الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاهدون يهاجمون «شط بحر الهوى» ويتهمونه بالسطحية

مشاهدون يهاجمون «شط بحر الهوى» ويتهمونه بالسطحية
23 مايو 2011 19:22
كثيرة هي البرامج التي تعرضها الفضائيات العربية، ولكن على كثرتها فهي من وجهة نظر المشاهد، لا تزال تبحر في عالم السطحية وعدم احترام عقلية المشاهد، الذي أصبح يمتلك من الوعي مايجعله قادراً على اختيار ما يناسبه ليشاهده. لكن القائمين على بعض البرامج في فضائياتنا لا يزالون يتعاملون مع المشاهد العربي بمبدأ تطيح فكره، والتقليل من ذكائه. من بين هذه البرامج التي أثارت حفيظة المشاهدين «شط بحر الهوى» الذي تعرضه قناة mbc، الفضائية، وتستضيف من خلاله نجوم الفن العرب، وتترك لهم المجال ليتحدثوا عن رحلاتهم عبر العالم، ولا يخلو الأمر بالتأكيد من استفزاز المشاهد بقصص غريبة، لا تمت لواقع المواطن العربي بصلة، خاصة عندما يتحدث الفنان عن رحلاته مثلا في منتجع أوروبي أو أميركي، وخلافه. كما أن البرنامج يصطحب النجوم في رحلات على نفقته الخاصة، رغم أن الفنان ليس في حاجة لمثل هذه الدعوات، كما أن المشاهد لا يرى فائدة تعود عليه من هكذا برنامج، لا يحمل أي رسالة أو هدف.. استطلعنا رأي بعض المشاهدين في هذا البرنامج، وإن كان بعضهم لا يتابعه بشكل مستمر، والبعض الآخر أكد أنه رآه بالصدفة. إفلاس فني الفنانة أصالة، على سبيل المثال، ظهرت عبر إحدى حلقات البرنامج، وهي تحتج منفعلة تسأل عن «شحاطتها» أي حذائها الذي تمت سرقته من أمام أحد اليخوت الفخمة اثناء تجوالها، لتسأل عن قيمة الإيجار اليومي لهذا اليخت وعند معرفتها بالقيمة الخرافية التي تجاوزت السبعين ألف دولار قالت «مبلغ معئول باستجره عالصيف»، «شو بيعئد» السعر. ولا ندري هل هذه مزحة أم أخذت أصالة الأمر على محمل الجد.. وفي كلتا الحالتين يظهر ردها مستفزاً، خاصة إذا ما قورنت أصالة بفنانة في حجم أنجلينا جولي، والتي تجوب العالم لمساعدة الفقراء والمحتاجين واللاجئين من مالها الخاص، وهي حالياً على الحدود التونسية - الليبية تؤدي رسالتها كفنانة لها أهداف اجتماعية نبيلة تشرف على اللاجئين بعيداً عن استئجار اليخوت والتفاخر الفارغ! أما أحلام فقد ظهرت عبر هذا البرنامج وهي تتفاخر بشرائها للملابس الفاخرة والماركات العالمية بالآف الدولارات من دون أن تعرف هدفها من استقرار المشاهد بهذه المعلومات الخاصة بها. يرى بعض المشاهدين أن البرنامج يغالي في الاستخفاف بالمشاهدين ولايحترم عقولهم، وذلك من خلال عرض مواقف مفتعلة وتصويرها بطريقة توحي للمشاهد بأنها جاءت تحت ظروف حقيقية، بينما يدين البعض الآخر توقيت العرض، وفضلوا لو كان التصوير قد تم في فترة سابقة، نظراً لما تتعرض له المنطقة من متغيرات واحتجاجات. في حين يرى آخرون أن البرنامج بحد ذاته هو نوع من الإفلاس الفني البعيد عن أي فكرة جديدة هادفة، وتقليد مشوه وممسوخ لنسخ غربية من تلفزيون الواقع. دور الضائعة ويرى الزميل الصحفي صخر رمزي ، أن المشاهد حالياً أذكى بكثير وله الحق في محاكمة البرامج التي تنتقص من ذكائه وتستخف بعقليته، كما يلقي باللائمة على الفنانين الذي شاركوا فيما