الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيارات الإنسان الفنية مرآة لمزاجه اللحظي وحالته الشعورية الظرفية

خيارات الإنسان الفنية مرآة لمزاجه اللحظي وحالته الشعورية الظرفية
20 مايو 2013 20:49
كشفت دراسة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «بحوث المستهلك» أن الموسيقى الحزينة تجعل مشاعر الشخص تميل إلى السلبية، وتجعله أقل قابلية للتفهم والتسامح. فتخيل مثلاً نوع رد فعلك عندما يصدم أحدهم سيارتك وأنت تهم بركنها في موقف مركز تجاري بينما تستمع إلى موسيقى حزينة، أو سعيدة. فروحك المرحة ستجعلك على الأرجح أكثر تسامحاً في حال كنت تستمع موسيقى سعيدة، في حين سيميل مستمع الموسيقى الكئيبة إلى رسم عبوس على وجهه ويغرق أكثر في حزنه الذي كان يعيشه خلال استماعه إلى تلك الموسيقى. وقد كان هدف باحثين من المعهد العالي الكوري للعلوم والتكنولوجيا والكلية البرازيلية للإدارة العامة وإدارة الأعمال وجامعة كاليفورنيا هو معرفة الأسباب التي تدفع الناس إلى اختيار أي الفنون يستهلكونها، سواءً كانت موسيقى أو فيلماً أو غيرهما. ويقول هؤلاء الباحثون «الموسيقى أو الأفلام أو اللوحات التشكيلية أو الروايات التي تكون متناغمة في محتواها مع مزاجنا اللحظي ومشاعرنا الظرفية تلعب دوراً كبيراً في توجيه علاقاتنا وردود أفعالنا مع أصدقائنا وكل من حولنا». وقد سبق لدراسة أن أظهرت أن المستهلكين الذين يكونون في مزاج سيئ يبحثون عادة عما يروح عنهم من محتويات كوميدية أو موسيقى مرحة ومبهجة، لكن معدي الدراسات الثلاث الحديثة حول الموضوع ذاته أفادوا أن هذا الأمر لا يحصل بالضرورة مع الجميع. فهناك من يختار سماع الموسيقى الكئيبة عند شعوره بالحزن، أو حضور فيلم كوميدي عند إحساسه بالفرح والابتهاج، وكأنه يرغب في تمديد حالته الشعورية تلك. إحدى هذه التجارب شملت 233 شخصاً أُشركوا في 12 موقفاً سلبياً من قبيل إخبارهم بفقدان صديق أو الإخفاق في تحقيق هدف. فوجد الباحثون أن ردود الفعل التي صدرت منهم كانت متناغمة إلى حد كبير مع أمزجتهم. وفي تجربة ثانية، سأل باحثون 76 شخصاً عن نوع الموسيقى التي سيختارون الاستماع إليها عند شعورهم بالخيبة والإحباط بسبب شخص أو شيء، فوجدوا أنهم يفضلون سماع الموسيقى التي تعكس حالتهم الشعورية الغاضبة، خصوصاً عندما يكون سبب انزعاجهم وحزنهم هو شخص ما، وليس شيئاً ما. وفي تجربة ثالثة، طلب باحثون من 11 شخصاً الكتابة عن فقدان عزيز بسبب الوفاة أو الانفصال. كما طلبوا منهم الكتابة عن خسارة مسابقة أو مباراة ذات صلة بالتحصيل الأكاديمي أو المسار المهني. ثم طلبوا منهم تحديد نوع شعورهم بعد كل خسارة، واختيار الاستماع إلى واحدة من عشرة عناوين أغان كانت كلها خيالية عقب الخسارة، فكانت إجاباتهم بشأن رد الفعل الناشئ عن كل موقف مماثلة لأجوبة المشاركين في التجربتين السابقتين. وتعليقاً على هذه النتائج، يقول الباحثون «إن اختياراتنا الجمالية والفنية شبيهة بخياراتنا حول من نرغب أن نكون برفقتهم. كما أنها متماثلة مع طريقة تعامل الآخرين معنا، ونوع العلاقات التي تربطنا بهم». عن «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©