الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر الأسرة يحذر من توقف خلايا المخ بسبب الوجبات السريعة

20 مايو 2012
حذرت محاضرة خلال مؤتمر دور الأسرة في المجتمع الحديث من خطورة الوجبات السريعة، والأكلات غير الصحية، مثل البطاطس المقرمشة التي تباع في السوق، والعصائر التي بها نسبة سكر مرتفعة، التي قد يصل تأثيرها إلى توقف خلايا المخ، ونصحت بالاعتناء بجانب التغذية عند الأطفال وتناول الزبيب واللوز والتمر، كبديل مفيد عن المواد الضارة، منبهة في اتجاه آخر، إلى ضرورة عدم ترك رعاية الأبناء للخادمات. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - قدمت الدكتورة فدوى محمد بشير المغيربي رئيس قسم علم النفس والإرشاد في جامعة الإمارات تلك المحاضرة تحت عنوان دور الأسرة في تحقيق الصحة النفسية للأبناء، خلال المؤتمر، الذي نظمته الأسبوع الماضي إدارة مراكز الدعم الاجتماعي ومركز دعم اتخاذ القرار، بالتنسيق مع إدارة التدريب بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وذلك في فندق فورمنت باب البحر بأبوظبي. وعرفت المغيربي في بداية تدخلها مفهوم الصحة النفسية «يُشير مفهوم الصحة النفسية إلى النضوج السلوكي والاجتماعي وخلو الفرد من الاضطرابات السلوكية والعقلية، بحيث يحقق التوازن في جميع جوانب حياته، إذ تعرفها منظمة الصحة العالمية بأنها «حالة سليمة يدرك فيها الفرد قدراته، ويتمكن من التكيف مع ضغوط الحياة الطبيعية، ويتمكن من العمل المنتج والمثمر، ويتمكن من المساهمة في مجتمعه». وركزت الدكتورة المغيربي على أهم العوامل المؤثرة في الصحة النفسية، مشيرة إلى أن هناك عوامل تتدخل في هذا الجانب منها، الوراثة والذكاء، الصحة الجسمية، الوالدين والأسرة، دور الأب والأم،المربية والخادمة، التغذية والرياضة، الضغط النفسي، التنشئة الأخلاقية. مؤثرات الصحة النفسية وقالت المغيربي إن الوراثة والذكاء لهما دور مهم في الصحة النفسية للأبناء، فبعض الاضطرابات العقلية والنفسية وراثية، كما أن نسبة ذكاء الفرد وقدرته على التكيف وتعلمه لمهارات حياتية، تمكنه من حل مشاكله الحياتية، فلذلك دور في تنمية صحة نفسية سليمة له وبالتالي لأبنائه. كما ركزت على بعض المنتجات التي تساهم في إنقاص الذكاء، لأنها تؤدي إلى ضمور خلايا المخ ومنها مادة الفلورايد خاصة إذا ارتبطت بالألمنيوم، والمنظفات والمبيدات الحشرية، كما ربطت ذلك بتناول الوجبات السريعة والأكلات غير الصحية، مثل البطاطس المقرمشة التي تباع في السوق والعصائر عالية الحلاوة، ونصحت بالاعتناء بجانب التغذية عند الأطفال وتناول الزبيب واللوز والتمر، بدلاً من تلك المواد الضارة، التي تعلو فيها نسبة الألمنيوم، وشددت على وجوب التدخل المبكر في حالة وجود اضطراب عقلي أو مشاكل جسمية لدى الأطفال. الوالدين والأسرة ولفتت المغيربي إلى أن ترابط الأسرة وتلاحم أفرادها له انعكاس إيجابي على الصحة النفسية للأطفال، موضحة أنّ للوالدين وعلاقتهما ببعضهما البعض وبيئة المنزل دور مهم في تنمية الصحة النفسية السليمة للأبناء، فدور الأسرة سواء كانت ممتدة أو نواة، لا يقل أهمية عن دور الوالدين، فذلك له تأثير في تكوين مفهوم وتقدير الذات والصحة النفسية للأبناء، بالإضافة إلى أسلوب التربية في المنزل، الحياة، النظام، المستوى الاجتماعي والاقتصادي، المستوى التعليمي وطريقة مواجهة الضغوط والمشاكل لأفراد الأسرة، العلاقات الاجتماعية والتواصل بين أفراد الأسرة، والدعم النفسي والاجتماعي بينهم، وشددت على ضرورة تقرب الأم من أبنائها ومصادقتهم والحديث معهم، وأن يعي الجميع أن الخادمة ليست أما، وأن السائق ليس أبا، ومن المفروض أن تتكفل الأم بتحميم أبنائها ولا تسمح لغيرها بالقيام بهذه الأمور التي تعتبر حميمية جداً، ولا يجب أن يضطلع عليها أيا كان، كما نصحت بضرورة منح الأطفال مساحة واسعة للحديث عن أنفسهم والتعبير عما يشعرون به. واعتبرت احترام الخدم ومعاملتهم معاملة إنسانية له دور مهم في تنمية الحس الأخلاقي وروح العدالة والتواضع لدى الأبناء، كذلك عدم شعور الأبناء بالتناقض بين حبهم للمربية وحبهم لوالديهم، ولكن نصحت الأهل بمراقبة الخدم وعدم ترك الأبناء لوحدهم معهم، كما شددت على ضرورة احتضان الأم لأبنائها وإبعادهم عن النوم مع الخادمة في غرفتها، واعتبرت ذلك قد يؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة. وأضافت رئيس قسم علم النفس والإرشاد في جامعة الإمارات إن إصابة أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة بمشاكل