الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أنظار المستثمرين تتجه إلى «كونوكو» بعد تقسيمها إلى شركتين

أنظار المستثمرين تتجه إلى «كونوكو» بعد تقسيمها إلى شركتين
20 مايو 2012
قامت كونوكو فيليبس ثالث أكبر شركة نفط في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية، بتقسيم نفسها إلى شركتين إحداهما تعمل في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز لايزال اسمها كونوكو فيليبس، والأخرى تعمل في مجال المصافي والتسويق والكيماويات وخطوط الأنابيب تحمل اسم فيليبس 66، تبلغ القيمة السوقية للشركة الأولى 70 مليار دولار وللشركة الثانية 22 مليار دولار. من خلال استقطاع عمليات المصافي والتسويق والكيماويات وخطوط الأنابيب حولت كونوكو نفسها إلى كيان جديد، شركة تركز على الاستكشاف والإنتاج مثل أي شركة نفط وغاز مستقلة، ولكن بحجم وأهداف شركة نفط دولية كبرى. ولدى رايان لانس رئيسها التنفيذي الجديد الآن المجال لكي يثبت أن هذا الكيان الجديد بمقدوره أن يزدهر في صناعة منطوية على منافسة شرسة. ويعكف مصرفيون ومحللون على حث العديد من كبريات شركات النفط على إجراء نفس العملية الجراحية التي اختارتها كونوكو، وتلقت بي بي على وجه الخصوص نداءات عديدة لكي تقسم نفسها لاسيما عقب كارثة ديبووتر هورايزون عام 2010. تقويم التجربة غير أن هناك من المحللين من يعتقد أن هذه التجربة ستفشل على الأرجح ،وأن كونوكو ستضطر إلى اللجوء لمزيد من التقسيم في نهاية المطاف. وأوضح رايان لانس أن الهدف الاستراتيجي من التكامل لم يعد مجدياً، وهو يعني بالتكامل أن نفس الشركة تمتلك كل أجزاء سلسلة الإمداد من حقل النفط إلى مضخة البنزين. وقال لانس: “في العقد الماضي كان التكامل مهماً”، وكانت الدول الغنية بالنفط وما بها من شركات النفط الوطنية تريد شراكات لتأمين وصولها إلى المصافي والعملاء في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان على الشركات الغربية تقديم اتفاقية تشمل كلاً من الخبرة والتكنولوجيا لإنتاج النفط وطريق مضمون إلى السوق. وأضاف لانس: “أما وقد زادت شركات النفط الوطنية إمكانياتها فإنها تبحث الآن عن الشركات التي لديها أفضل تقنيات استكشاف وإنتاج النفط، وعن الشركات التي لديها أفضل إمكانيات المصافي والمعالجة والتوزيع وأصبح من غير الضروري البحث عن عقود متكاملة”. أضحت التكاملية الفعلية لعمليات كونوكو في حدها الأدنى، ولا تتم تغذية سوى نحو 10% فقط من الخام الذي تنتجه في مصافيها. ومن الناحية المالية كانت عمليات التكرير والتسويق ضخمة، ولكن منخفضة العائد وكانت بمثابة عنصر سلبي من حيث جذب الشركة لمستثمرين. ذروة الطلب ويبدو أن أسواق الوقود الأميركية والأوروبية قد بلغت “ذروة الطلب”، حيث إن زيادة الكفاءة وأنواع الوقود الحيوي والتحول إلى الطاقة الكهربية، تعني أن مبيعات البنزين لن تزيد أبداً زيادة كبيرة فوق المستويات الراهنة. تعكف بي بي واكسون موبل ورويال داتش شل وشيفرون جميعها على تقليص عمليات مصافيها في الأسواق المتقدمة، وما فعلته كونوكو، حسب لانس، هو اتباع هذا النهج مع مراعاة الطريقة الأكفأ ضريبياً في عملية التقسيم. وأضاف