الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ترانيم سالم الحتاوي» تُثير الطاقات التمثيلية للمبتدئين

«ترانيم سالم الحتاوي» تُثير الطاقات التمثيلية للمبتدئين
8 أغسطس 2010 22:06
اختتم مسرح دبي الشعبي في مقره مساء أمس الأول ورشة فنون التمثيل المسرحي للمبتدئين التي انطلقت فعالياتها بإشراف الممثل عبدالله صالح في العاشر من الشهر الماضي، بعرض مسرحي تحت عنوان “ترانيم سالم الحتاوي”، وهو عبارة عن توليفة من المشاهد التي اختارها عبدالله صالح من أربع مسرحيات للكاتب المسرحي الراحل سالم الحتاوي هي: “مواويل”، و”السواحل”، و”الجوهرة”، و”الياثوم”، وذلك في ثمانية اسكتشات مسرحية. وشهد حفل ختام الورشة المسرحية، بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة في وزارة الثقافة والشباب والتنمية المجتمعية، وسعيد النابودة المدير التنفيذي بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون. وبدأ الحفل بكلمة ألقاها ياسر القرقاوي رئيس لجنة التوثيق والإعلام في مسرح دبي الشعبي، مسؤول الورشة، تطرق فيها إلى الدور الذي تقدمه وزارة الثقافة والشباب والتنمية المجتمعية وهيئة دبي للثقافة والفنون، مؤكداً أن هذا النوع من الورش يهدف إلى وضع الشبان والشابات الإماراتيين من محبي المسرح على السكة الصحيحة فنياً، بحيث يرفدون الحركة المسرحية الإماراتية بدمائهم الشابة. وشارك في العرض أربعة وعشرون متدرباً ومتدربة جاءوا من جميع أنحاء الدولة، وقبل أن ينفتح العرض على مشهد الاستهلالي تحية لسالم الحتاوي، كان المتدربون قد انتشروا على خشبة المسرح في أوضاع تمثيلية ساكنة منحت الحاضرين الذين ملأوا قاعة المسرح تماماً إحساساً بالجدية من قِبل المتدربين أنفسهم على نحو ما يحدث أحياناً في بعض المسرح التجريبي، أي أن يدخل المتفرج من اللحظة الأولى إلى لحظة العرض ويتعامل معه بنوع من الجدية، على الرغم من أن المتدربين يظهرون لأول مرة على خشبة مسرحية. هذه الجدية في التعامل مع المسرح بوصفه فكرة من البدء انتقلت إلى طبيعة الأداء على الخشبة، فقدم الممثلون الشبان عرضاً متفاوت الأداء سواء لجهة الصوت أو الإمكانات التعبيرية للجسد وإيصالها للمعنى عبر علاقة الكلام بالملفوظ أو لجهة علاقة جسد الممثل بالممثلين الآخرين، وهذه كلها يتجاوزها المرء بالمثابرة والإصرار والإرادة القوية. في هذا الصدد، يبقى القول ان المشهد الأخير من هذا العرض “الشاب” كان أكثرها إتقاناً وجمالية على مستوى التمثيل، مشهد اختاره عبداله صالح من “الياثوم” ولم يقتصر عمله فيه على أنه تمرين مسرحي، بل ثمة موقف نقدي يدين فعل الشعوذة أدّاه الممثلون بنجاح استحقوا عليه، هم ومعلمهم، تصفيق الجمهور لما فيه من أداء متقن ودرامية إنسانية. هكذا انتهى العرض مثلما بدأ بكلمات حيّا فيها عبدالله صالح صديقه الراحل بكلمات مؤثرة: “كرّموك الناس كلها والله تستاهل نصوصك بس هذا اليوم جينا وكلنا يا سالم شخوصك”. هكذا وضع عبدالله صالح بدوره، خبراته الفنية في عملية التدريب على التمثيل المسرحي التي ترقى إلى اثني عشر عاماً في هؤلاء الشبان الذين يأمل منهم الاستمرار والتشبع أكثر بحب المسرح. تلى ذلك توزيع الشهادات والهدايا على المشاركين في العرض والقائمين عليه من قِبَل بلال البدور وسعيد النابودة. وقد بدا عبدالله صالح، متأثراً بما أنجز، حيث خرج إليه الناس إلى الخشبة يهنئونه على هذا الصنيع، في لقاء مع “الاتحاد”، فقال صالح “لدي خبرة في التمثيل ولن أدخرها وأريد نقلها إلى هؤلاء الشبان، لكن ما زال أمامهم الكثير ليفعلوه، إذ عليهم الاستمرار والعطاء بلا حدود في البداية كي يقطفوا ثمار تعبهم، وان هذا النوع من الدورات قد خرج الكثير من أمثالهم الذين باتوا الآن معروفين لأنهم استمروا ولم يكن نفَسهم قصيراً، وبالتالي فان تخرج من هذه الورشة أو تلك بممثل واعد أو اثنين فهذا إنجاز كبير”. من جهته، قال الممثل عادل إبراهيم أمين سرّ مسرح دبيّ الشعبي لـ”الاتحاد”: “لقد أخذنا على عاتقنا أن نسمي المسرح بيت الورش، بحيث يتم تقديم ورشة للمبتدئين لا تتجاوز الأساسيات الأولى لإنتاج العملية المسرحية، مع التركيز على التمثيل بالذات”، وأضاف: “تالياً نقدم ورش عمل متقدمة تبعاً لاختصاصات الفنون المسرحية إجمالاً كتصميم الديكور والإضاءة والمكياج وسواها، بهدف سدّ النقص في احتياجات الحركة المسرحية المحلية”. من جهته، قال ياسر القرقاوي المشرف على الورشة لـ”الاتحاد”: “إن رهاننا هو على الاستمرارية، أي على المستقبل، وهو ليس مستقبل هؤلاء الشبان وحدهم، بل مستقبل مسرح دبي الشعبي والحركة المسرحية الإماراتية إجمالاً”. وفيما يتصل ببرنامج العمل خلال الورشة، أضاف القرقاوي: “يبدأ برنامج العمل بدءاً من قراءة طاولة (بروفات الطاولة)، كما الأمر في المسرح المحترف ثم يتلقون تمارين في الحركة على الخشبة، بحيث يدرك الممثل علاقة جسده وملفوظه بما لدى الممثلين الآخرين ليصل العرض إلى مستواه المطلوب من ممثلين مبتدئين”. وختم بالقول: “أحياناً نصادف متدربين لديهم ميل أكثر من التمثيل باتجاه الإخراج أو التأليف المسرحي مثلاً، وهذا ما سوف نخصص له دورات لاحقة بانتهاء الصيف”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©