الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دور قطر في رعاية الإخوان تطوّر من احتضان صامت إلى تبادل مصالح

23 أغسطس 2017 01:27
أبوظبي (موقع 24) واصل موقع «24» الإخباري نشر فصول كتاب «إشكاليات السياسة القطرية.. نهاية مرحلة من العبث القطري بأمن الخليج»، والصادر عن مركز «المزماة للدراسات والبحوث»، وشارك في تأليفه عدد من الباحثين والمحللين العرب. وفي الجزء الثاني، تم نشر إحدى الدراسات المهمة حول إشكاليات السياسة القطرية، والتي كتبها الدكتور سالم حميد حول التوظيف النفعي لتيار الإسلام السياسي في السياسة القطرية ومظاهر دعم وتمويل قطر للإرهاب. حيث اعتبر الدكتور سالم حميد أن دور قطر في رعاية تنظيم الإخوان تطور من الاحتضان الصامت إلى محاولة تبادل المصالح، خصوصاً مع وصول الإخوان إلى حكم مصر عقب سقوط نظام مبارك، وهو ماسعى إليه الإخوان وقطر ونتاج توظيف قناة الجزيرة لتهييج الشعوب واستغلال فقرها. وأشار إلى أن قطر اتجهت بالتزامن مع تداعيات ما سُمي بالربيع العربي نحو توظيف إمكانياتها اللوجستية لدعم تيار الإخوان، بهدف إيصاله إلى سدة الحكم، عبر استثمار أو ركوب موجة ربيع الاحتجاجات التي أخرجت الحشود في بعض الدول العربية إلى الشارع. بمعنى آخر، تقدم قطر الغطاء السياسي والمالي والإعلامي للإخوان، بذريعة الحصول على دور مؤثر في سياستها الإقليمية. وأكد الدكتور حميد أن الإخوان وحتى وإن أبدوا مرونة سياسية في التعاطي مع الشكل المؤسسي الراهن للحياة السياسية، من قبيل المشاركة في الانتخابات النيابية المصرية، فإن تنظيراتهم وثوابتهم الراسخة في جمودها ماتزال تستدعي كل ما يتناقض مع المسلكيات السياسية الحديثة، الأمر الذي يجعلهم في تضاد مُضمر مع المجتمع والنخب، ومع التقاليد المتعارف عليها في مختلف أشكال أنظمة الحكم المعاصرة، بدليل تماهيهم مع مقولات سلفية، من قبيل تطبيق الشريعة بحذافيرها، دون تمحيص أو مراعاة لمستجدات الواقع، والجدوى العملية من وراء رفع هذا الشعار، والتماهي مع من يقتصرون إسلامية الدولة على ترديده من دون تقنين أو ضوابط، ومن دون أي اجتهادات. ولعل ما حدث في مصر من انهيار لمشروعهم خير مثال على عدم أهلية الإخوان للتصدي لحكم المجتمعات وإدارة شؤونها. وفي الجزء الثالث من الكتاب، نشرت دراسة للدكتور محمد خالد الشاكر بعنوان «أزمة العلاقات الإماراتية القطرية»، حيث أرجع الدكتور الشاكر أسباب الاختلاف البنيوي بين السياستين الإماراتية والقطرية، إلى الاختلاف بين الرؤية القطرية في التعاطي مع الثورات العربية، والثوابت الإماراتية في التعاطي مع مفهوم الأمن القومي العربي، قبل أن يزداد الشرخ في علاقات البلدين، بسبب السلوك السياسي القطري، الذي اعتبرته الإمارات العربية المتحدة تهديداً حاصلاً لأمن الخليج العربي، أو بالأدق بسبب القفز القطري فوق فكرة الأمن القومي العربي والخليجي، ليتعداه إلى التنسيق مع الأدوار الإقليمية، في إطار لعبة من التشبيك العابر للإقليم ككل، حيث إن المتتبع لمحددات السياسة الخارجية الإماراتية، يلاحظ مدى اعتماد هذه السياسة على فكرة الخيارات الآمنة، التي انتهجتها في جميع علاقاتها الخارجية، بدءاً من التعامل مع إيران، وانتهاءً بالثورات العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©