صحية أو نفسية يؤثر سلباً على الصحة النفسية للأبناء، إذا لم يتم توضيح الأمر لهم ومساعدتهم على تخطي هذه الأزمة، حيث تعتبر النواحي المادية ومدى قدرة الوالدين على توفير احتياجات الأبناء وتعاملهم مع المشاكل المادية عوامل مهمة في نمو الصحة النفسية للأبناء. الأم العاملة وأشارت المغيربي إلى أن عمل الوالدين، خاصة الأم يؤثر على الصحة النفسية للأطفال، لذلك يجب على الأم أن تلم بكيفية التعامل مع ضغوط العمل وإعطاء الوقت الكافي لأبنائها بعد العودة إلى المنزل، وتقسيم الواجبات المادية بين الوالدين، موضحة أن وعي الأبناء بذلك له تأثير كبير على الصحة النفسية والتحصيل الدراسي، كما أن الطلاق أو انفصال الوالدين أو غياب أحدهما يؤثر سلبياً على الصحة النفسية للأبناء، خاصة عندما لا يكون هناك حوار بين الوالدين والأبناء عن هذا الموضوع أو عندما تحدث مشاكل وقضايا بسبب الحضانة والأمور المادية، وأيضا عندما يضطر الأبناء إلى العيش مع زوج أم أو زوجة أب متفاهمين أو غير متفاهمين لهذه المشاكل يكون تأثير هذه الأمور على الأبناء في غاية السوء، ويؤدي إلى اضطرابات نفسية، بالإضافة إلى مشاكل في التكيف الاجتماعي والتحصيل الدراسي لدى الأبناء. اضطرابات عابرة وقالت المغيربي إنه من الممكن أن يتكون لدى الأطفال اضطرابات نفسية عابرة أو دائمة، من الممكن الوقاية أو علاج هذه الاضطرابات إذا تم التعامل مع الأبناء بشكل صحيح وأدت الأسرة دورها بفعالية، وتم احتواء أسباب المشكل وتفاديها بمرونة، أو عرض الطفل على الأخصائي النفسي، كما أن تعرض الأطفال لأساليب معاملة سيئة قد يؤدي إلى مستويات عالية من السلوكيات الداخلية مثل القلق، الخوف والاكتئاب. وأضافت أن وجود والدين متجاوبين ومستقرين مهم لصحة نفسية جيدة، فهذه العلاقات تؤثر في نمو المخ منذ الولادة، والأم هي النواة الرئيسية للأسرة، وتربيتها السوية وقربها من أبنائها من أهم دعائم الصحة النفسية لهم، موضحة أن الحنان له دور كبير في دعم الصحة النفسية والتخفيف من الألم، والحماية من الاكتئاب، مشيرة إلى دعائم عدة للصحة النفسية منها، الحب غير المشروط، الحزم، الحوار، التقبل، والعدل بين الأبناء الذكور والإناث. دور الأب ولفتت المغيربي إلى أن دور الأب لا يقل أهمية عن الأم ووجوده ضروري في تنمية شعور الطفل بالأمان والانتماء والدعم العاطفي، إذ تُشير دراسات حديثة إلى أهمية دور الأب في تكوين جوانب نفسية مهمة في الأبناء مثل الاعتماد على النفس والتنافس، كذلك اندماج الأب مع الأبناء في الأنشطة، بالإضافة إلى حصولهم على حقوقهم التعليمية والحياتية. التغذية والرياضة وأوضحت المغيربي أن هناك روافد مهمة للصحة النفسية، منها دور التغذية في الصحة النفسية السليمة، منها أن دور فيتامين «د» ومخزون الحديد له تأثير في الحالة المزاجية، وعلى الوالدين الاهتمام بالتغذية الصحية للأبناء، مشيرة إلى أن ممارسة الرياضة تشعر المرء بالرضا والسعادة وتخفف من الضغط النفسي والاكتئاب. الضغط النفسي وقالت المغيربي إن هناك مؤثرات جديدة ساهمت في تراجع الصحة النفسية للأطفال أو أثرت عليها سلبا» الإنترنت، التلفزيون، كثرة التسوق في المراكز التجارية، والبيئة الاجتماعية ألعاب الكمبيوتر، وغيرها من الأشياء التي لها تأثير كبير في تنمية الصحة النفسية السليمة للأبناء. استراتيجية وقائية من المشاكل النفسية قدمت الدكتورة فدوى محمد بشير المغيربي رئيس قسم علم النفس والإرشاد في جامعة الإمارات نصائح عدة لتنمية الصحة النفسية السليمة للأبناء، منها توفير استراتيجيات وقائية للأسرة من مختلف مسببات المشاكل النفسية والمعرفية، كذلك زيادة المهارات الوالدية في حل المشكلات والتعامل مع الأبناء، وتوعية الأسر بأسلوب الحياة السليم وقلة التعرض للتلوث البيئي والمواد الضارة خاصة في فترة الحمل والطفولة، وتقوية العلاقات الاجتماعية، وقضاء وقت أطول مع الأسرة والأهل والأصدقاء، ووقت أقل مع الكومبيوتر والألعاب الفردية. كما نصحت بمنع مسببات العنف المتوفرة في الأسواق مثل الألعاب العنيفة، وتقديم برامج توعوية وتدريبية في المدارس للمدرسين والطلاب وأولياء الأمور، وسن أنظمة صارمة ضد العنف في المدارس والمنزل، وتفعيل دور الاختصاصي النفسي والاجتماعي في المدارس وتدريبهم جيداً، بحيث يكون قادراً على اكتشاف المشاكل النفسية قبل استفحالها، والتوعية بدور الإرشاد والعلاج النفسي وتوفير معلومات عن مراكز الدعم الاجتماعي والعلاج النفسي الأخلاقية والمرخصة من الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©