الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكوكب الحي

20 مايو 2012
في ضوء تقرير عام 2012 الذي صدر عن الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية، أكدت الدولة التزامها بالعمل لأجل خفض بصمتها البيئية، وهي تمضي مستمرة في بناء أسسها العلمية لأجل تنفيذ سياساتها البيئية، خاصة أن التقرير يشير بوضوح إلى تراجع التنوع الحيوي عالمياً، وذلك بنسبة 28 في المائة في المتوسط منذ العام 1970. وبالنسبة لنا، فإن العام الجاري هو عتبة الصعود إلى مرحلة البناء والنمو والطفرة، إلا أن صاحبتها ممارسات بيئية خاطئة، في ظل غياب الوعي لدى المستهلك في جميع نواحي الحياة. لن تستطيع دول العالم أن تصنع كوكباً أكبر بنسبة 50% من الحالي، ليكون كافياً من أجل المزيد من الأراضي والغابات، ولن نستطيع أن نخفض من معدلات الاستهلاك والانبعاثات من الكربون، طالما لا تزال معظم دول العالم تتسبب في زيادة نسبة الاحتباس بسبب انبعاثاتها، ولا تعمل بما يكفي لأجل إنقاذ الكوكب الذي نعيش عليه، ولذلك عندما يحل عام 2030 هذا إن بقيت الأرض كما هي، فإن البشر بحاجة لكوكبين بحجم كوكب الأرض لتتم إعالتهم. إنه شيء مخيف ومشين في آن معاً، لأن الأطماع طغت على العقول، واتجه العالم إلى التصنيع والتعمير وقطع الغابات، ما يؤدي إلى دمار للبشرية، وهنا لن يهنأ أصحاب الإمبراطوريات الصناعية وغيرها في التلذذ بما حصدوا من مليارات أو بليارات، ونحن في دول الخليج العربي نتأثر كثيراً بالتغيرات المناخية، لدرجة أن معدلات الحرارة لم تعد كما كانت، ورغم التحذيرات يبدو ألا أحد يقرأ أو يشاهد، حتى يبدأ في مساعدة الحكومات الجادة في خفض بصمتها البيئية. وهناك ارتفاع في مستوى سطح البحر، ما يهدد كل التطور السياحي على الساحل، وأيضاً العمراني والتنموي، كما يهدد مصادر الغداء والموارد المائية، وكل ذلك جاء في تقرير الكوكب الحي لعام 2012، وكل ذلك جزء من النتائج السيئة التي سوف تلقي بآثارها على الصحة أيضاً. حتى الأحياء المائية التي تعد مصدراً غذائياً مهماً لن تسلم من نتائج الأطماع، لأن كل التحديات التي تواجه كوكب الأرض لن تكون في منأى عنها، كما جاء في التقرير. إننا بحاجة لمزيد من التوعية ليس فقط للمستهلك العادي، وإنما لكل من يستثمر وينهك الأرض، ودولة الإمارات لها بصمة مؤثرة وجادة بين دول العالم، في مجال التنمية المستدامة، وفي مجال خفض معدلات استهلاك الطاقة، وبالتالي خفض معدلات ارتفاع درجات الحرارة، ولذلك بإمكان دولتنا وضع أسس وممارسات يمكن اتباعها للمساهمة في بناء مستقبل بكربون منخفض. ونحن لا نستطيع أن نغير مصير كوكب الأرض، ولكننا نستطيع أن نبقى دائماً المساهم الإيجابي الذي يسعى لإحداث تلك التغييرات، بالتعاون مع بقية دول الخليج العربي، وبإمكاننا أن نضغط على دول العالم التي تعلم ما تفرزه من مؤثرات سلبية على الأرض، ولكنها تتجاهل ذلك، وتكمل ماهي ماضية لأجله، ولذلك لابد من قرارت دولية تسهم في خفض معدلات الحرارة، حتى ست درجات وهي مهمة غاية في الصعوبة، ولكن كما تحدينا الكثير من الصعاب بإمكاننا ألا تقف عند جملة المستحيل. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©