الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سانتوس رجل السلام علماء فتحوا سراديب المجهول فاستحقوا جوائز العلوم

سانتوس رجل السلام علماء فتحوا سراديب المجهول فاستحقوا جوائز العلوم
9 أكتوبر 2016 00:12
دينا مصطفى بالرغم من المفاجأة التي أحدثها الناخبون الكولومبيون الأحد الماضي عندما رفضوا اتفاق السلام الموقع بين الرئيس خوان سانتوس وزعيم المتمردين تيموليون خيمينيز بفارق بسيط وأرغموهما على العودة إلى التفاوض، قررت لجنة جائزة نوبل للسلام للعام 2016 منح الجائزة للرئيس الكولومبي تكريماً لجهوده الحثيثة التي حاول من خلالها إنهاء أكثر من 50 عاماً من الحرب الأهلية في بلاده. وحذرت في الوقت عينه من الغموض في مستقبل كولومبيا إذا لم يتم التوصل إلى حلول، مشددة على أن نتائج الاستفتاء لا تعني انهيار عملية السلام التي استؤنفت بمبادرة من سانتوس نفسه. غموض مستقبل كولومبيا من جانبها، قالت كاسي كولمان فايف رئيسة اللجنة النرويجية المانحة للجائزة: «إن اللجنة قررت منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس لجهوده الحثيثة لإنهاء الحرب الأهلية في بلاده»، وهي الحرب التي حصدت 220 ألف شخص، إضافة إلى تشريد قرابة 6 ملايين، محذرة من أن نتائج الاستفتاء الشعبي أدت إلى غموض خطير يكتنف مستقبل البلاد. يذكر أن حركة «فارك» التي تشكلت كجناح مسلح للحزب الشيوعي الكولومبي، تخوض الحرب ضد الحكومة الكولومبية منذ العام 1964، ليصبح النزاع المسلح في كولومبيا الأطول في تاريخ قارة أميركا اللاتينية كلها. وجاء التوقيع على اتفاق السلام في 26 سبتمبر بعد مفاوضات استمرت 4 سنوات ليأمر بعده خيمينيس أنصاره بإلقاء السلاح والتزام نظام وقف النار في عدد من المناطق النائية التي شكلوا فيها سلطة خاصة بهم وإلحاقها ببقية أراضي البلاد. لكن نتائج الاستفتاء الشعبي الذي جرى مطلع أكتوبر الأول شكلت مفاجأة للجميع، إذ شارك في الاقتراع 13 مليون شخص فقط من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 38.4 مليون، وصوت 50.25% ممن شاركوا في الاستفتاء ضد الاتفاق. لكن سانتوس ام يتأثر بالأمر وقال سانتوس إنه يقبل الجائزة «باسم جميع الكولومبيين، وخصوصاً ملايين الضحايا الذين خلفهم هذا النزاع»، مضيفاً: «نحن قريبون جداً من السلام سيمثل هذا تشجيعاً كبيراً للتوصل إلى السلام في كولومبيا». وسط هذه الأجواءاعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الجائزة بمثابة حافز للشعب الكولومبي لإرساء دعائم السلام وفتح صفحة جديدة مع حركة «فارك»، وإنهاء النزاع الذي حصد أرواح آلاف الأبرياء على مر خمسة عقود. وقالت إن فوز سانتوس يرفع الآمال في إنجاح المفاوضات بين سانتوس وخيمينيز مكررة ما قاله الرئيس الكولومبي: «أدعو الجميع إلى الانضمام إلى اتفاق السلام لتحصل كولومبيا على ما هو أكبر من جائزة نوبل، وهو إرساء اتفاق للسلام». ولفتت صحيفة «الجارديان» البريطانية إلى رد الفعل الإيجابي الذي أعقب الجائزة التي رأى فيها البعض دعماً كبيراً للشعب الكولومبي ودفعة لإتمام اتفاقية السلام بين الجانبين. وقالت الصحيفة إن الرئيس الكولومبي السابق المعترض على الاتفاق بشدة ، هنأ سانتوس مشدداً على أهمية تعديل بعض بنوده . وفي انتظار ما يمكن أن تعكسه الجائزة على مستقبل كولومبيا إيجاباً لا بد من إضاءة على الجوانب الأخرى من الإنجازات التي استحقت جوائز نوبل التي يفوز بها علماء فتحوا الباب لعالم جديد آخر من خلال البحث العلمي بفروعه المختلفة، واستخدموا طرقاً متقدمة لدراسة علوم الفيزياء والكيمياء والطب. فماذا نعرف مثلاً عن الفائزين بجائزة نوبل في العلوم لهذا العام؟ لماذا فاز عالم ياباني متخصص في الخميرة بجائزة نوبل للطب؟ وما هي «الآلات الأصغر في العالم» التي أدت إلى فوز ثلاثي أوروبي بجائزة الكيمياء؟ ثلاثي نوبل للكيمياء تقاسم ثلاثة علماء جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2016 وهم جان بيير سوفاج وسير فريزير ستودارت وبرنارد فيرينغا الذين صمموا وركبوا «آلات جزيئية» يمكن التحكم بحركتها، وهي بحجم يقل عن حجم الشعرة آلاف المرات ويمكن دفعها داخل جسم الإنسان لنقل عقار دوائي في داخله أو تطبيق علاج مباشر على خلايا سرطانية على سبيل المثال. ويمكن أيضاً لهذا المجال الخاص بتكنولوجيا النانو أن يفضي إلى تطبيقات في تصاميم المواد الذكية. العالم الفرنسي جان بيير سوفاج ولد في باريس العام 1944، وهو حالياً أستاذ فخري في جامعة ستراسبورغ ومدير فخري للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية. وحقق إنجازات مبكرة في مجال الآليات الجزيئية،وأجرى بحوثاً لاستخدام ضوء الشمس في توجيه تفاعلات كيميائية، غير أن عمله ساعده في التوصل إلى فكرة إمكانية الربط بين الجزئيات المختلفة معاً في سلسلة. وكانت هذه الخطوة الأولى نحو بناء آليات جزيئية. وفي العام 1994 نجح الفريق البحثي بقيادة سوفاج في عمل أول دوران جزيئي حول جزئيات أخرى بطريقة تخضع لسيطرة كاملة لدى بث الطاقة. العالم البريطاني سير فريزير ستودارت ولد العام 1942 في أدنبره، وهو حالياً يشغل منصب أستاذ في جامعة نورثويسترن في الولايات المتحدة، وحقق تقدماً كبيراً من خلال ربط حلقة جزيئية في بنية تشبه قضيباً تعمل كمحور،في حين استطاع فريقه العلمي بعد ذلك الاستعانة بالاكتشاف لبناء عدد من الآليات الجزيئية، من بينها محرك وعضلة وشريحة حاسوب بالتعاون مع باحثين آخرين. أما العالم الهولندي برنارد فيرينغا فقد ولد العام 1951 في مدينة بارغير - كومباسكوم، وهو أستاذ في الكيمياء العضوية في جامعة غرونينغين في هولندا. استطاع فيرينغا في العام 1999 الإشراف على أول بحث لإنتاج محرك جزيئي يدور باستمرار في الاتجاه نفسه. وتمكن فريقه العلمي في العام 2011 من بناء سيارة نانو مدفوعة بأربع عجلات: وهي هيكل جزيئي متماسك بأربعة محركات تعمل كالعجلات. وقال أولوف رامستروم، من لجنة نوبل: «استطاعوا (العلماء) السيطرة على الحركة على مستوى الجزيء». طرق جديدة وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن العلماء الثلاثة تمكنوا من استخدام جزيئات بالغة في الصغر لتصميم وتركيب «آلات جزيئية» يمكن التحكم بحركتها وتستخدم في نهاية المطاف لخلق مواد وأجهزة استشعار ونظم جديدة لتخزين الطاقة. وذكرت الأكاديمية في بيان إعلان الجائزة أن المحرك الجزيئي يمر الآن بالمرحلة عينها التي مر بها المحرك الإلكتروني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر عندما عرض العلماء أذرع محركات دوارة وعجلات مختلفة غير مدركين أنها ستؤدي إلى القطارات الكهربائية والغسالات الكهربائية والمراوح وخلاطات المطابخ. وذكرت شبكة «بي بي سي» البريطانية أن أبحاث الثلاثي قد تسفر مستقبلاً عن تصميم وتركيب «آلات متناهية الصغر» بحجم يقل عن حجم الشعرة آلاف المرات، ويمكن التحكم بحركتها ودفعها داخل جسم الإنسان لنقل عقار دوائي بداخله لاستهداف خلايا معينة بشكل مباشر مثل الخلايا السرطانية. نوبل في الطب فاز الياباني يوشينوري أوسومي الاثنين بجائزة نوبل للطب للعام 2016 تقديراً لأبحاثه عن الالتهام الذاتي للخلايا المتضررة. وقالت لجنة نوبل في حيثيات قرارها إن «تحولات جينات الالتهام الذاتي يمكن أن تتسبب بأمراض عدة بينها السرطان والأمراض العصبية». الخلية البشرية وقالت مجلة «التايم» الأميركية إن العالم الياباني يوشينوري أوهسومي يقوم بتعريف نفسه دائماً على أنه عالم خميرة، لكن في الحقيقة حاز الجائزة لعمله في مجال انحلال الخلايا، وهو