الاحتلال يفصل شرق الضفة

غزة - علاء المشهراوي والوكالات:
قالت التقارير الاسرائيلية امس، ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي استكملت فصل القطاع الشرقي من الضفة الغربية عن بقية اجزاء الضفة، وأقامت حواجز تمنع دخول اكثر من مليوني فلسطيني يقيمون في الضفة الغربية من دخول المنطقة الشرقية التي تشكل ثلث اراضي الضفة الغربية، وتشمل غور الأردن، منطقة البحر الميت والمنحدرات الشرقية لجبال الضفة الغربية·
وحسب صحيفة 'هآرتس' تسعى اسرائيل الى تقطيع اوصال الضفة الغربية الى ثلاث مناطق رئيسية محاصرة بحواجز واسوار تحول الضفة الغربية الى 'كانتونات' معزولة وتقضي على اي امكانية للتواصل الجغرافي بين اجزاء الدولة الفلسطينية العتيدة·
وزعم الجيش الاسرائيلي ان فصل القطاع الشرقي عن الضفة الغربية هو اجراء امني وليس له اى ابعاد سياسية، الا ان تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية بالوكالة ايهود اولمرت، ووزير الحرب المسؤول عن الجيش شاؤول موفاز، تؤكد عكس ذلك· فقد اعلن اولمرت وموفاز مؤخرا رفض اسرائيل الانسحاب من المنطقة الشرقية للضفة الغربية رفضا قاطعا، بزعم انها تعتبر منطقة استراتيجية حساسة لأمنها·وقال ان اسرائيل ستواصل الاحتفاظ بغور الاردن في كل اتفاق مستقبلي· كما تنادي الاحزاب الصهيونية الاخرى بمواصلة احتلال غور الاردن، وهو ما دعا اليه رئيس حزب 'الليكود' بنيامين نتنياهو، خلال جولة نظمها لقادة حزبه ووسائل الاعلام الى غور الاردن يوم الاحد، حيث زعم ان الانسحاب من المنطقة سيعرض امن اسرائيل والاردن للخطر!·· كما يرفض حزب 'العمل' الاسرائيلي الانسحاب من غالبية مناطق القطاع الشرقي للضفة الغربية ويطالب الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية هناك·
وقالت الصحيفة ان قوات الاحتلال بدأت بتشديد القيود التي فرضتها على تحركات الفلسطينيين في غور الأردن منذ بداية الانتفاضة، وعملت على منع فلسطينيي وسط وشمال الضفة الغربية من دخول المنطقة الشرقية، بشكل جارف، بعد نقل صلاحيات الامن الداخلي في اريحا للشرطة الفلسطينية في السادس عشر من آذار/مارس 2005
وحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر فلسطينية، فقد بدأت سلطات الاحتلال في ذلك الوقت بمنع الفلسطينيين الراغبين في مغادرة الضفة الغربية عبر جسر اللنبي - المعبر الوحيد المسموح لسكان الضفة باجتيازه الى الأردن- من عبور منطقة الأغوار وحواجزها، بل منعتهم حتى من الوصول الى القرى الواقعة في شمال الضفة الغربية عبر منطقة الأغوار، وهى تجبرهم على السفر عبر مدينة اريحا واجتياز طرق وعرة وحواجز كثيرة تكبدهم مشاق مضاعفة· كما منعت سلطات الاحتلال سكان اريحا وبقية سكان الضفة الغربية ، من اجتياز الحاجز العسكري المقام في منطقة العوجة، الى الشمال من اريحا، في طريقهم الى الاغوار·
وتشمل اوامر المنع الاف السكان الفلسطينيين في بلدات شمال الضفة الغربية كطوباس وطمون التي تقع غالبية اراضيها في منطقة الأغوار· وأشارت الصحيفة الى وجود علاقة عضوية وثيقة بين المواطنين الفلسطينيين في قرى شمال الضفة الغربية وقرى غور الاردن، تشمل قرابة عائلية وملكية اراض وخدمات التعليم والصحة وغيرها· وتعمق خطوة الاحتلال هذه من آفة البطالة المستشرية في الضفة الغربية، حيث تشمل اوامر المنع آلاف العمال الفلسطينيين من سكان شمال الضفة الغربية الذين يعتاشون على العمل في حقول الاغوار· كما تشمل اوامر المنع المواطنين البدو في المنطقة الذين يعتاشون على الثروة الحيوانية، والذين لم يعد بمقدورهم رعاية مواشيهم او الوصول الى مزارع تربية المواشي العائدة لهم في منطقة الاغوار·