الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطاب أوباما وفخاخ حدود 67

23 مايو 2011 20:13
على رغم ما أثير من جدل حول خطاب أوباما الأخير أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "آيباك" إلا أنه لم يتراجع عمليّاً عن رؤيته لحل مشكلة الحدود الإسرائيلية الفلسطينية، وضرورة التوصل إلى تسوية تقود إلى سلام دائم في الشرق الأوسط، فقد أعاد الرئيس التأكيد يوم الأحد الماضي في خطابه أمام اللجنة، التي تُعرف نفسها بأنها من أبرز جماعات الضغط الأميركية المؤيدة لإسرائيل، على موقفه القاضي بأن أي مفاوضات في الشرق الأوسط يتعين أن تبدأ أولاً بالاعتراف بحدود عام 1967. وفي خطابه يوم الخميس الماضي حول الوضع في العالم العربي، الذي حظي بمتابعة حثيثة أيضاً، أعلن أوباما على نحو واضح أنه لابد للتفاوض أن يشمل "تبادلاً متفقاً عليه للأراضي حتى تقام حدود معترف بها وآمنة للدولتين معاً". بيد أن هذا الموقف القائم على الاعتراف بحدود عام 1967 لم يرُق لنتنياهو، والعديد من مؤيدي إسرائيل بالإضافة إلى بعض "الجمهوريين" الطامحين إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. فحسب نتنياهو لا يمكن لإسرائيل "العودة إلى حدود 1967" لأنها "خط لا يمكن الدفاع عنـه". ولكن في خطابه الثاني أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية سعى أوباما إلى توضيح كلماته وتحديد ما كان يعنيه بالضبط عندما تحدث عن الرجوع إلى حدود 1967 حيث قال "إن ما يعنيه ذلك بحكم التعريف هو أن الأطراف نفسها -الفلسطينيون والإسرائيليون- سيتفاوضون على حدود تختلف عن تلك التي كانت في الرابع من يونيو 1967"، مضيفاً أن ذلك "يسمح للأطراف نفسها بالأخذ في الحسبان التغيرات التي طرأت على مدى الـ 44 عاماً الماضية، والأخذ بعين الاعتبار تلك التغيرات التي تشمل المعطيات الديمغرافية الجديدة على الأرض واحتياجات الطرفين معاً". وذكر أوباما أن "الهدف النهائي هو دولتان لشعبين، إسرائيل كدولة يهودية وموطن الشعب اليهودي، ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني، وكل دولة تعترف بالأخرى وبالحق في العيش بسلام". غير أن أوباما لم يكـن الوحيد الذي سارع إلى توضيح موقفه بعد الخطاب الأول في وزارة الخارجية الأميركية، بل لقد تدخل مسؤولون آخرون بحثاً عن مخارج للرئيس، كان من بينهم المبعوث السابق للإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي قال في لقاء أجرته معه محطة "أي. بي. سي" إن "تبادل الأراضي يعني إدماج المراكز السكانية الكبرى داخل إسرائيل والإيفاء باحتياجاتها الأمنية"، مضيفاً أن عبارة "المتفق" عليها التي تقترن عادة بالأراضي المتبادلة تعني أن ذلك لن يتم إلا من خلال المفاوضات. واستطرد ميتشل موضحاً ما يعنيه: "لن تكون هناك حدود إلا بعد موافقة إسرائيل عليها، ونحن نعرف أنهم لن يوافقوا عليها ما لم تُلب احتياجاتهم الأمنية كما ينبغي"! وفي رأي بعض أنصار نتنياهو أن أوباما يجازف بمطالبة إسرائيل بالتفاوض مع القيادة الفلسطينية، ولاسيما أن تلك القيادة تضم اليوم "حماس" التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. ولكن الرئيس الأميركي حذر في الوقت نفسه من أن "الوضع الراهن في الشرق الأوسط لا يسمح بالمزيد من المماطلة"، حيث أكد يوم الأحد الماضي في خطابه أن "العالم يتحرك بسرعة، والتحديات الكبيرة التي تواجه إسرائيل لن تستمر إلا في التزايد، ولذا فإن تأخيراً أكثر سيضعف أمن إسرائيل وسيبعد السلام الذي يستحقه الشعب الإسرائيلي". وتكمن في قلب الحيرة التي يستشعرها أوباما أبعاد سياسية واضحة فمن جهة يحاول الرئيس إيجاد حل لقضية الشرق الأوسط في وقت تمر فيه المنطقة بتغيرات كبرى، ومن جهة أخرى يسعى إلى الحفاظ على أصوات جزء مهم من قاعدته الانتخابية. ففي انتخابات عام 2008 حصل أوباما على 78 في المئة من أصوات اليهود في الولايات المتحدة، ويظل اليهود أكثر من أي وقت مضى جزءاً أساسيّاً من قاعدته السياسية بالنظر إلى حجم التبرعات المالية والأصوات المعوَّل عليها. وفي جميع الأحوال قوبل خطاب أوباما بالكثير من التصفيق في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، لاسيما خلال الاستهلال الذي أدلى به رئيس المنظمة "لي روزنبرج" الذي قال: "شكراً سيادة الرئيس لتخليصنا من أسامة بن لادن". كما بدا نتنياهو أكثر ليناً في موقفه ردّاً على تصريح أوباما الذي قـال فيـه: "إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ثابت لا يتزعزع". ففي بيان لاحق أصدره نتنياهو يوم الأحد الماضي جاء ما يلي: "إنني أقاسم الرئيس أوباما تطلعه للسلام، وأقدر جهوده في الماضي والحاضر لتحقيق هذا الهدف، ولذا أؤكد عزمي العمل معه لإيجاد وسائل كفيلة بإعادة إحياء مباحثات السلام". براد نيكربوكر كاتب صحفي ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©