منذ ستة أشهر أعلن بوب دادلي رئيس تنفيذي “بي بي” أن الشركة تجاوزت مرحلة المعاناة من كارثة ديبووتر هورايزون التي وقعت عام 2010 وأن الشركة بدأت مرحلة جديدة واعدة.
غير أن نتائج الشركة للربع الأول من هذا العام تشي بأن ذلك التصريح ربما صدر قبل أوانه.
بلغت أرباح “بي بي” الأساسية 4,8 مليار دولار بانخفاض نسبته 13% عن مستويات السنة الماضية رغم قوة أسعار النفط وجاءت دون توقعات معظم المحللين.
بينما انخفض إنتاجها باستثناء مشروعها المشترك الروسي تي ان كيه - بي بي، بنسبة 6% إلى 2,45 مليون برميل يومياً.
توضح هذه النتائج أن الشركة لا تزال في مرحلة التعافي بعد سنتين من انفجار حفار ديبووتر هورايزون في خليج المكسيك الذي راح ضحيته 11 فرداً ونتج عنه أسوأ تسريب نفطي بحري في العالم. وتأتي النتائج أيضاً بعد أيام من كشف أكبر منافس أوروبي لشركة بي بي، رويال داتش شل عن زيادة إنتاجها وأرباحها على نحو فاق توقعات معظم المحللين.
وقال محللون إن “بي بي” تبدو في حالة انتقالية انتظاراً لنمو موعود وإنها لا تزال خاضعة لتهديدات دعاوى قضائية مرتبطة بكارثة التسريب النفطي.
وشهدت أسهم الشركة التي خسرت أكثر من 30% من قيمتها منذ ديبووتر هورايزون مزيداً من الهبوط بلغ 3,6% في مطلع هذا الشهر قبل أن تغلق بتراجع 0,8% عند 441,3 بنس.
وقال ايفور بيتر كبير مديري الصناديق في رويال لندن لإدارة الأصول التي تمتلك 350 مليون جنيه استرليني في أسهم بي بي: “لا يوجد دليل حتى الآن على اكتساب استراتيجية تحول بي بي أي قوة دفع”.
وأضاف: “تسعى بي بي جاهدة للاستفادة من أسعار النفط المرتفعة بسبب ارتفاع ما تتكبده من تكاليف فيما بعد كارثة حفار ماكوندو”.
وارتفعت تلك التكاليف نظراً لأن بي بي أجرت فحوص سلامة عملياتها في أنحاء العالم وطورت مشاريعها، خصوصاً في الولايات المتحدة لتجعلها تفي بالقوانين الدولية الصارمة الجديدة. وقرر بعض المحللين أن يعطوا دادلي مهلة قبل أن يقيموا أداءه وأداء الشركة. وقال تيم جينيس مدير الاستثمار في جينيس اتكينسون لإدارة الأصول: “لقد قطعت بي بي مرحلة مهمة بلا شك”.
وأضاف: “إن الشركة تحاول الانطلاق وتفادي ما حدث لماكوندو”.
وذكر جينيس أن اثنين من المستجدات وقعا مؤخراً هما: تسوية بي بي غير القضائية البالغة تكاليفها 7,8 مليار دولار مع الأفراد والشركات المتأثرين بالانسكاب النفطي، وعودة الشركة التدريجية لخليج المكسيك الذي تعتبر فيه بي بي أكبر صاحب تراخيص وكانت أيضاً لغاية حادث التسريب أكبر منتج للنفط فيه.
يذكر أن بي بي لديها حالياً خمس حفارات تعمل في خليج المكسيك وهو رقم مرشح للزيادة إلى ثماني حفارات في موعد غايته آخر هذا العام وهو أكبر عدد من الحفارات سبق لها أن نشرته هناك.
وأضاف جينيس أن تراجع إنتاج بي بي لا ينبغي اعتباره مفاجئاً بالنظر إلى لجوء الشركة إلى بيع بعض أصولها خلال العامين الماضيين، وكانت عائدات صفقات البيع تلك البالغ إجماليها حتى الآن 23 مليار دولار مخصصة أساساً لسداد تعويضات الانسكاب النفطي غير أنها باتت مؤخراً ضمن استراتيجية “الانكماش من أجل النمو” التي تتبعها بي بي من خلال التخلص من بعض الأصول بغرض تكثيف نشاطها على مجالات عالية النمو.
وقال بيتر هوثون محلل النفط في ار بي سي كابيتال ماركتس “الانكماش من أجل النمو شيء جيد ولكن المشكلة تكمن في أنها ماضية في الانكماش ولم تنمُ بعد”.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»