أسماه بـ «المهزلة» وذلك من خلال الرضوخ لرغبات المنتج الغريبة في المراهنة على تصديق بعض المواقف التي تم افتعالها، وكـأنها كاميرا خفية ضاربين بعرض الحائط بعقلية وذكاء الجمهور، واستشهد بذلك على التمثيلية التي قامت بها منى شداد عندما أدت دور الضائعة في شوارع أميركا، وقال إنها طريقة تجعلنا نعتصر ألماً لمستوى التفكير في «استغفال» الجمهور، وفي حلقة أخرى، نرى نيشان يتحدث عن ميساء ويقول، إنها تحب التسوق من مختلف الماركات العالمية ويتم عرض ذلك بكل استهتار ومن دون مراعاة لعواطف ومشاعر الآخرين. استهتار بالجمهور بينما يقول ماهر محمد ممثل مسرحي، إن وقت العرض غير مناسب حالياً ويجب على بعض القنوات الفضائية التي تدعي أنها موجهة للأسرة العربية احترام عقل المشاهد في طريقة إخراج البرنامج لأنه ضعيف من الناحية الفنية، كما يجب مراعاة شعور الجمهور في ظل المتغيرات والاحتجاجات الحالية التي تعصف ببعض الأنظمة العربية». ويضيف «واجب الفنانين في هذه الحالة أكبر وأهم بكثير من ذهابهم في رحلة تسوق أو طبخ أو صيد، لأنه يقع على عاتقهم مسؤولية إنسانية واجتماعية، وخاصة أن هناك من بينهم من يحمل لقب «سفير النوايا الحسنة». وعند السؤال عما إذا كانت هذه البرامج تحقق ربحا، أحيانا قد يبرر عرضها، يقول مازن حسونة مدير إحدى شركات الدعاية «يدرس المعلن إحصائيات المشاهدة للبرنامج قبل رعايته أو الإعلان وقت عرضه، وهذه النوعية من البرامج وإن جمعت العديد من الفنانين، فعادة مايقاطعها الجمهور لما تحمله بين طياتها من استهتار بذكائه، وبالتالي سوف يخشى المعلن من التورط في هكذا برامج، لأن المشاهد سيعتبر المعلن سبباً في دعم هذه البرامج التي تستخف بعقله». نسخة ممسوخة وفي استقراء لشريحة هاجمت الجمود الإبداعي في البرنامج تقول خولة فياض خبيرة تجميل «بالصدفة شاهدت البرنامج، ولكني للأمانة لم أستطع متابعته، فهو لا يحوي أية إبداعات قد تخدم المشاهد العربي، ولايمت لثقافتنا بصلة، ومهما وصلنا من التطور فهذه النوعية من البرامج غير ملائمة لنا، وهو يندرج تحت اسم «سخافة» وليس تطوراً، كما يعتقد القائمين عليه». وتطالب خولة المحطات العربية بابتكار برامج تلائم الثقافة العربية وتلامس همومها. بينما يقول المنتج التلفزيون ماهر برادعي «لم يستطع العمل الوصول لأي مكان، لأنه استقر عند المجهول منذ انطلاقته، وغابت الرسالة الواضحة ما جعل البرنامج يتخبط بين أجواء الأكشن واصطناع المواقف التي تصل إلى حد التفاهة، وتجعل من هامات فنية وشخصيات لها عدد كبير من المعجبين يسقطون وسط حالة من الفوضى القبيحة». ويضيف «برأيي الشخصي أن العمل نسخة غير موفقة وممسوخة من برنامج أميركي، حاول القائمون على العمل سرقتها، يكونون قد نجحوا في تصميم جرافيك الفواصل والموسيقى المرافقة لها، إلا أن المشكلة واجهتهم في تصوير كم كبير من الفنانين وسط غياب واضح للتقنيات العالية، أي أن اللحظات التي تم التقاطها بالأوقات الخاصة كان يشبه ما يقدم عبر الفيديو المنزلي الرديء ليأتي العمل في المجمل وسط ضجيج غير مفهوم ونقيق وصراخ لم يعرف حتى الآن مبرره».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©