جماهيرنا تحتفل باللقب مع الأبطال وسط أجواء رائعة

رسم جمهورنا الكبير الذي تابع مباراة منتخبنا الأولمبي مع نظيره الكويتي في نهائي “خليجي 2” صورة رائعة للمثالية في تشجيع منتخب بلاده، عندما قطع المسافات الطويلة، حتى وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة، لكي يساند فريقنا في المباراة الختامية والتي شهدت تتويج “الأبيض” باللقب عن جدارة. استيقظ الشارع القطري صباح أمس الأول على وجود العديد من السيارات التي تحمل اللافتات الإماراتية، واعتقد الكثيرون أنها مجرد رحلة لعدد قليل من السيارات، ولكن تكشفت الحقيقة عندما اقتربت الساعة من السادسة والنصف بتوقيت الإمارات بأن هذا العدد الكبير من سيارات الإمارات هي لعشاق الأبيض، حيث حرصت هذه الجماهير الغفيرة التي حضرت وبكثافة عالية في مدرجات ستاد إسباير المغطى والتي ظلت من اللحظة الأولى للمباراة حتى الختام وهي تتغنى بالأبيض وإبداعاته في أرض الملعب. إنها قصة جميلة لجمهور أجمل، لبى النداء عندما طلب لاعبونا والبعثة الموجودة في الدوحة العون والمدد من الوطن بحضور الجمهور الحبيب خلف “الأبيض” الغالي، ولم نكن نتوقع هذه السرعة في الاستجابة، حيث تحركت السيارات وقبلها المشاعر من قلب كل محب لمنتخبنا، حتى من لم يحضر كانت مشاعره بكل تأكيد في قلب الحدث ويدعو لنجومنا بالعودة لأرض الوطن حاملين الكأس الخليجية بعد رحلة ناجحة لهؤلاء الجنود من اللاعبين الذين نبني عليهم حلم المستقبل. وكانت أعداد كبيرة من جماهيرنا قد وصلت إلى الدوحة متأخرة بسبب عدم دخولهم قطر، قبل المباراة لظروف اضطرارية، جعلت جماهير كثيرة حضرت لأرض الملعب بعد انتهاء المباراة وفوز منتخبنا، لكن الفرحة أصبحت فرحتين، الأولى بتتويجنا باللقب الخليجي والثانية بوصول جماهيرنا بسلام واحتفالها مع لاعبينا وسط زفة أكثر من رائعة، جعلت بالفعل مشاعر الوطنية تظهر بقوة في مثل هذه الأجواء. وعندما علمت إدارة البعثة بمدى المشقة التي تعرضت لها جماهيرنا من أجل الوصول للدوحة كان القرار السليم والمناسب هو الحجز لهذه الجماهير الوفية لكي تعود بالطائرات حتى لا تتحمل مشقة العودة. والتفت الجماهير حول محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة وهنأته وباركت لهذا المنتخب الذي يبشر بالخير، وعلم الرميثي بما تحملته جماهيرنا من مشقة السفر للدوحة، وكان القرار الفوري هو عودة هذه الجماهير على طائرات إلى أرض الوطن. ومبادرة اتحاد الكرة بالرد السريع على الجماهير بالحجز لهم على الطائرات للعودة تؤكد الارتباط الكبير بين اتحاد اللعبة وجمهورنا الوفي. وبذل كل من راشد الزعابي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة رئيس الوفد وسامي الهامور عضو العلاقات العامة جهوداً كبيرة في هذا المجال، حتى يتم توفير الراحة المناسبة لجماهيرنا وتأمين عودتهم إلى أرض الوطن بشكل يليق بهم بعد أن آزروا الأبيض في يوم التتويج بالذهب. وبخلاف الجماهير التي لم تستطع الحضور منذ بداية اللقاء الأخير مع الكويت فان هناك جماهير غفيرة ملأت مدرجات ملعب إسباير وكان لوجودها مفعول السحر لدى اللاعبين، حيث شاهد لاعبونا قبل المباراة جماهيرنا تزحف بكثافة للملعب فدبت الثقة أكثر في قلوبهم، وأن اليوم الختامي سيكون “أبيض” وقد كان، حيث تحولت أجزاء كثيرة من أرض الملعب إلى احتفالية، وكأننا نلعب المباراة في أبوظبي