جنوب وزيرستان (وام)
أشاد سكان منطقة جنوب وزيرستان بالمساعدات الإنسانية الإماراتية لمناطقهم، خصوصاً مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك الذي تم إنشاؤه بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بمنطقة جنوب وزيرستان في باكستان.
ويعتبر مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك من أهم المشاريع التنموية التي أثرت بصورة إيجابية وفعالة في حياة ومستقبل أهالي منطقة جنوب وزيرستان والمناطق المحيطة بها، حيث أسهم هذا المشروع الصحي الحديث في توفير الرعاية الصحية الحديثة والخدمات العلاجية المتطورة لسكان المنطقة، خاصة لفئات الأطفال والنساء وكبار السن.
واليوم وبعد سنوات طويلة من المعاناة الشديدة بسبب عدم توافر الخدمات الأساسية، ومرافق البنية التحتية وصعوبة التنقل والعلاج والتعليم، يعيش سكان مناطق جنوب وزيرستان مرحلة جديدة من مراحل التقدم والازدهار والأمل لمستقبل آمن وأفضل، من خلال استفادتهم وانتفاعهم بالمشاريع التنموية والإنسانية التي نفذتها دولة الإمارات من خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان الذي نجح في تنفيذ وإنجاز أكثر من 28 مشروعاً تنموياً في مجالات التعليم والصحة والمياه والطرق والجسور في جنوب وزيرستان، بالإضافة إلى مجال المشاريع الإنسانية التي شملت توزيع المساعدات الغذائية، وتنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال.
وتتوافد يومياً منذ افتتاح مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك في شهر يونيو الماضي أعداد كبيرة من سكان منطقة جنوب وزيرستان والمناطق القريبة والمجاورة لها إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث يستقبل قسم الطوارئ يومياً نحو 300 مراجع، بينما يستقبل قسم الطب الوقائي يومياً أكثر من 200 طفل للتشخيص وتلقي العلاج والتطعيمات، ومن ضمنها التطعيم ضد شلل الأطفال الذي تقدمه حملة الإمارات للتطعيم لأطفال المنطقة.
ويضم المستشفى أقساماً ومرافق متعددة وعيادات تخصصية وأجنحة تنويم وعناية مركزة وقسماً لغسيل الكلى وجناحاً للولادة، إضافة إلى غرف العمليات وقسم الأطفال الخدج ووحدة الطب الوقائي والصيدلة والمختبرات مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.
ويأتي مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك الذي تم تشييده على مساحة قدرها 4330 متراً مربعاً بتكلفة خمسة ملايين دولار في إطار الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في جمهورية باكستان الإسلامية من خلال تبنيها تنفيذ عدد من البرامج والمشاريع الصحية التي تهدف إلى تعزيز جهود وزارة الصحة الباكستانية ودعم قدراتها لتمكينها من ترقية خدماتها الطبية في المرحلة المقبلة، خدمةً للشعب الباكستاني، كما أنه يمثل إضافة جديدة ونقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية الحديثة في المنطقة من خلال تقديم الخدمات الاستشارية والعلاجية الحديثة والرعاية الصحية الشاملة المتكاملة لأبنائها.
وأشاد سكان منطقة جنوب وزيرستان بدور دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم القطاع الصحي، وعبّروا عن سعادتهم بإنشاء وبدء تشغيل مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك للرعاية الصحية في المنطقة والذي سيمكّنهم من الحصول على مستوى عالٍ من خدمات الرعاية الصحية في فترة زمنية قصيرة، كما سيجنّب المرضى السفر لمسافات طويلة وشاقة إلى المدن الأخرى التي تتوفر فيها المستشفيات والعيادات.
وقال عبدالرحمن من سكان «وانا» -في تصريح لوكالة أنباء الإمارات- إن مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك أفاد سكان هذه المنطقة كثيراً وهم معتمدون على هذا المستشفى الحديث في كل ما يختص بأمور الرعاية الصحة، مشيراً إلى أن جميع مرضى المناطق القريبة يتوافدون إلى هذا المستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف أنهم يأتون بأطفالهم إلى هنا لتطعيمهم ضد مرض شلل الأطفال وعلاجهم، مؤكداً أنه قبل بناء هذا المستشفى لم يكن هناك أي مركز للرعاية الصحية في المنطقة، وهو الأمر الذي أدى إلى وفاة الكثير من النساء والأطفال المرضى بسبب عدم وجود الخدمات العلاجية القريبة أما الآن فسكان المنطقة سعيدون ويحمدون الله على وجود هذا المستشفى وتوفر جميع خدمات الرعاية الصحية فيه.
وعبر عبدالرحمن عن شكره لدولة الإمارات على بناء هذا المستشفى وإنجاز هذا المشروع الحيوي الذي يحمل اسم الشيخة فاطمة بنت مبارك، أطال الله عمرها.
وقالت شاذية قيوم، إحدى الممرضات العاملات في مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك، إن هذا المستشفى حقق الفائدة لجميع سكان المنطقة الذين كانوا يعانون من عدم وجود أي مستشفى قريب من المنطقة فيضطرون للسفر إلى مدن أخرى بعيدة للحصول على خدمات الرعاية الصحية خصوصاً في حالات الطوارئ وفي منتصف الليل، ولذلك يعتبر بناء هذا المستشفى تقدماً هائلاً ونمواً لهذه المنطقة وجميع سكانها الذين يستفيدون من خدماته كثيراً.
أما بالنسبة إلى النساء فقالت الممرضة شاذية قيوم، إنهم من أكثر المستفيدين من خدمات هذا المستشفى، حيث إن سكان هذه المناطق كلهم من قبائل لا تسمح لنسائها بمراجعة الأطباء الرجال في أي حال ومن ثم استحالة علاج أمراض النساء ولهذا السبب زادت الأمراض بين النساء في المنطقة وحالات الوفاة، خاصة في أثناء الولادة، ولكن بعد بناء هذا المستشفى ووجود طبيبات متخصصات في أمراض النساء والأطفال زادت نسبة النساء المراجعات لهذا المستشفى وبشكل متواصل وأكثر فعالية فهن ممن استفدن أكثر من غيرهن.
وأشارت إلى أن سكان هذه المناطق كانوا يسافرون إلى مدينة ديرا إسماعيل خان التي تبعد نحو 450 كيلومتراً لتلقي خدمات الرعاية الصحية والآن ومنذ افتتاح هذا المستشفى ووجود طبيبات اختصاصيات في أمراض النساء والأطفال صارت نساء المنطقة يقبلن على مراجعة المستشفى بشكل متواصل لتشخيص الأمراض وتلقي العلاج لهن ولأطفالهن.
أما بالنسبة إلى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال فأكثر من 200 طفل يُطعَّمون يومياً في هذا المستشفى، وفي الماضي كان السكان يمتنعون عن تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال بسبب الإشاعات والمعتقدات الخاطئة تجاه لقاحات التطعيم، والآن بعد إنجاز هذا المستشفى زادت توعية الناس بالرعاية الصحية وبدأ السكان الإقبال على تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال بصورة كبيرة.
وتقدمت شاذية قيوم بالشكر والتقدير لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، على ما قدمته من أيادٍ بيضاء تجاه الشعب الباكستاني عموماً، وسكان جنوب وزيرستان خصوصاً.
عدد اليوم
