الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فلسطينيو مخيم «البارد» يحنون إلى أرضهم رغم حصولهم على منازل

23 مايو 2011 00:08
ما زال اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد القريب من مدينة طرابلس بشمال لبنان والذي دمر قبل أربع سنوات خلال معارك بين الجيش اللبناني ومتشددين من تنظيم “فتح الإسلام” يحنون للعودة إلى فلسطين رغم حصولهم على منازل من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “اونروا” عوضا عن منازلهم التي دمرت بالحرب الأخيرة. وعلى غرار حشود الفلسطينيين الذين هزوا الأسيجة الحدودية الإسرائيلية مؤخراً تحن صبحية اللوباني إلى العودة لوطنها الذي اضطرت للفرار منه عند قيام دولة إسرائيل عام 1948. وعلى الرغم من هذا وفي اختلاف عن كثيرين منهم فإن لديها منزلا جديدا. حصلت اللوباني على مفتاح الشهر الماضي لواحد من أوائل المنازل القليلة التي بنتها (أونروا) في المخيم، لكنها تقول إنه ما زالت أمامها فرصة وتضيف “سأترك المنزل وأذهب إلى فلسطين بلدي. لا يمكن أن أنسى فلسطين”. وفر أفراد عائلة اللوباني من نيران الدبابات والمدفعية الخاصة بالجيش ليفقدوا كل شيء باستثناء الملابس التي كانوا يرتدونها. وقالت الأرملة المسنة وهي تتذكر الصدمة الجماعية التي عاشها الفلسطينيون المعروفة باسم النكبة، “حين غادرت نهر البارد شعر بأنني أترك فلسـطين مرة أخرى”. وأضافت اللوباني التي لم يكن عمرها يتجاوز الأربعة أعوام في سنة 1948 إن والدها حملها من قرية سعسع عبر الجانب الآخر من الحدود إلى لبنان القريب لينتزعها من مستقبل من الأحلام المحطمة واليأس. وتقفز كلمة نكبة بسهولة إلى شفتي جهاد عوض (49 عاما) وهو بائع أحذية من أوائل اللاجئين الذين سيحصلون على منازل جديدة الذي يقول واصفاً فرار أسرته من نهر البارد وتدمير منزلها “لا توجد كارثة أسوأ من هذه”. ولا تستطيع اللوباني أن تنزع من نفسها الخوف من نشوب صراع آخر. وقالت “حتى حين أنام أخشى أن أستيقظ لأرى المنزل قد دمر مجدداً. الله وحده يعلم متى ستندلع الحرب. الإسرائيليون يمكن أن يأتوا في أي وقت ويقصفوننا لهذا فنحن خائفون”. وقالت اللوباني إنها كانت تشك في أن تعود إلى منزلها إلى هناك ذات يوم. ونسف الجيش الذي لا يزال يحكم رقابته على دخول المخيم مباني بالمنطقة بالديناميت حتى بعد أن هدأ القتال في المخيم. وتعيد “اونروا” ببطء شديد بناء المخيم من الصفر وتنشئ صرفاً صحياً ملائماً إلى جانب وسائل أخرى للراحة يندر وجودها في مخيمات اللاجئين. وقال تشارلز هيجينز الذي يدير مشروع إعادة البناء التابع للوكالة “أزمة الثقة كانت حادة في الفترة التي لم نسلم فيها شيئا، تبدد هذا لكن الآن هناك تطلع مبرر ليقولوا “حسنا استمروا في هذا”. وأسهمت إزالة العبوات الناسفة غير المنفجرة والحصول على موافقات من سلطات التخطيط العمراني وعمليات الإنقاذ للحفاظ على البقايا الأثرية الموجودة أسفل المخيم في تعطيل العمل.
المصدر: نهر البارد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©