أو دبي أو العين أو أي مكان بالإمارات، فلم يشعر لاعبونا بأنهم خارج الحدود. تفننت جماهيرنا في كلمات التشجيع وبشكل حضاري ومثالي في نفس الوقت، ثقة جمهورنا كانت كبيرة في لاعبينا من البداية للنهاية، حيث ظلت على وتيرة واحدة من الهتاف للاعبين على مدار 90 دقيقة، وما إن انتهت المباراة حتى طار لاعبونا تجاه جمهورنا ليقولوا لهم شكراً على حضوركم، وها نحن قد وعدناكم باللقب وحققناه، وفي نفس الوقت نهدي هذه الكأس الخليجية لكم أيضاً. إن ما فعلته جماهيرنا مع الأبيض المونديالي والخليجي في نفس الوقت يؤكد أن ملاعبنا ومدرجاتنا بها جماهير عاشقة لكنها تتطلع إلى البطولة والفريق البطل، والأبيض فجر هذه الطاقة الجنونية للجمهور فوجدنا ما لم نكن نتوقعه خارج الحدود. رئيس اللجنة المنظمة: «الأبيض» مذهل ويستحق اللقب بلا منازع صبحي عبد السلام (الدوحة) - أكد سعود المهندي أمين السر العام بالاتحاد القطري لكرة القدم ورئيس اللجنة المنظمة لبطولة المنتخبات الأولمبية الخليجية التي توج “الأبيض” بلقبها أمس بالدوحة إن المنتخب الأولمبي الإماراتي استحق لقب بطولة “خليجي 2” عن جدارة وبلا منافس، لأنه فريق بارع، ويمكنه تحقيق طفرة كبيرة للكرة الإماراتية في السنوات المقبلة. وقال المهندي في تصريحات لـ”الاتحاد”، بداية أتوجه بالتهنئة لاتحاد الكرة في الإمارات الشقيقة، ولكل محبي وعشاق كرة القدم في ربوع البلاد على الإنجاز الرائع الذي حققه “الأبيض” بحصد لقب النسخة الخليجي في النسخة الثانية، وللحق فإن هذا الفريق مذهل، ولم يكن من السهل أبداً على أي منافس إبعاده عن منصة التتويج، بل ما فعله “الأبيض” في الدوحة مجرد بداية لعصر من البطولات والأمجاد الكروية لهذا الفريق الرائع. وصراحة توقعت من بداية البطولة أن يذهب اللقب لـ”الأبيض” لأنه الأفضل والأكثر جاهزية من كل الفرق الأخرى التي شاركت في البطولة، وقدم مستويات عالية، من حيث الأداء الفني والمهاري والخططي أيضاً، وتشعر وكأنه فريق كبير صاحب خبرة ويلعب منذ سنوات طويلة وليس فريقاً أولمبياً . وأضاف لو استمر المنتخب الإماراتي على هذا المستوى، وهو المتوقع فإنه سيكون حاضراً وبقوة في دور الألعاب الأولمبية 2012 بالعاصمة الإنجليزية لندن، وسيكون خير ممثل للكرة العربية والخليجية بل والآسيوية في الأولمبياد، وأنا شخصياً مبهوراً بأداء الفريق، وأسلوبه المتميز، من حيث تكامل الأداء وترابط الخطوط، بالإضافة إلى وجود عدد من اللاعبين الموهوبين الذين سيكون لهم مستقبل كروي غير مسبوق، وخصوصاً الداهية أحمد خليل المهاجم القناص والفذ الذي يستطيع هز الشباك من أنصاف الفرص، وقبل أن أهنئ الأخوة في الإمارات على اللقب الخليجي، أهنئهم على هذا الفريق الواعد وجهازه الفني الوطني. وحول المباراة النهائية قال المهندي: لقد كانت مسك الختام قدم خلالها المنتخبان الإماراتي والكويتي عرضاً مثيراً أمتع الجماهير الخليجية في كل مكان، وكنت أتابع المباراة بشغف داخل ملعب المباراة، وأنا كرئيس للجنة المنظمة وكمواطن خليجي قبل ذلك أشعر بالفخر أن لدينا كرة قدم حقيقية على هذا المستوى، ويستحق الفريق الكويتي أيضاً كل التقدير والاحترام فقد لعب بقوة وكافح بشرف، حتى الثانية الأخيرة من المباراة، ولكن عنصر الخبرة رجح كفة “الأبيض” بالهدف الجميل للموهوب أحمد خليل. وأضاف المهندي: لقد كان النهائي تحفة رائعة بالملعب المغطى، ليس