الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الشامسي: «احسبها صح» يحث على اتباع سياسة ترشيد الإنفاق ويحارب «الفشخرة»

علي الشامسي: «احسبها صح» يحث على اتباع سياسة ترشيد الإنفاق ويحارب «الفشخرة»
20 مايو 2013 20:51
يشكل العبء المالي، والديون المتراكمة، ودفع أقساط شهرية، والقروض الشخصية عبئاً على العديد من الأسر الإماراتية، ولكون هذا الأمر من الموضوعات التي لها حضور قوي في الشارع الإماراتي، تبنت قناة أبوظبي الإمارات في دورتها البرامجية الجديدة التي بدأت خلال شهر أبريل الماضي مجموعة من البرامج المتميزة على رأسها برنامج «احسبها صح» الذي يقدمه المذيع الشاب علي الشامسي مساء كل أربعاء، واستلهمت إدارة القناة فكرته من القمة الحكومية الأولى التي عقدت في شهر فبراير الماضي من العام الجاري في دبي، بشأن تحقيق الريادة في الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور. أشرف جمعة (أبوظبي) - يتميز برنامج «احسبها صح» بطابعه التثقيفي الاجتماعي الذي يوجه أفراد المجتمع الإماراتي إلى اتباع سياسة ترشيد الإنفاق، عبر تقديم نماذج حقيقية اكتوت بنار الديون وتأثرت بها، وعلى الرغم من عمر هذا البرنامج القصير، إلا أنه استحوذ على اهتمام المواطن الإماراتي الذي يتابعه بشكل أسبوعي ما جعل «احسبها صح» حديث المجالس في كل بيت، لذا سجل أعلى نسبة مشاهدة مقارنة بالبرامج المحلية الأخرى. خصوصية الإمارات حول طبيعة هذا البرنامج الذي يناقش قضية محلية تهم المواطنين على اختلاف فئاتهم، يقول مقدمه علي الشامسي: يَعرض «احسبها صح» أسبوعياً حالة واقعية مرت بمشكلات حقيقية مع البنوك، اضطرت للاستدانة، أو حالة افتراضية تمثيلية تشبه الواقع تماماً، وراعينا فيه خصوصية الإمارات والمواطنين، والخصوصية تعني هنا عدم إحراج الضيف بحيث نترك له الحرية الكاملة في الحديث عما يحب، وتجنب الكلام فيما يعتبره غير قابل للطرح، وعلى الرغم من أننا نتحدث مع الضيف بشكل مباشر، لكن هدفنا هو تسليط الضوء على مشكلته بحيث يتحدث وفقاً لرغبته عن الأخطاء التي وقع فيها، وفي الوقت نفسه يحضر معنا في البرنامج خبير اقتصادي أو متخصص اجتماعي لوضع الحلول لهذه الحالة، ومن ثم الإجابة عن الاستفسارات العامة للمشاهدين فيما يتعلق بصلب الموضوع، وبالنسبة وللمداخلات التي تتم من قبل الجمهور تكون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبناء على رغبة الجمهور سوف تكون المداخلات بشكل مباشر، من خلال الاتصال على رقم البرنامج، في الفترة المقبلة. نبض الشارع ومن خلال الحلقات الست الماضية التي تم إذاعتها وتابعها الجمهور الإماراتي في كل مكان، يوضح الشامسي أنه استشف من موقعه كإعلامي ومواطن إماراتي ومراقب بشكل عام لهذه القضية التي تواجه الكثير من أبناء الدولة أن برنامج «احسبها صح» قد جاء في الوقت المناسب. ويذكر أن شبابنا أثقلت كواهلهم الديون، وفي الوقت نفسه تسعى الدولة بصورة لافتة للغاية عبر القيادة الرشيدة المتفاعلة دائماً مع قضايانا إلى حلها مباشرة، لكنني لاحظت أن هناك هوة كبيرة لدينا ما بين الثقافة الاستهلاكية وبين فلسفة الاقتصاد الشخصي ما أثر ذلك على ميزانية الشباب التي افتقدت للتوجيه نحو الأولويات، واكتشفت من خلال وجودي ضمن فريق عمل هذا البرنامج، أن لدينا عناصر من خبراء الاقتصاد على أعلى مستوى، يوجهون شباننا بما لديهم من الوعي والتفهم لمخاطر مشكلة الديون وبالتحديد. كما أن العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة بالدولة أمدتنا بمعلومات وفيرة للغاية في هذا الصدد ولم تبخل على البرنامج بما لديها من إحصاءات لمديونات الفرد الإماراتي، وبناء عليها نبني موضوعاتنا، ومن دون هذه الأرقام لم يكن بوسعنا تسليط الضوء على ما يهم المشاهد، ونسعى من خلال «احسبها صح» إلى مراعاة عنصر الزمن بحيث