السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجرانيت.. احتفالية الشواء في طبقك

الجرانيت.. احتفالية الشواء في طبقك
8 أغسطس 2010 21:32
الجرانيت بالنسبة إلينا مادة للزينة للعواميد وللمطابخ وللمنحوتات، فحجر الجرانيت بلونه الرمادي المائل إلى الأسود أو الكرزي يلفت النظر ويوحي بالفخامة، غير أنه كثر استخدامه في المطابخ كونه يختلف عن الرخام من عدة نواحي. فالحامض والليمون لا يترك أثراً إذا وقع على الجرانيت، ويكفي مسح سطح الجرانيت بقماشة مبللة بالماء والصابون كي يعود إلى لمعانه، في حين أن الرخام يتأثر بالمواد «الأسيدية» كالحمضيات، فإذا ما وقع منها على الرخام لا ينفع معه التنظيف إذ أنه يتآكل ويترك أثراً كأن بلاط الرخام لم يتم تنظيفه. أن الجرانيت معروف بأنه يتحمل درجات الحرارة العالية كما يتحمل درجات الحرارة المتدنية جداً، وبالتالي بالوسع تسخينه أو تبريده على درجة التجميد. والجديد مع الجرانيت، استخدامه للطهي من دون أن يكون هناك ناراً على المائدة. في واحد من منتجعات مدينة العين، مطعم يقدم الطعام نيئاً من لحوم حمراء وبيضاء، من لحوم الضأن والبقر كما لحوم الدجاج والسمك على أنواعه والقريدس (جمبري) والسرطان. والسبب ليس لتناوله نيئاً حيث يأتي الطبق وفيه لوح مستطيل من الجرانيت الذي يكون قد سخّن على درجة حرارة معيّنة، وتوضع على سطح الجرانيت الحار قطعة الستيك أو السمك أو الدجاج، بحسب الطلب. فيختار الزبون بنفسه ماذا يضيف من صلصات وفق مذاقه وبأي قدر. كما يتاح له اختيار درجة الطهي، إن كان يريد اللحم مستوياً قليلاً بشكل معتدل أو مستوياً جداً، ويقطعه ويضع أيضاً الملح والبهار الذي يريد. وتكفي حماوة مستطيل الجرانيت لجعل الستيك مثلاً مستوياً بشكل جيد جداً، فدرجة تحمية الجرانيت مدروسة في هذا النوع من المطابخ كي لا تحترق اللحمة في الوقت الذي يتناول فيها الزبون طعامه. من ميزة الطهي على الجرانيت إمكانية عدم وضع الزيت على اللحمة أو على سطح الجرانيت، وبالتالي بوسع الزبون تناول الطعام الصحي من دون زيوت إذا أراد ذلك، كما أن عملية الشواء هذه لا تصدر رائحة مزعجة ولا دخاناً، وكل ما في الأمر أن دهون الستيك الموجودة أساساً في قطع اللحم قد تصدر عنها نقطاً صغيراً تتطاير إلى جانب الطبق، لذا تعمد المطاعم التي تقدم هذا النوع من أسلوب الطهي إلى وضع فوطة للزبون تربط حول رقبته كي لا تتسخ ثيابه. الطهي على الجرانيت، إلى جانب كونه صحياً، يوفر متعة للذين يتناولون غداءهم أو عشاءهم بهذه الطريقة، إذ أنهم يشاركون في وضع النكهات وفي تقليب قطع اللحمة وتقطيعها وفق الأذواق، فيتشارك الجالسون إلى المائدة بالحديث وبالطهي كأنهم في حفلة شواء التي تتميز بالمشاركة في العادة، بإعداد الطعام، إذ يتولى كل شخص مهمة معيّنة من تحضير الفحم والنار وشكّ قطع اللحمة لشويها وتوفير الهواء بمراوح يدوية للفحم كي يبقى متقداً، وما إلى هنالك. لكن مع الجرانيت، ثمة جمالية أخرى لا تتوافر في المطاعم حيث الطعام يأتي جاهزاً وقد لا تعجبنا درجة حرارته، هناك مشاركة في النصائح لشوي اللحمة ولاستخدام الصلصات وتقليبها وتقطيعها إلى تناولها. ويوفر الجرانيت أيضاً فرصة المحافظة على درجة برودة الطعام وليس فقط حرارته العالية للطهي، إذ أنه بالوسع تبريد قطعة من الجرانيت في الثلاجة وعند تقديم أي نوع من المأكولات التي تحتاج لبرودة معيّنة، أن يتم تقديمها على مستطيل الجرانيت فتبقى باردة حتى وقت معين، ولا نحتاج إلى قطع الثلج التي ستذوب وتترك خلفها ماء. وفي كل الاستخدامات، من المهم معرفة أن الجرانيت سهل التنظيف جداً ولا يحتاج إلى مجهود، فالصابون والماء المعتدل الحرارة يكفي ليعود البريق إلى سطح الجرانيت الذي أسر الألباب بجماليته وتصدّر الكثير من الصروح بمنحوتات حاولت أن تجعل الحجر يتكلّم.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©