لانس أن الجدال غير المؤيد لعملية التقسيم لم يعد له معنى. يذكر أن كونوكو زادت انكشافها على تقلبات أسعار النفط والغاز، ولكن من غير المتوقع أن يؤثر ذلك على تصنيفها الائتماني. وقالت موديز وستاندرد اند بورز وكالتا التصنيف إن الشركة سيكون لها نفس التصنيف كشركة استكشاف وإنتاج فقط، والذي حصلت عليه حين كانت متكاملة. وقال لانس: “بالنظر إلى أنها أكبر شركة استكشاف وإنتاج مستقلة في العالم حاليا، فإننا نعتقد أن ذلك التصنيف وكشف الموازنة يعتبران بمثابة ميزة فارقة للشركة”. وقال لانس أيضاً إن الشركة ستقدم على الأرجح عرضاً فريداً للمستثمرين، حيث إنه من المنتظر أن تحقق نمو إنتاج سنويا متوسطه 3-5% خلال السنوات من 2012 إلى 2016، وهو معدل أكبر من معدلات نظراء كونوكو من شركات النفط المتكاملة، وأن تقدم أيضاً عائد أرباح تبلغ نسبته 3?7% وهو أعلى من معدل كافة شركات الاستكشاف والإنتاج المستقلة الأخرى، وأعلى من معدل اكسون البالغ (2?2%) وشيفرون (3 في المئة) أكبر شركتي نفط بالولايات المتحدة. ويبدو أن لدى كونوكو الأصول والموجودات التي تحقق ذلك بنجاح، وهي قوية في أميركا الشمالية التي يتوقع أن تأخذ 60% من ميزانية إنفاق الشركة السنوية البالغة 15 مليار دولار في المستقبل المنظور، ولدى الشركة إمكانية النمو في رمال القارة الكندية وفي خليج المكسيك والاسكا، وفوق ذلك في الحقول غير التقليدية البرية الجديدة التي تستغل عن طريق عملية الحفر الأفقي والتفتيت الهيدروليكي: حوض ايجل فورد للصخر الصفحي وحوض بيرميان في تكساس وصخور باكين الصفحية في شمالي داكوتا. وعلى الصعيد الدولي تتوسع كونوكو في بحر الشمال، وفي مجال ماليزيا والغاز الطبيعي المسال في أستراليا. وبعد أن أخفقت في الاقتصادات الناشئة - حيث أن ملكيتها لسبع سنوات لحصة 20% في لوك أويل - روسيا تثبت عدم جدواها على سبيل المثال - تكثف كونوكو الآن جهودها بشكل رئيسي على الدول المتقدمة. وعلى الرغم من ارتفاع التكاليف في تلك الدول، إلا أن لانس يعتقد أنه من خلال تحويل إنتاج الشركة نحو النفط وبعيداً عن غاز أميركا الشمالية الذي تدهورت أسعاره لأدنى مستوى في عشر سنوات، في مقدوره أن يرفع هوامش الربح ويزيد العائدات بالتزامن مع زيادة الإنتاج. لقي قرار تقسيم الشركة ترحيباً واسع النطاق، حيث قال فيل وايس من مؤسسة ارجوس البحثية: “أعتقد أن ما يفعلونه به كثير من الفائدة”. غير أن آخرين يعتقدون أن سعي كونوكو إلى إعطاء المستثمرين أفضل المجالين ربما ينتهي بعدم إعطائهم شيئاً. وهناك إمكانية أن تخضع الشركة لمزيد من التقسيم، يعني فصل حقول النفط الأقدم عن المصادر الجديدة سريعة النمو، وهناك إمكانية أخرى متمثلة في أن تبيع الشركة نفسها لمن يقدم عرضاً مغرياً. إن قيمة الشركة السوقية البالغة 70 مليار دولار تمنع حدوث أي من هذين الاحتمالين، غير أنه لو فشل لانس فإن كليهما قد يحدث، وقال لانس: “أعتقد أن ما لدينا من تخصص وشفافية كشركة استكشاف وإنتاج سيحقق قيمة طويلة الأجل لمساهمينا”. ويبدو أن الشركات التي تدرس تطبيق تقسيم من هذا النوع ستراقب نجاحه أو فشله عن كثب. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©