مجال علمي معروف باسم «أوتوفجي» أو الالتهام الذاتي، وتكمن أهميته في أنه يمكن أن يساعد في شرح ما يحدث في عدد كبير من الأمراض. وتمكن أوسومي من تحديد الجين المسؤول عن تنظيم عملية الالتهام الذاتي للخلايا والتي تمكنها من التهام الدهون والأجزاء التالفة وتحويلها إلى مواد عضوية وإصلاح التلف مع إعادة تدوير مكونات الخلية. وفسرت شبكة «اليورونيوز» الأمر بالقول إن أوسومي اكتشف كيف تسيطر الخلايا على عملية الالتهام الذاتي، وذلك باستخدام خلايا الخميرة في تجاربه التي استطاع بها تحديد ما هي الجينات المشاركة في العملية وماهي النتيجة عندما يحدث خطأ في هذه العملية. ويقول العلماء إن اكتشاف أوسومي يعد أمراً أساسياً لبقاء الخلية البشرية لأن التغيرات في الجينات المسؤولة عن عملية الالتهام الذاتي يمكن أن تتسبب بالعديد من الأمراض الخطيرة، مثل السرطان والسكري. نوبل للفيزياء: الطريق نحو الحواسيب الخارقة حصل ثلاثة علماء بريطانيين على جائزة نوبل للفيزياء لهذا العام بفضل نتائج بحوثهم التي فتحت آفاقاً جديدة في تطوير مواد مبتكرة، وفي الفهم النظري للأسرار الغامضة للمادة. وفاز العلماء ديفيد ثوليس ودنكان هالدين ومايكل كوسترليتز بالجائزة لدراساتهم وأبحاثهم العلمية في حالات المادة، خصوصاً مراحل تحول خصائصها الهندسية وعلاقاتها المكانية في مجال الحالات والأشكال الغريبة وغير العادية للمادة. وتوقعت صحف بريطانية أن تفتح هذه الاكتشافات الطريق أمام تطبيقات جديدة في مجال الإلكترونيات والحواسيب الخارقة على وجه الخصوص. وتقول شبكة «سي إن إن» الأميركية إن من الممكن أن تؤدي دراسات الثلاثي البريطاني إلى ظهور الجيل القادم من الإلكترونيات والموصلات الفائقة، أو حتى أجهزة الكمبيوتر الخارقة، وذلك من خلال اكتشاف مواد جديدة لها خصائص مثيرة للاهتمام مثل توصيل الكهرباء ونقل المعلومات. وفسرت مجلة «التايم» الأمر أكثر بالقول إن أبحاث الثلاثي تتمحور حول مجال اسمه فضاء العقد (طوبولوجي) وهو فرع من الرياضيات يتعامل مع تغيرات مفاجئة ومتقطعة في المادة مثل إحداث ثقوب في جسم ما. تطبيقات واعدة وقال البروفيسور فرانشيسكو أرميندو رئيس برنامج الفيزياء في جامعة نيويورك أبوظبي تعليقاً على الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء هذا العام إن الفائزين في مجال الفيزياء قد استخدموا علم «طوبولوجيا»، وهو أحد فروع علم الرياضيات لدراسة ما يحدث للمادة في هيئاتها المختلفة أو عند تبريدها من الصفر المطلق، وأوضح أرميندو أن علم الـ«طوبولوجيا» هو أحد فروع علم الرياضيات الذي يدرس خصائص الأجسام في هيئاتها المختلفة، ونجحوا في شرح خواص المادة وتوقع وجود مواد ذات خصائص جديدة، مثل «العوازل الطوبوغرافية»، التي قد يكون لها تطبيقات واعدة في مجال الحوسبة للفيزيائيين الثلاثة. وأكد أرميندو للاتحاد أن هذه الجائزة تؤكد مرة أخرى أهمية البحوث الأساسية والربط بين الرياضيات والفيزياء، وكيف يمتلئ علم المواد بالمفاجآت ، معتبراً أن هذا النوع من الدراسات صعب جداً، وسبب تعقيده أنه ليس من السهل التعريف بأهميته للجمهور العام. وأوضح أستاذ الفيزياء أن بعض التخصصات مثل الهندسة والاقتصاد من البحوث الأساسية التي تتم دراستها عن فضول محض من العالم أو الباحث، والتي عادة ما تبرز النظرة الثاقبة للطبيعة، مشيراً إلى أن جائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام هي مثال آخر لذلك. وقال جونار إنجلمان، السكرتير العام للجنة نوبل، إن بحوث العلماء الثلاثة ريادية بحق لأن المعني بمجال الفيزياء لم يكن يفكر في هذه المفردات، وحين طرحوا أفكارهم لم يتوقع أحد أنها يمكن أن تُستخدم في الممارسة العملية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©