نيل الفنانة نانسي عجرم جائزة world music award ذات الطابع العالمي، والتي تتخذ من إمارة مونتي كارلو مقراً لها· وقد سبق لأليسا زميلة نانسي اللدودة أن حازت الجائزة ولدورتين متتاليتين، كذلك فإنَّ الجائزة تذهب للمرة الأولى إلى فنان من غير عائلة ''روتانا'' الممتدة على مساحة تقارب المئتي فنان يرفعون راية الشركة العملاقة· أما ما زاد الصخب اتقاداً فكلام تداولته بعض وسائل الإعلام الفنية، ونفته أخرى، عن محاولتين فاشلتين لشراء الجائزة، صدرت الأولى عن روتانا نفسها، في حين نُسبت الثانية للفنانة هيفاء وهبي، وهي ثالثة نانسي وأليسا في التنازع على عرش الأغنية المعاصرة· يصعب الحسم والجزم بشأن صحة الكلام أو عدمه، لكنَّ ذلك لا يلغي إمكانية الخروج ببعض التساؤلات والاستنتاجات الأولية، في مقدمتها أنَّ الحياة الفنية لا تسير كما ينبغي لها أن تفعل، أي وفق خط مستقيم ومسار شفاف، وأنَّ الجائزة، كما معظم الجوائز الأخرى، ليست فوق مستوى الشبهات، حتى لو كانت تحمل اسماً أجنبياً، وقد اعتدنا التعامل مع كل ما هو أجنبي بوصفه منزهاً عن كل شائبة، وبريئاً من كل شبهة· كذلك فإنَّ إتهامات الرشوة ساقتها وسيلة إعلامية يصعب وصفها بالحياد والموضوعية، هي اختارت أن تستمد مكانتها في الوسط الإعلامي من كونها مصدراً لا ينضب للجدل والإشكاليات وغبار المعارك الطاحنة، مما يعني أنَّ واقعة مماثلة تستدعي بالضرورة تعاملاً حذراً مع الكثير الذي يضخه الإعلام الفني من كلام يبدو مهنياً للوهلة الأولى، لكن التمعن في تفاصيله سرعان ما يحيل إلى مقولة ''أنَّ وراء الأكمة ما وراءها''· لعلَّ أخطر ما يمكن استنتاجه من الضجة المثارة، والمرشحة كما يبدو لمزيد من التفاقم، هو أنَّ الحراك الفني يعاني فصاماً مفصلياً بين تجلياته الظاهرة وبين حقيقته الجوهرية، حيث يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ فعل مساحيق التجميل وأدوات التحوير وعملياته لا يقتصر على ملامح الفنانات (والفنانين أيضاً) وحدهن، بل هو يطال الآلية الناظمة للعملية الفنية في عمقها الصميمي، وأنَّ خلف هذا الكم الهائل من الكلام المموسق والمغنّى، وهذا البذخ الأسطوري في الشكل والأزياء وتوابعهما المتممة، يقف قدر غير قليل من النشاز النفسي الذي يدفعنا للتساؤل وإعادة النظر في ما أحاط بالفن زمناً من مفاهيم وتعريفات وأقاويل، وما ألحق به من توصيف رسولي الطابع يبدو فننا المعاصر بريئاً منه اليوم· علي العزير alazir23@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©