فقط لجمال العرض الذي قدمه “الأبيض” و”الأزرق”، بل لهذا الزحف الجماهيري، خصوصاً من الجماهير الإماراتية العظيمة التي زحفت بأعداد غفيرة، وتحملت مشقة السفر بالسيارات، وجاءت عن طريق البر لمؤازرة فريقها البطل، وهذا الحضور الجماهير حول الملعب إلى كرنفال حقيقي ساهم في نجاح البطولة وزين ملعب المباراة يوم النهائي، وكان بالفعل المشهد الأجمل في ختام البطولة الخليجية، وأعتقد أن إقامة البطولة في الملعب المغطي بأكاديمية إسباير حقق نجاحاً كبيراً، بشهادة كل الوفود الخليجية التي شاركت في البطولة، على الرغم من المخاوف التي كانت تساور البعض، وأعتقد أن هذه التجربة سوف تشجعنا على تكرارها في أكثر من بطولة. وحول أداء ونتائج المنتخب القطري في البطولة، قال المهندي: صراحة لم يكن أداء منتخبنا على المستوى المأمول، خاصة أن الفريق خاض فترة إعداد جيدة ختمها بمعسكر تدريبي في هولندا لعب خلاله عدد من المباريات القوية، وكنت أتمنى أن يتواجد العنابي في نهائي البطولة، لكن لم تأت الرياح بما يشتهي الفريق الذي لم يعبر عن نفسه واكتفى بالترتيب الرابع، وأتصور أن “العنابي” خرج بالكثير من الدروس المستفادة، وعلى مدرب الفريق أدريانسي أن يسارع بتصحيح الأخطاء الفنية، والوقت في صالحه قبل بطولة دورة الألعاب الآسيوية بالصين، والتصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن، وهي الهدف الأساسي من مسيرة العنابي. وفي النهاية أؤكد على أن البطولة نجحت من كافة الوجوه، وستحظى باهتمام أكثر من كل المنتخبات الخليجية في السنوات القادمة، مع تثبيت موعدها. ميرزا أحمد: أهنئ المنتخب بالأداء الجميل الدوحة (الاتحاد) - وجه ميرزا أحمد الأمين العام المساعد للجنة التنظيمية الخليجية التهنئة لمنتخب الإمارات، حيث قال: “تملكون منتخباً كبيراً، ولابد أن نهنئ الشعب الإماراتي على هذا المنتخب المنظم، والذي أثبت أن التنظيم والترتيب في مجال كرة القدم له فوائده الكبيرة، وما شاهدناه في المباراة النهائية يؤكد أن “الأبيض” منتخب له خبرته وشخصيته التي فرضها منذ وصوله إلى الدوحة من أجل المشاركة في البطولة”. وأضاف: “النجاح الكبير للنهائي كان له أكثر من سبب في مقدمتهم الجمهور الكبير الذي حضر والمستوى الفني الذي تابعناه جميعاً، وفارق الأهداف القليلة في المباريات، يؤكد أن المستوى الفني للبطولة كان قريباً للغاية، وتم توفير كافة العوامل لكي تخرج البطولة في مستواها الراقي”. حسن إسماعيل: البطولات تمنح الثقة للجيل الحالي الدوحة (الاتحاد) - وصف حسن إسماعيل مدرب حراس المرمى لاعبي «الأبيض» بالنجوم، وقال: «إنهم يسيرون في درب البطولات وهذه المباريات والإنجازات بدون شك سوف تكسب هذا الجيل ثقة كبيرة وترسم له المستقبل الجيد، وقدم اللاعبون بشكل عام أداءً راقياً من البداية للنهاية». عبد العزيز هيكل: جمهورنا أسعدنا بحضوره الدوحة (الاتحاد) - قال عبد العزيز هيكل لاعب منتخبنا الأولمبي إن الحضور الجماهيري الكبير للمباراة النهائية بالدوحة أسعدنا كثيراً، وعندما كنت أنظر إليه أخشى ألا نسعدهم، لكننا تعاهدنا على إسعادهم والعودة للوطن باللقب الخليجي الأول في النسخة الثانية لهذه البطولة». وأضاف: «المباراة جاءت صعبة وتعاملنا معها بالطريقة المناسبة من خلال خطة مدربنا مهدي علي، وقيام اللاعبين بتنفيذ الواجبات المطلوبة منهم تماماً على مدار 90 دقيقة».