نطرح الموضوعات الساخنة بالتزامن مع الأحداث الجارية مثل موسم الإجازات الصيفية، ورمضان الذي سيحل قريباً، وكذلك التفاعل مع عروض البنوك حتى نواكب نبض الشارع وأحداثه ومتغيراته في اللحظة الراهنة، وما يهم الأسرة وميزانيتها وإنفاقها وتأثرها بمثل هذه العروض التي تلهب حماسها نحو الإنفاق بلا وعي. المظاهر المكلفة وبخصوص أبرز المشكلات التي يواجهها المجتمع الإماراتي، يرى الشامسي أنها تتمثل في المظاهر و«الفشخرة» بين الناس، وهنا يقول: من وجهة نظري إن المظاهر هي التي جرّت الكثير من المواطنين إلى الاستدانة، إذ إن مثل هذه الظاهرة تنتشر بصورة كبيرة في المجتمعات التي ترتفع فيها مستويات المعيشة المقترنة دائماً بالرفاهية، ومن ضمن القضايا التي يناقشها برنامج «احسبها صح» بناء البيوت، فأغلب المواطنين يقترضون من أجل بناء مساكن تشبه القصور، بدلاً من السعي إلى إنشاء منزل يسع للحياة الأسرية، وبما يتوافق مع القدرة المالية، خصوصاً وأن مواد البناء في الدولة مرتفعة الأسعار، وتخضع لمقاييس معينة نظراً لطبيعة الأرض، وهذه الإشكالية أيضاً أصبحت مرتبطة إلي حد كبير بالمظاهر، حيث إن بعض الأفراد في المجتمع يرون أن مثل هذه البيوت الفخمة تعبر عنهم وعن مستوى معيشتهم، ما أفرز حالة من التنافس من أجل أن يمتلك المواطن بيتاً خيالياً، مثل الذي نسمع عنه في الأساطير والحكايات التاريخية، والبرنامج يحاول أن ينبه إلى ضرورة محو هذه الظاهرة من مجتمعنا وأن يضع كل مواطن الأشياء الضرورية في قمة أولوياته. تجربة شخصية وعن تجربة مقدم برنامج «احسبها صح» الشخصية في إطار التخفيف من عبء الديون والاقتصاد في النفقات، يشير الشامسي إلى أنه مرّ مثل أي شاب بهذه التجربة وعاش أوضاع جيله، ولكنه سرعان ما أدرك المخاطر التي تترتب على أن يظل مرتبطاً بالسداد للبنوك والمؤسسات المالية، وقرر أن يتحرر من هذه المسألة ويلفت إلى أنه من خلال تقديمه للبرنامج تفاعل مع المواطنين الذين يعيشون هذه التجربة حالياً ولديه رغبة صادقة في أن يساعدهم من أجل تخطى أزماتهم الحالية عبر مشاركته في إعداد الحلقات ووضع اللمسات النهائية لها مع فريق العمل، ومن ثم التحدث باللهجة المحلية المحكية المبسطة حتى يكون التواصل مع فئات المجتمع الإماراتي بشكل أسرع من دون إحراج ضيوف البرنامج الذين يقدمون بظهورهم في «احسبها صح» خدمات جليلة إلى كل من وقع في براثن الديون. ذكريات الطفولة والشباب بالنسبة لذكريات الشامسي الخاصة، التي ما زال يحملها منذ الطفولة في مخيلته، والمتعلقة بهواية قديمة لديه وهي تقليد مقدمي البرامج، يقول إن هذه الهواية بدأت معي في سن العاشرة، إذ كانت تعجبني نبرة صوت جميل عازر في قناة الجزيرة، وقد قلدته بحرفية خصوصاً حين يميل بجسده ويقول الخبر بشكل مسرحي، وكذلك جمال ريان في قناة أبوظبي الذي يتميز بحدة الصوت، من الذين علقوا في ذهني، كما كنت أجلس أمام رفاقي لأداء هذه الأصوات وأرتجل المواقف وأقرأ الأخبار على طريقة المذيع حمد علي في قناة أبوظبي قديماً، والذي يتميز بإطلالة خاصة تملأ الشاشة هيبة، فضلاً عن مصداقيته التي يلمسها المشاهد عبر تعبيرات وجهه وثقته العالية بنفسه، وكذلك أحمد سالم مقدم برنامج في «مثل هذا اليوم » الذي عمل مديراً لتلفزيون الشارقة، ولم يكن يظهر على الشاشة أثناء تقديم هذا البرنامج، ولا أنكر أنه أثر فيّ كثيراً وأسرني صوته كثيراً.. ويضيف الشامسي: درست العلاقات الدولية في الولايات المتحدة الأميركية، وكان من المفترض أن أعمل في السلك الدبلوماسي، لكنني آثرت الالتحاق بالعمل الإعلامي حيث أن طموحي الذي يلازمني منذ الصغر هو أن أكون قدوة للناس، وأساعدهم على اجتياز المحن التي يتعرضون لها. ولم يكن بوسعي تحيقق ذلك إلا عن طريق الإعلام الذي منحني هذه الفرصة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©