يقول فريد العليبي في كتابه: «الربيع العربي والمخاتلة في الدين والسياسة»، إن المعركة في مجال الثقافة لا تقل شأناً عن المعركة في مجال السياسة، بل ربما هي أشد خطورة، فالثقافة يمكن أن تدفع باتجاه الثورة، كما يمكن أن تحول دونها. وفي لحظات الأزمة عندما تواجه الشعوب مأزقاً من حيث حركة تقدمها التاريخي فيرفض القديم الموت ويعجز الجديد عن الولادة، يتم تحريك العناصر الأشد تخلفاً في الثقافة المهيمنة، واستعمالها للعودة القهقرى، وهذا ما يجيد اليمين الثقافي القيام به وما توفر الطبقات السائدة طاقتها لترويجه.