الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبداع تصاميم منزلية تتوافق مع البيئة ليس مكلفاً دوماً

إبداع تصاميم منزلية تتوافق مع البيئة ليس مكلفاً دوماً
23 مايو 2011 19:18
الحصول على بيئة صحية آمنة مطلب تسعى إليه الكثير من شركات التصميم الداخلي التي انتهجت خططاً، ووضعت أنظمة خاصة بها كي تحقق وتصل إلى نقطة خلق بيئة مريحة وآمنة للفرد سواء كان في المنزل أو حتى في عمله. تغفل نقطة تأثيرها على البيئة إذا ماكانت إيجابياً أو سلبياً وعلى اعتبار أهمية تنظيم قطع الأثاث واختيارها لهم. عبر توظيف موارد وخامات غير ضارة، وضعت شركات التصميم الداخلي نصب عينيها استخدام الموارد التي تتوافق مع البيئة، فاستطاعت أن تنتهج تدابير آمنة في تنفيذ العديد من مشاريع التصميم الداخلي تحقق الريادة في التصميم البيئي الذي بلاشك سوف تكون انعكاساته على سلوك كل الأفراد بإيجابية تامة. يشير ماركوس بيش، مدير عام إحدى شركات التصميم: “ من المقلق أن ينظر كثيرون إلى مسألة الاستدامة البيئية كتقليعة عابرة وعدم إيلاء هذه المسألة بالغة الأهمية ما تستحقه من اهتمام، ومع توارد الشواهد على خطورة المشكلة البيئية، محلياً وإقليمياً، بات لزاماً علينا الآن، أن نتخذ الخطوات الفورية اللازمة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية كشركات متخصصة في التصميم الداخلي التي يجب تنتهج خطوات عمل تسير وفق نظام خلق بيئة صحية آمنة في الديكور الداخلي. وفي خضم زخم الجهود والمبادرات الحكومية الهادفة إلى تعزيز المعرفة والتوعية بالممارسات المراعية للاستدامة البيئية، علينا كأفراد أن نتحمل مسؤولياتنا إزاء البيئة عبر تدابير استباقية لن تكلفنا شيئاً، بينما ستسهم إلى حد بعيد في حماية البيئة”. مواد معادة التدوير ويرى بيش قائلاً: تتم عملية توظيف أنظمة وخامات الديكور الداخلي بما يتوافق مع البيئة من خلال انتقاء واختيار المواد والمنتجات القابلة للتجديد، والمواد المستدامة المعتمدة على مصادر طبيعية قابلة لإعادة التدوير، واستخدام المنتجات التي تحمل شهادة من مجلس رعاية الغابات لجميع المنتجات الخشبية، وأيضا استخدام المواد المستدامة من خلال مراعاة الممتلكات المعاد استخدامها أو تكريرها، مثل: المفروشات المجددة، والمواد غير الضارة بالهواء أو قليلة الضرر، مثل: الدهانات والتشطيبات ذات التركيبات العضوية وقليلة التطاير، والمنتجات المعتمدة على نسبة عالية من المواد المعاد تدويرها، بالإضافة إلى المنتجات المحلية، والمواد المنتجة في بيئة مستدامة، مثل الأخشاب المعتمدة من مجلس رعاية الغابات، والحصول على المستندات المناسبة لدعم المطالبات المقدمة، مثل نتائج الفحوص من المختبرات المعروفة والمعتمدة، أو اعتماد مؤسسة معروفة يوضح نسبة المواد المعاد تصنيعها، إلى جانب اتباع التعليمات الصادرة عن المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء USGBC، أو مؤسسة بحوث البناء وفق أسلوب التقييم البيئي BREEAM. وأخيراً فإننا نتبع خطتنا الخضراء الخاصة بشركتنا لنحقق المعايير المطلوبة وفقا لشهادة اعتماد «الريادة في تصميم أنظمة الطاقة وحماية البيئة» «لييد» (الفئة الذهبية) LEED، على المستوى الإداري وفي موقع العمل. ولا يألو فريق الشركة أي جهد ممكن لاستيراد الأخشاب من مناطق الغابات المستدامة بيئيا. ومن الأمثلة على ذلك، العمل على إعادة تشكيل أسطح المكاتب القديمة، وتغليفها بالراتنج الفينولي وضغطها إلى صفائح، لتشكل بذلك أسطح مكاتب جديدة معاد تدويرها بنسبة 100 بالمائة. عناصر مهمة ويضيف بيش قائلاً: إن الاعتبار الأساسي في إنشاء ما يناسب البيئة يكمن في أخذ العناصر التالية بالحسبان، بداية عنصر المياه، من خلال إضافة أدوات تقلل من استهلاك الماء مثل الصنابير قليلة التدفق، أو استخدام خزانات الحمامات قليلة الاستهلاك للمياه، وانتقاء المواد القابلة لإعادة التدوير، أو المحتوية على نسبة عالية من هذه المواد، والحرص على استخدام المفروشات المعمرة والتي تدوم طويلًا، أو تجديد المفروشات الحالية. ومن حيث الإضاءة أخذ مسألة الاستفادة من الإضاءة الطبيعية في الحسبان في مرحلة تخطيط المكان من خلال تصمم نوافذ على مساحات واسعة من المكان مما يعزز الاعتماد على ضوء النهار. واستخدام حساسات ضوئية في الأماكن التي نزورها وقت الحاجة فقط. ومن حيث عنصر الطاقة فيجب العمل على