الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوريا تنجو من إدانة البرلمان العربي

23 مايو 2011 00:11
في اجتماع شهد خلافات ونقاشات حادة وانتهى إلى إقرار بيان يتجاهل الإشارة إلى الثورات العربية تحت تأثير حملة سورية، طالب البرلمان العربي في اجتماع دورته العادية الأولى المستأنفة أمس بالقاهرة برئاسة علي سالم الدقباسي مجدداً الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحل النزاع حول جزر الإمارات الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" المحتلة بالطرق والوسائل السلمية بما في ذلك اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل فيه. ووافق على توصية لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بمواصلة الإجراءات اللازمة لعقد الجولة الأولى من الحوار العربي الإيراني. وأصدر البرلمان بيانا حول تطور الأوضاع في بعض الدول العربية ـ دون ذكرها بالاسم ـ بموافقة غالبية الأعضاء اكد فيه أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي هذه الدول وضرورة الحفاظ على وحدة النسيج الوطني لشعوبها في مواجهة المخططات الخارجية والصهيونية التي تستهدف زرع بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، بالعمل على تقسيم هذه الدول. وشدد على ضرورة وقف نزيف الدم بين أبناء الوطن الواحد واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان واحترام إرادة شعوبها وحقوقها المدنية والسياسية. وأكد أهمية فتح الحوار الوطني بين مختلف الأطياف الوطنية، بما فيها قوى المعارضة في هذه الدول كما أكد أهمية الإسراع في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية وإطلاق الحريات ووقف الاعتقالات التعسفية للمواطن العربي وفتح المجال للوسائل الإعلامية للتعرف عن قرب على مسار الأحداث بكل شفافية وموضوعية وبما يحقق الأمن والاستقرار السياسي والسلم الأهلي وتحقيق تطلعات الشعوب العربية في نيل حقوقها المدنية والسياسية. وعبر البرلمان العربي عن قلقه ورفضه للصراعات الداخلية والزج بالجيوش العربية في صراعات مع شعوبها ورفض استعمال القوة للوصول للسلطة أو البقاء فيها. وشهدت جلسة البرلمان مواجهة بين رئيس البرلمان الدقباسي والنائب السوري عبدالعزيز الحسن رئيس لجنة الشئون السياسية بالبرلمان حول تجاهل البيان الذي أعدته اللجنة ذكر ما يحدث في سوريا صراحة. وطالب الدقباسي أعضاء البرلمان باتخاذ موقف حاسم إزاء ما يحدث في سوريا، منتقداً مشروع البيان الذي توافقت عليه لجنة الشؤون السياسية فيما يتعلق بالوضع في الدول العربية ووصفه بأنه مخجل، خاصة أنه لم يشر لما يحدث في سوريا بشكل محدد. وألمح الدقباسي إلى تعرضه لتهديدات وضغوط لعدم فتح هذا الموضوع، كاشفاً أن الحراسات الخاصة في مصر تدخلوا لحمايته وأنه تعرض أيضاً للتهديد بطرح موضوع البحرين إذا طرح موضوع سوريا. ورأى أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية تصل في خطورتها إلى مستوى نكبة 48 وحرب 67 والغزو العراقي للكويت وما يحدث في سوريا لم يدرج على جدول الأعمال ولولا اقتراحي ما نوقش. وتساءل كيف يجتمع البرلمان ولا يتناول ما يحدث في سوريا وليبيا من قمع وقتل ووأد وهم يطالبون بالحرية والكرامة. واعتبر الدقباسي أن البرلمان العربي أمام أكبر امتحان عربي فالحكومات العربية محرجة ولا تتخذ قرارا وتسكت عن أنين المعتقلين، وأصوات المطالبين بالحرية. وطالب بوقف آلة القتل وان يحاسب القتلة، مؤكداً أننا أمام فرصة تاريخية إما أن يكون البرلمان وصمة عار أو يدافع عن الحق، وقال" لا يمكن أن نسكت على ما يجري في الشام أو ليبيا والكويت أو غيرها". وطالب الأعضاء عدم الموافقة على مشروع البيان المقدم من لجنة الشؤون السياسية. وجدد الدعوة إلى محاسبة القتلة وإنقاذ الشعبين العربي السوري والليبي، تطبيقا لقرار القادة العرب في قمة الجزائر عام 2005 الذي أكد على احترام حريات وحقوق الإنسان. وقال "لا تخذلوا الشبان الذي كانوا أشجع منا ولا تكونوا مجاملين وقولوا ما يجب ان يكون". وتساءل الدقباسي "ألم تتخذ الجامعة العربية موقفا تجاه ليبيا لماذا لا يكون هناك إجراءات تجاه ما يحدث في سوريا هل هناك صفقة ما؟ لا أعرف، ولكني أعرف أن هناك مسؤولية علينا وهي وان نزود عن حريات الشعوب العربية ارسلوا رسالة بأننا لسنا مع أو ضد، رسالة بأن أي شخص كائن ما كان اذا ارتكب جرائم يجب ان يحاسب". واختتم حديثه بالقول "حاولت أن أكون محايدا ومتزنا واخترت كلماتي بعناية، ولكن القرار لكم وأحتكم ألا تخذلوا الشباب، وأتيحوا الفرصة للشعوب العربية للثقة في مؤسساتها". وانتقد النائب السوري عبدالعزيز الحسن رئيس لجنة الشئون السياسية بالبرلمان العربي حديث الدقباسي، مؤكداً أن الجيش السوري خط أحمر. وتساءل هل الجيش السوري، جيش محتل، مشدداً على أنه جيش قومي وله ماله في الدفاع عن القضايا الوطنية وتناوله خط أحمر.واتهم الحسن الدقباسي بأنه سخر منصبه كرئيس البرلمان وتساءل من هدد الدقباسي، ومن هو لكي يتم تهديده، وقال إن الموضوعية غابت في حديثه، واقتراحه كان تناول ثلاث دول وركز في كلامه على دولتين فقط وتجاهل الثالثة. وقال الحسن إن سوريا من أولى الدول التي دعمت البرلمان العربي لكي يقوم بدوره وهي دولة المقر وأرادت أن يكون هذا البرلمان عروبيا لا أن نحوله سواء كنا ندري أو لا ندري، إلى أداة لتنفيذ أجندات أجنبية تجاه أمتنا العربية فهذا نوع من الخيانة واستدرك قائلا "لا أتهم أحدا".وأضاف لقد خرجنا بهذا البيان لأن هناك قواسم مشتركة سلبية، بين معظم الدول العربية. وقال نعم للإصلاح في سوريا وأى دولة عربية ونعم لفتح حوار وطني مع كافة أطياف الشعب في سوريا وغير سوريا. ونعم لمحاكمة كل من ارتكب جريمة بحق مدني أو عسكري. وانتقد النائب السوداني محمد الحسن الأمين وصف الدقباسي لمشروع البيان بأنه مخجل، وقال "اعتقد أن فيه إساءة للجنة وأرجو أن يتم سحبها من مضابط الجلسة". ودافع النائب الفلسطيني تيسير القبعة عن النظام السوري وتساءل من هدد رئيس البرلمان العربي حتى أن السلطات المصرية وضعت حراسة عليه، ومن هدده بإثارة موضوع البحرين وطالبه بتحديد الأسماء التي هددته حتى تطرد من القاعة. وفي نهاية السجال عرض البيان للتصويت فحظي بموافقة الأغلبية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©