استخدام أدوات قياس وتوفير الطاقة للتحكم في استهلاكها، ومن حيث الهواء، استخدام أسلوب التهوية الطبيعية، والتأكد من ملائمة درجة الحرارة. ومن حيث مبدأ التصميم، فيجب اعتماد مبدأ القليل يغني عن الكثير في تفصيل التصميم الداخلي وعملية انتقاء محتويات ومفردات الاثاث الذي يجب أن تكون وفق متطلباتنا الحياتية، وبما يتلاءم مع مساحات المكان والغرض من وجودة، والابتعاد بقدر الامكان عن حشو الاماكن والفراغات الداخلية، فيتحول المكان إلى مخزن وبيئة لتجمع الغبار، وسرعان ما يتسلل الملل في أرجائه. معايير خضراء ونؤكد دائماً على ضرورة اعتماد وانتقاء المواد والأدوات على معايير خضراء من خلال اعتماد المواد المعاد تكريرها أو المواد القابلة لإعادة التكرير من صناعة الاثاث ومفردات الديكور الداخلي ، ومن حيث معرفة نوعية الخامات المستخدمة، هل هي عالية الاعتمادية، سهلة الصيانة، وهل هي قابلة للتجديد، وايضاً النظر إلى اللياقة الزمنية، هل سيبقى تصميم المنتج مناسباً وعصرياً؟ بالإضافة إلى معرفة دورة الحياة، هل للمواد الأولية للمنتج دورة حياة سريعة؟ مثل الخيزران. وأيضا تحسس عنصر الطاقة، ما هي نسبة الاستهلاك خلال فترة التصنيع والنقل. والحرص على انتقاء الخامات من الدهانات ذات التركيبات العضوية وقليلة التطاير، والمواد اللاصقة والتشطيبات الأخرى، واستخدام المواد التي تتلاءم مع ظروف البيئة المحلية. تلافي العجلة ويرى بيش قائلاً: كما لن يكون مجدياً من الناحية العملية أن نتخلص، على عجل، من كافة مصابيح الإنارة التقليدية للتحول إلى مصابيح إنارة مقتصدة في الطاقة. وليس ذلك مراعاة للتكلفة الباهظة فحسب، بل أيضا لأن التخلص من مصابيح الإنارة التقليدية بهذه الطريقة سيضر البيئة حتما. لذا تحول نحو مصابيح الإنارة المقتصدة في الطاقة تدريجياً، فكلما تعطل مصباح إنارة اختر مصباح إنارة من النوعية المقتصدة في الطاقة بديلا له. وهذا ينطبق على منازلكم ومكاتبكم على السواء. كما لابد من فصل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية حيث يقول الخبراء إن 40 بالمئة من كافة الطاقة الكهربائية المستخدمة في تشغيل أجهزتنا الإلكترونية المنزلية يتم استهلالكها بينما تلك الأجهزة في غير حالة تشغيل. لذا، يُفضل فصل الحواسيب الشخصية والأجهزة الإلكترونية وأجهزة الشحن المختلفة من الكهرباء في حال عدم استخدامها. وربما من الأسهل في مثل هذه الحالة استخدام منصة أحادية متعدِّدة المقابس لتشغيل الحاسوب والشاشة والسماعات والماسحة الضوئية والطابعة وغيرها، بحيث يمكن فصلها جميعاً من الكهرباء بخطوة واحدة. وإن أفضل نصيحة هي العودة إلى المصادر المستنزفة الرئيسية، وإعادة السيطرة على استهلاكها إلى أدنى مستوى من خلال عملية، تركيب أدوات وصنابير مياه قليلة التدفق والاستهلاك، واستخادم نظام التقطير للري في الحدائق بدلاً من زيادة استخدام خراطيم المياه. وقياس الاستهلاك ونسبة التوفير مع الوقت، حيث يجب أن تفوق قيمة التوفير قيمة الاستثمار أو التكلفة المدفوعة، والعمل على استبدال المصابيح المتوقفة عن العمل أو المكسورة مع الوقت بمصابيح موفرة للطاقة، والتأكد من أن مصادر الضوء مستخدمة بحكمة وفقط في الأماكن المسكونة. واعتماد حساسات الإشغال والحركة في الحمامات وممرات الحدائق. وعند استبدال أي جهاز كهربائي، مراعاة انتقاء جهاز موفر للطاقة الكهربائية ويغلق أوتوماتيكيا عند عدم الاستخدام. لا تدع الأجهزة الكهربائية في وضع الانتظار، فهذه الاجهزة تستهلك الطاقة حتى في وضع الانتظار. وأن تكون المواد المستخدمة من القطع المتينة وعالية التحمل وعديمة التلوث لتقليل نسبة تكرار استبدالها ومما يزيد راحة المرء في منزله. خطوات توفيرية يفضل أن يحاول المرء القيام بصيانة وتجديد أثاثة الحالي بدلا من شراء مفروشات جديدة. والمزج بين الألوان الفاتحة المضيئة والقاتمة ، كالجدران التي من حيث المزج بين الجدران ومفردات الأثاث كما لابد من يحاط المرء بالنباتات سواء النباتات الخارجية (أو الداخلية في حال توافرت المساحة الكافية لها) تساعد في تحسين نوعية الهواء، فهي تعطينا الأكسجين الذي يبعد الخمول، خاصة خلال ساعات العمل الطويلة. حبذا لو حرصنا على وجود حديقة صغيرة في منازلنا أو شققنا أو مكاتبنا، لأنها ستوفر بيئة طبيعية، ومكاناً للاسترخاء.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©